الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البندقية.. تسبح على 118 جزيرة تفصل بينها 150 قناة

البندقية.. تسبح على 118 جزيرة تفصل بينها 150 قناة
14 فبراير 2014 21:09
القاهرة (الاتحاد)- البندقية هي أشهر مدن جنوب أوروبا التي ارتبطت بمدن الشرق العربي المطلة على البحر المتوسط?،? وكانت تلك المدينة المعروفة في إيطاليا اليوم باسم “فينيسيا” جمهورية تجارية مستقلة تقوم بحكم موقعها في البحر الأدرياتيكي بدور الوسيط التجاري بين القارة الأوروبية ومدن المتوسط وخاصة القسطنطينية حاضرة البيزنطيين وموانئ دولة المماليك بمصر والشام. والمدينة المشهورة بأنها قبلة سياحية كبرى عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور ويقع المركز التاريخي للمدينة على مساحة 4 كيلو مترات مربعة من اليابسة تتكون من 118 جزيرة صغيرة تفصل بينها 150 قناة. وظلت البندقية محافظة على علاقاتها السلمية مع مدن الشرق حتى بداية مرحلة الكشوف الجغرافية للعالم الجديد عدا فترة قصيرة من العداء المكشوف خلال حقبة الحروب الصليبية. فإزاء ضغط البابوية على جمهورية البندقية المعروفة بالثراء المالي وبوفرة أساطيلها البحرية وافقت على تمويل الحروب الصليبية، ولكن وفق مصلحتها الخاصة وفي الوقت الذي كان يظن فيه بابا روما أنه يوظف أموال البنادقة لخدمة الصليب كانت البندقية تستغل جيوش الحملات لمصالحها التجارية بشكل مكشوف. فاشترطت لتمويل الحملة الصليبية الأولى مساعدة جيوش الحملة لها على احتلال مدينة زارا في عام 1202 م وكان لها ما أرادت، ولما تعارضت مصالحها التجارية مع الدولة البيزنطية عقب عزل الإمبراطور، الذي كان يمنحها امتيازات تجارية ببلاده، وجهت الحملة الصليبية الرابعة نحو القسطنطينية لتقوم بإعادة الإمبراطور المعزول لعرش البلاد. معاهدات تجارية ولم تتورع البندقية في أوج فترة الحروب الصليبية عن عقد الاتفاقات والمعاهدات التجارية مع الدولة المملوكية، مضحية بتحالفها السابق مع البابوية، فنالت بذلك امتيازات تجارية في كل موانئ مصر والشام وأصبحت الوسيط الرئيسي في تجارة التوابل بين الشرق الآسيوي والغرب الأوروبي. وخلال عصر سلاطين المماليك توثقت عرى الصلات التجارية والدبلوماسية بين البندقية والشرق وأصبح قنصل البندقية بالإسكندرية شخصية محورية في عالم التجارة العالمية لنشاطه الواسع في عقد الصفقات وتوفير الحماية لبيوت التجارة الإيطالية بأرجاء الدولة المملوكية. وحاولت البندقية رغم سلمية العلاقات مع دولة المماليك توظيف هذه العلاقة لمصلحتها الخاصة غير مرة، الأمر الذي استدعى إجراءات حازمة من قبل سلاطين المماليك أرغمت عقبها جمهورية البندقية على الخضوع للأوامر السلطانية. الدينار الإسلامي فعندما ندرت كميات الذهب اللازمة لضرب الدنانير المملوكية حاولت البندقية السيطرة على أسواق النقد بإصدارها للدوكات البندقية ذات الوزن المنخفض عن الدينار الإسلامي وإن كانت الدوكات ذات عيار عال حتى صار الذهب البندقي اسم علم على النقد الذهبي الجيد، ولكن الأشرف بارسباي أحبط تلك المحاولة وأرغم تجار البندقية على الدفع بالذهب لجمرك الإسكندرية ليحصل على الدوكات ويعيد سبكها وضربها كدنانير مملوكية. وحاولت البندقية أيضا منافسة المصنوعات المملوكية فاستقدمت صناع الشام ومصر للعمل في مصانعها لإنتاج الزجاج والمعادن على نسق التحف المملوكية وإن لم يقيض لهذا المسعى أن يحرز نجاحا كبيرا. وشهدت السنوات الأخيرة من حكم المماليك تعاونا وثيقا مع جمهورية البندقية لمقاومة تهميش دورهما في التجارة الدولية بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح إلى أن قررت النخب الإيطالية المساهمة في الكشوف الجغرافية التي توجت باكتشاف أميركا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©