دعوة إلى تعدد الزوجات

ينادي البعض بتعدد الزوجات كحل لمشكلة تأخر سن الزواج خاصة وأن عدد النساء يفوق كثيرا عدد الرجال· لكن الرجل الذي يفكر في التعدد سرعان ما يتراجع إذا تيقن أنه لن يستطيع العدل بين زوجتين · وفي المقابل هناك من يتحمس لهذا الموضوع خاصة إذا كان قادراً على العدل بين الزوجتين، لكن الخوف يكمن في هذه الحالة من أهل الزوج نفسه وأهل الزوجة الأولى خاصة إذا كانت من أقاربه · كما أن بعض الفتيات يرفضن الزواج من شخص متزوج ، وإذا ما قبلن ذلك، يطلبن المهور العالية أو السكن البعيد عن الزوجة الأولى ، وأخريات يقدمن الكثير من التنازلات فقط للحصول على زوج سواء كان متزوجاً أو غير متزوج· وقد نجحت جهود صندوق الزواج ،وأهل الخير وأولياء الأمور في تسهيل الزواج للشباب ونادرا ماترى شابا وصل الثلاثين من عمره ولم يتزوج،ولكن ما أكثر النساء اللواتي بلغن الثلاثين والأربعين بغير زواج ،فالفرص أمام الرجال كثيرة ولكنها في المقابل قليلة أمام النساء· على المجتمع أن ينظر إلى تعدد الزوجات نظرة صحيحة تتصف بقليل من الخوف والتشاؤم وكثير من الاطمئنان والتفاؤل، وعلى صندوق الزواج أن يقوم بنشر الوعي الصحيح عن مفهوم التعدد وفوائده وفق الضوابط الشرعية حتي ولو لم يساهم في صرف المنحة لمتعددي الزواج، فذلك يساهم في إيجاد فرص للزواج أمام آلاف النساء · علينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال هرباً من الواقع او جريا وراء قيم ومفاهيم الآخرين الذين لا يعانون مشاكلنا ولا يعيشون واقعنا، وعلى السيدات أن يضعن المصلحة العامة ومصلحة بنات جنسهن فوق مصالحهن الشخصية· علينا أن نتحلى بالجرأة لطرح هذه القضية على بساط البحث الصريح بحيث نضع أمامنا المصلحة العامة قبل كل اعتبار وقبل فوات الأوان · حمد صالح حميد