الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة «الشارقة إمارة صديقة للطفل» تدعم ثقافة الرضاعة الطبيعية

حملة «الشارقة إمارة صديقة للطفل» تدعم ثقافة الرضاعة الطبيعية
14 فبراير 2014 21:09
أزهار البياتي (دبي) - احتضنت «أم دانة» طفلتها بين ذراعيها بكل حب ومودة، تهدهدها وتغدق عليها كلمات العطف والحنان، وتراقب تعابير وجه رضيعتها البريئة، بعد أن أخذت كفايتها من حليب أمها الطبيعي، فتغفو بين أحضانها الدافئة بكل هدوء وسكينة، ليختبرا معا المعاني السامية للتواصل الإنساني الجميل، ويبنيا أواصر قوية ومثالية للعلاقات الأسرية التي تربط الأم بالطفل. وربما تشكل هذه الأم الشابة حالة ضمن العشرات، من اللواتي استفدن من حملة الشارقة النبيلة، والتي تعلنها كإمارة صديقة للطفل، فتدعو إلى حمايته وتنادي بحقوقه، وتنتصر لقضاياه، ممارسة دورها المجتمعي الهادف منذ انطلاقتها في مارس عام 2012، داعية لتعميم ثقافة العودة إلى الرضاعة الطبيعية بين فئات المجتمع، والتي من شأنها أن تدعم صحة الأطفال ونظام غذائهم السليم، فتحميهم من شتى الأمراض والآفات الصحية. وتشير لهذا الأمر الدكتورة حصة خلفان الغزال، مديرة اللجنة التنفيذية للحملة، وتقول: «منذ بداية حملة (الشارقة إمارة صديقة للطفل). ونحن نسعى بكل همة ونشاط لنشر ثقافة الرضاعة الطبيعية والترويج لفوائدها المتعددة في الحفاظ على صحة الطفل والأم في الوقت ذاته، مستهدفين في حملتنا هذه الأمهات كافة، خاصة من فئة المستجدات والنساء العاملات، داعين لممارسة العادات والطرق السليمة المتبعة في تغذية الأطفال حديثي الولادة، في سبيل الحفاظ على الحياة والوقاية من الأمراض، مع تقوية الجهاز المناعي وبناء العلاقات العاطفية والعائلية، فضلا عن أهميتها في مجالات النمو والتطوير والسلامة البدنية والنفسية على حد سواء». وتواصل هذه الحملة الاستثنائية فعالياتها المستمرة متنقلة بثقافتها وتوجيهاتها الصحية والغذائية من موقع لآخر في عموم مدينة الشارقة وضواحيها مع مناطقها الشرقية، منظمة من خلالها ندوات ومحاضرات عدة، وورش العمل المباشرة والحية، حيث يتم لقاء الأمهات في كل مكان، ومن الأعمار والفئات والمستويات الاجتماعية كافة، لتدعوهن عن طريق الحوار المنطقي والمناقشة المتبادلة، والتوجيه السليم، والمدعوم بالدراسات الطبية والمعلومات المؤكدة، للقيام بمسؤولياتهن وممارسة دورهن الإنساني الواجب نحو فلذات أكبادهن، انتصارا لحقوق الطفولة والصحة بشكل عام. وفي نهاية الأسبوع المنصرم، ومن خلال برنامج إرشادي متكامل مع ورشة عمل استمرت لثلاثة أيام، تعاونت فيه إدارة الحملة مع مركز رعاية الأمومة والطفولة في الإمارة، وذلك بتدريب حوالي 14 متدرباً من التابعين لوزارة الصحة، ليساهموا معها في زيادة نسبة الوعي المجتمعي وتعريف الأمهات بأهمية اتباع ممارسات التغذية الصحية المكملة لبناء جسم الطفل وتنميته، وقد ساهم في هذا البرنامج خبراء واختصاصي تغذية، مع مستشارين صحيين وأطباء أطفال متخصصين في الرضاعة الطبيعية، مجددين من خلاله الدعوة إلى الترويج لهذه الثقافة الأسرية وتعميمها في جميع إمارات الدولة. وأشارت رندة سعادة، خبيرة تغذية الأطفال الرضع وحديثي الولادة والمشرفة على ورشة التدريب الأخيرة، إلى أهمية دعم الطفل الرضيع بالحليب الطبيعي، خاصة في أول سنتين من عمره، كون هذه الفترة الزمنية تعتبر «النافذة الحرجة»، والتي من شأنها أن تكون ركيزة وأساسا مثاليا معزز لصحة الرضيع، يبني عليها صحته ويطور من سلوكه وإمكاناته الجسمانية والمعنوية، مؤكدة على توصيات منظمة الصحة العالمية واليونسييف، والتي تنادي بشدة على أن يتم الاعتماد كليا على إرضاع المواليد الجدد لغاية ستة أشهر كاملة، ثم إدخال بعض الأغذية التكميلية على حليب الأم الطبيعي بعدها وإلى عمر السنتين، حيث أثبتت الدراسات والبحوث كافة على أن هذه الممارسة الغذائية المتوازنة تؤدي إلى خفض نسبة الوفيات بين الأطفال دون الخامسة إلى حوالي 19% .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©