الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت التراث حكاية عمرها 117 عاماً

بيت التراث حكاية عمرها 117 عاماً
14 سبتمبر 2007 01:01
قصة بيت عمره 117 عاماً تحوّل من حجرتين مشيدتين من جريد النخيل إلى مزار أثري يخطف القلوب والأبصار، ويحكي قصة تاريخ وتطور حياة، ويجسد بتقسيماته المتنوعة نموذجاً حياً للبيت التقليدي للأسرة الإماراتية، مراعياً خصوصيتَها وعاداتِها الإسلامية· وتملَّك البيت منذ بنائه عدة شخصيات، كان لكل منهم لمساته وإضافاته على المنزل، وتوارثته الأجيال حتى اليوم· قام مطر بن سعيد بن مزينة في عام 1890 ببناء بيت التراث، وكان حينه يقتصر على حجرتين تطلان على حوش فسيح أقيمت فيه بعض الحجر الصغيرة المشيدة من جريد النخيل· وبعد 20 عاماً وفي عام 1910 انتقلت ملكيته إلى الشيخ أحمد بن دلموك أشهر تجار اللؤلؤ في دبي في تلك الفترة، والذي قام بإدخال تعديلات على البيت حيث وسّع في مساحته، وأضاف إليه عدة غرف في الجهتين الشمالية والغربية· ولم تستمر ملكية أحمد بن دلموك لبيت التراث أكثر من عشر سنوات، حيث قام بإهدائه في العام 1920 إلى سعيد بن حمدان الذي استمرت ملكيته للبيت 15 عاماً كاملة، حيث قام في عام 1935 ببيعه إلى السيد إبراهيم السيد عبدالله، والذي أضفى عليه صبغة الفخامة بإعادة تشكيله، حيث جلب بنّائِين مَهَرةً استخدموا مواد جديدة في البناء، وبرعوا في استخدام العناصر التجميلية والنقوش الجصية في مكونات البيت وأجزائه المختلفة، مما جعل منه نموذجاً حياً للبيت التقليدي للأسرة الإماراتية· وبدأت أعمال الترميم للبيت في منتصف عام 1944 واستغرقت حوالي 18 شهراً، حيث تبلغ المساحة الكلية له 935 متراً مربعاً· وفي العشرين من شهر مارس عام 2000 قام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة بافتتاح البيت رسمياً، حيث آلت إدارته بعد ذلك لدائرة السياحة والتسويق التجاري لتسويقه وترويجه· المجلس الرئيسي يعد المجلس الرئيسي أهم غرفة في البيت، ويتم فيه الترحيب بالضيوف والزوار والمسافرين، سواء كانوا من أماكن داخل الدولة أو خارجها أو من أقطار مجاورة· ويوجد المجلس في بيت التراث عند المدخل الرئيسي للمنزل ويطل على الخارج لمراعاة خصوصية الأسرة وعاداتها الإسلامية، وهو معزول تماماً عن الأجزاء الداخلية للمنزل، ولا يربطه بها إلا باب صغير خصص لخدمة الضيوف بلوازم الضيافة كالطعام والشراب· وفرش المجلس بالسجاد الفارسي الفاخر، وجهز بالمطارح والمساند المزخرشة (التكي)، فيما خصص ركن من المجلس لأدوات القهوة وتحضيرها، وتُزيَّن جدرانه بلوحات قرآنية ومعلقة عليها أنواع مختلفة من الأسلحة كالبنادق والسيوف والخناجر· ويتميز المجلس بالرحابة، ويتسع لعدد كبير من الضيوف الذين كانوا يتبادلون الحديث عن هموم الغوص والأسفار والتجارة والأوضاع المحلية، كما يجتمع فيه الضيوف في المناسبات المختلفة كالأعياد والأعراس والتعازي· مجلس النساء ويضم البيت مجلساً للنساء، وهو عبارة عن قاعة لاستقبال النساء من الأقارب والجارات والصديقات، والنساء المرافقات للمسافرين، حيث تبيت النساء في مجلس الحريم، الذي يطل بشرفاته ونوافذه على فناء المنزل الداخلي، كما أنه معزول تماماً عن الخارج (السكيك)، ولا يسمح للرجال بدخوله حتى ولو كانوا من أفراد الأسرة عدا الصبية والأطفال، وفرش مجلس الحريم بالسجاد الفارسي الفاخر فوق طبقة من الحصير، ووضعت فوقها المطارح· ويستخدم الضيوف المساند المزخرفة بخيوط الحرير و(الجوخ)، كما تزين جدران المجلس بالمرايا وتحتوي على الصناديق الخشبية والأواني الزجاجية· وتتبادل النسوة في المجلس الأحاديث اليومية والتهاني في المناسبات المختلفة، فيما تقدم سيدة المنزل الطعام والشراب لضيوفها، وكذلك البخور الشرقي والعطور الزكية· ولا يخلو مجلس الحريم- كما هو مجلس الرجال- من القهوة العربية رمز الكرم والترحيب بالضيوف، وتمارس النساء في المجلس النشاطاتِ اليوميةَ كوضع الحناء والحياكة وصناعة التلي· ويعد الحوش القاسمَ المشتركَ في بناء وتشكيل البيوت التقليدية في منطقة الخليج بوجه عام، حيث لا يخلو منه أي منزل، وتطل عليه أغلب الغرف، ويُعتبر المتنفسَ والرئةَ لكل مرافق المسكن من غرف معيشة وغرف خدمات وأروقة، وتفتح جميع الأبواب والنوافذ على الحوش، ما عدا الفتحات الخاصة بمجلس الضيوف فهي تطل على الخارج· والحوش مفتوح على الفضاء الخارجي، ويوفر الإنارة الطبيعية نهاراً لجميع غرف المنزل ومرافقه، كما يوفر التهوية اللازمة لأقسام المنزل، ويجعل أجواءها صحية بالقدر المطلوب، حيث يتميز الحوش باتساعه ورحابته فهو حديقة المنزل وتزرع فيه أشجار النخيل واللوز والسدر، ويعد مكاناً مناسباً للهو الأطفال وممارساتهم الألعاب الشعبية· ويحتوي بيت التراث كذلك على الليوان (الساباط)، وهو عبارة عن فراغ مفتوح الأطراف يطل على فناء الحوش ويرتفع قليلاً عن الأرض، وهو مسقف بالخشب والجص، وتظهر على واجهته الأمامية الأعمدة والأقواس الجميلة بزخارفها ونقوشها التي تعتمد على تصوير الطبيعة والنباتات والخطوط الهندسية بأشكالها المختلفة، كما يحتوي على الغرفة الرئيسية (المخزن)، وهي غرفة المعيشة الرئيسية، وتستخدم طوال العام، حيث يجتمع فيها أفراد الأسرة للجلوس والأكل، وتحوي مستلزماتهم الرئيسية من ملابس وعطور ومجوهرات، ويضم بيت التراث ضمن حجراته (المخزن) وهو عبارة عن حجرتين لتخزين المؤن السنوية، والغرفة العلوية التي تقع في الطابق العلوي وتكثر فيها النوافذ والفتحات من الجهات الأربع، والمطبخ بالإضافة إلى بئر الماء (الخريجة) وهي بئر للماء المالح ويستخدم في غسل الأواني والصحون، أما الماء العذب فكان يجلبه بائع الماء (المروي) من الآبار العذبة في جرار كبير يحملها البعير· وأخيراً يحتوي بيت التراث على غرفة العروس ''الحجلة'' حيث تقوم النسوة ممن لهن خبرة ودراية في إعداد ''الزهبة'' وهي تحضير غرفة العروس وملابسها وزينتها قبل موعد الزفاف بأيام قليلة، وتفرش الغرف بالمطارح ''الدواشق'' والمساند المزركشة، وتعلق بعض المرايا والرمانات على الجدران، وتفرش أرضية الغرفة بالسجاد الفارسي فوق طبقة من الحصير·=
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©