الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يــوميات ولـيـد عــلاء الدين في الجزائـــر

يــوميات ولـيـد عــلاء الدين في الجزائـــر
14 سبتمبر 2007 00:50
في كتابه ''خطوة باتساع الأزرق''، يرسم الكاتب الصحافي وليد علاء الدين لوحة تعبيرية رائعة الجمال لرحلته إلى الجزائر عام ·2005 الجزائر التي أطلق عليها شاعر عربي ذات يوم ''الفردوس الدامي'' وهي بلد الأرز التي تزين رؤوس جبالها تيجان الثلوج البيضاء الممتدة على البحر الأبيض المتوسط· يقدم وليد علاء الدين نصه الأدبي في متن الرحلة سرداً جمالياً معاصراً للمكان وصوره، وينقل لنا بكثير من الشاعرية يومياته هو وأسرته، ويمزج في لغته بين لقطات لمصِّور محترف لا تفوته شوارد الأمكنة المعبِّرة، وبين شفافية ورشاقة تختفي بين جمله وعباراته وكأنه يسدل نقاباً من الشيفون الوردي على وجه رحلته لتشير بجمال وسحر المكان، وليضع القارئ دائماً في حالة انشداد وشغف لرؤية هذه الأماكن· يبدأ الكاتب رحلته من مطار هواري بومدين وصولاً إلى فندق الأروسي، وأول جولة له كانت في كنيسة السيدة الأفريقية التي تحمل أسم ''نوتردام'' حيث يبلغ ارتفاعها 124 مترا فوق سطح الأرض، بينما يبلغ ارتفاع قبتها 48مترا· ويصف الكاتب البحر واحتضانه اليابسة بحنان بالغ فيزيد من رقته· يعرج الكاتب إلى شارع العربي بن مهيدي، ليبحث عن ملامحه العُمرانية، ومن ثمَّ يتجوَّل في ساحة الشهداء نهاية شارع بلوزداد، ويعلِّق على أسماء المحلات والمكتبات· يمزج الكاتب في أسلوبه بين أفكاره وفلسفته وشاعريته فيضمِّن الكتاب مثلاً رأيه على لسان سائق التاكسي ''الإسلام عربنا، أي جعلنا ننتسب إلى اللسان العربي، إلا أن هذا لا ينبغي أن يجعلنا ننكر أُصولنا التي نفتخر بها فعندما نتفق على هذه الفكرة نتمكَّن من قراءة تاريخنا وكتابته للإجابة على تساؤلات كبرى، وليس لمجرَّد التدوين، وعندها نكون قد أصبحنا متحضرين''· يصدمك الكاتب بأن تاريخ الجزائر حتى وقت قريب كتبته المدرسة الاستعمارية، ومن أراد البحث في التاريخ الإسلامي، فلن يتمكَّن من إنجاز دراسة واحدة إلا بالرجوع للمكتبات الفرنسية، هذا ما استشهد به الكاتب عن الدكتور بوعلام بلقاسمي في حوار مطوَّل معه أجراه الكاتب عن مشكلة كتابة التاريخ الجزائري· يتجوَّل الكاتب في قلب العاصمة القديمة ''القصبة''، ليزور مسجد ''كتيشاوا'' وكنيسة ''السكر يكور''، كذلك متحف الفنون الشعبية التقليدية، كما أنه زار أيضاً ''المكتبة الوطنية''، وذلك من خلال دعوته كصحفي لمؤتمر حضره الرئيس الجزائري· أخذ سائقو التاكسيات نصيباً كبيراً من اهتمام الكاتب، وذلك من خلال لقاءاته السريعة بهم، حيث وجد أن لديهم وعيا وثقافة عاليتين مقارنة بالمنتمين إلى الفئات نفسها في دول عربية أخرى· قابل الكاتب ''جلالي عودية''، مسؤول قاعة متحف السينما الجزائرية، الذي أسس عام ،1964 ويحتوي على كنز من الأفلام السينمائية تم تصنيفها على أساس جغرافي، بالإضافة إلى مجموعات ضخمة من الصور التذكارية لسينمائيين عالميين وعرب· زار بعدها الكاتب في موكب رسمي ''منتزه الشريعة'' الذي يرتفع 1500متر عن سطح البحر في هذا المكان تكون السماء تحت وفوق في آن واحد، ومن اللافتات المعنونة في هذا المكان: ''غابة الكستينة''، ولافتة أخرى ''غابة البلوط الأخضر''، و''غابة الأرز للشريعة''، و''محطات الطقسوس''· وهي لافتات يمر بها الصاعد إلى منتزه الشريعة· ينهي الكاتب زيارته في (قصر رياس البحر) وهو قصر خير الدين بارباروسا وفد أنشئ على الطراز ''الحيري''· ويبين علاء الدين أن مؤتمراً ستحضره وزيرة الثقافة، ويكون على شرف وفد ''ندوة الرحالة العرب'' وهم نخبة من الباحثين والمثقفين والشعراء والروائيين والكتاب والصحافيين العرب، إلا أن الواقع كان غير ذلك، فهؤلاء قضوا وقتاً طويلاً في انتظار الوزيرة، وذلك في مدخل قصر الرياس، والذي اتضح، فيما بعد، أنها حضرت لافتتاح معرض للفن التشكيلي، واضطر الحضور جميعاً انتظار ساعات أخرى بعد وصول الوزيرة، إلى أن انتهت من جولتها على المعروضات وأحاديثها للصحافة و التلفزيون· في آخر صفحات الكتاب، يطلُّ الكاتب على أهم الصحف في الجزائر، ومنها: (الجزائر، الشروق، المساء، الفجر، المستقبل، البلاد····)، والتي وصفها بأنها على كثرتها تحتاج إلى ثورة على المستويين المهني المحترف، ومستوى التقنيات المستخدمة في الإخراج الفني والطباعة· أخيراً صدر هذا الكتاب عن دار السويدي للنشر والتوزيع في أبوظبي في عام ·2007
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©