الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى
14 سبتمبر 2007 01:11
الله العلي هو الذي تطلعت الى عزته الأبصار وخضعت لجلاله القلوب والعقول والأبدان موقنة بأنه -جل شأنه- الأعلى والأسمى والأعظم· ويقول د· محمد داود -استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس: العلي اسم من اسماء الله الحسنى بنص القرآن الكريم والحديث الشريف، وقد تكرر ذكره في القرآن ثماني مرات، وبه يسبح المؤمنون في سجودهم، وبه ايضا تسبح الملائكة، ويرجع الاشتقاق اللغوي لهذا الاسم الى العلو والعظمة والتجبر وهو مصوغ على صيغة ''فعيل'' الدالة على ثبوت الصفة ورسوخها، ويجمع بين معان كثيرة فالله تعالى هو العلي الذي علا عن كل وصف لأنه أجل وأعلى من أن يحيط بوصفه الواصفون أو يوفيه ثناء الشاكرين أو تدركه أفهام العالمين، وهو سبحانه العلي الذي تعالى وسما عن ان تدركه الأبصار وهو يدرك الابصار، فهو العلي القاهر فوق عباده، والذي تنزه وتقدس عن أن يشاركه في علوه شريك، كما انه -جل شأنه- هو العلي الذي سمت ذاته وصفاته فوق حدود الزمان والمكان، فهو الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية وهو العلي الذي تتطلع الى مجده وعزته وجلاله جميع الابصار، والذي علا عن مشابهة الخلق في صفة من صفاته وتنزه عن ان يدانيه مخلوق مهما علت رتبته عند المخلوقين كما تعالى وتنزه عن كل نقص· ويضيف د· داود: ومما يلفت النظر في مواضع ورود هذا الاسم الشريف في كتاب الله انه ورد مقترنا باسم الله الكبير خمس مرات في آيات النساء: ،34 والحج: ،62 ولقمان: ،30 وسبأ: ،23 وغافر ،12 واقترن باسم الله العظيم مرتين في البقرة: ،255 والشورى: ،4 واقترن باسم الله الحكيم مرة واحدة في آية الشورى: ،15 وتشير هذه الاقترانات الى وجود علاقة دلالية وثيقة بين معنى كل واحد من هذه الاسماء الثلاثة -الكبير والعظيم والحكيم- باسم الله العلي، فالتلازم بين العلي والكبير يشير الى معنى الرفعة التي لا تحدها حدود ولا يبلغها تصور، ولا تدانيها رتبة مهما علت وكبرت في المخلوقات، والتلازم بين العلي والعظيم يشير الى الجامع بين الاسمين من معنى العظمة التي تقصر دونها العقول وتخضع لها القلوب وتخشع لها النفوس، والتلازم بين العلي والحكيم يشير الى أن وصف الذات الإلهية بالعلي والمتعال والأعلى هو على وجه الحكمة وهو أن علو الله أسمى وأرفع من علو البشر، اذ أن أكثر المواضع التي استعمل فيها وصف العلو للبشر فيها ذم لهذه الصفة مثل قوله تعالى: (إن فرعون علا في الأرض) (القصص: 4)· أما صفة العلو لله تعالى العلي المتعال الأعلى فهي ثناء على الله وتمجيد لذاته وتعظيم له فهو العلي الحكيم، أي الذي يجري افعاله على موجب الحكمة في كل شيء، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه: ''الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منها قصمته''، فكان الاسم -المتعال- في مواجهة من نازع الله تعالى صفة من صفاته أو أبى الانقياد والخضوع لله جل وعلا· أما الاسم -الأعلى- فمعناه الأسمى والأعظم في مجده وعزته وكماله وقدرته على كل شيء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©