ضربة أمنية موجعة: اغتيال زعيم "صحوة الأنبار"

بعد أقل من أسبوعين من اجتماعه مع الرئيس الأميركي جورج بوش، اغتيل أمس عبد الستار أبو ريشة رئيس ''مؤتمر صحوة الأنبار'' الذي قاد تمرد عشائر الأنبار السنية على ''القاعدة'' في أحصن معاقلها، بانفجار عبوة قرب منزله في الرمادي· وسارع البيت الأبيض الى وصف الحادث، بأنه ''عمل شائن''، مؤكدا انه لن يردع الزعماء القبليين في المحافظة عن الاستمرار في التصدي لـ ''القاعدة''· وكان أبو ريشة الأكثر نفوذا بين تحالف عشائر العرب السنة التي انضمت الى القوات الأميركية لطرد ''القاعدة'' من الأنبار· كما قتل اثنان من حراسه الشخصيين وسكرتيره الخاص في الهجوم الذي وقع في أول أيام شهر رمضان· وقالت الشرطة انه قتل بانفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق· لكن أحد حراسه الشخصيين الذي لم يكن برفقته وقت الانفجار قال ان قنبلة زرعت في سيارته· وشكل أبو ريشة تحالفا لشيوخ عشائر الأنبار لمحاربة ''القاعدة'' وهو ما أشاد به زعماء عراقيون وأميركيون باعتباره أحد أكبر مظاهر النجاح في مساعي تحسين الأمن بالعراق بعد أكثر من 4 سنوات من الصراع · وخلال زيارته غير المعلنة الى الأنبار أوائل الاسبوع الماضي، قال بوش ان المكاسب الأمنية التي تحققت في المنطقة الصحراوية الشاسعة مثال على ما يمكن ان يتحقق في مناطق أخرى بالعراق· ومنذ عام 2003 وحتى العام الماضي كانت الأنبار بوتقة لعمليات المسلحين الذين يغلب عليهم العرب السنة وأكثر مناطق العراق خطورة· وكانت القاعدة في إحدى الفترات تسيطر على مساحات كبيرة من المنطقة لكنها أثارت غضب زعماء العشائر بسبب عمليات القتل دون تمييز التي يسقط فيها مدنيون وتفسيرها المتشدد للاسلام· ولعب أبو ريشة دورا محوريا في تشجيع الشبان في الأنبار على البدء في الانضمام الى قوات شرطة محلية في تطور قلص بشدة العنف وأرغم كثيرين من مقاتلي ''القاعدة'' على الفرار الى محافظات أخرى· وفي شهادته أمام الكونجرس في 10 الجاري ، ألقى الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية بالعراق الضوء على المكاسب الأمنية ''المتميزة بشكل خاص'' في الأنبار· وبعد الاجتماع مع بوش قال أبو ريشة انه أبلغ الرئيس الأميركي انهم عراقيون وانهم لا يؤمنون بالطائفية ويريدون ان يوحدوا صفوفهم ويبنون العراق معا· وفي واشنطن ، قالت المتحدثة باسم الرئاسة دانا بيرينو تعقيبا على اغتيال أبو ريشة ''ان قتل الشيخ في الأنبار عمل شائن''· وأضافت ''كان من الأوائل الذين توجهوا الى الأميركيين عارضين التعاون لطرد القاعدة من الأنبار''· واستشهدت بكلام منسوب الى زعيم عشيرة آخر قال ''هذا لا يردعنا بل يزيدنا عزما على مقاتلة هذا العدو''، لتؤكد على استمرار التصدي لـ ''القاعدة''· من جهتها اعتبرت وزارة الدفاع ان مقتل الشيخ أبو ريشة ''خسارة فادحة''· إلا ان الحركة التي أطلقها ستستمر''· وقال العقيد طارق الدليمي وكيل وزير الداخلية للعراقية ان ''الشيخ نزل عند رغبة أحد المعوقين وأوقف موكبه وترجل من سيارته لمعرفة حاجته''· وأضاف ان ''المعوق كان بجانب الطريق وبعد تفقده عاد الى سيارته وكانت العبوة قد رتبت له في هذا المكان وانفجرت ما أسفر عن مقتله''· وفي تطور آخر، أكدت الشرطة العراقية أن قوة عراقية أميركية مشتركة اعتقلت المدعو عبد دليان محمد وهو العقل المدبر لتفجيرات آمرلي التابعة لقضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين التي وقعت قبل شهرين، وهو قيادي بارز في ''دولة العراق الاسلامية''· وذكر الجيش الأميركي ان قوات الأمن العراقية قتلت 3 أشخاص يشتبه في أنهم ينتمون لـ ''القاعدة'' واعتقلت 80 آخرين خلال عملية بحث استمرت 3 أيام استهدفت شبكة القاعدة وانتهت أمس الأول في منطقتى جسر حمرين ووادي نهر ديالى بشرق العراق · وفي تطور بارز، أكد مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أن الرئيس بوش وافق أمس على سحب 5700 جندي من العراق بحلول ديسمبر المقبل في اطار قبوله توصيات أكبر قائد عسكري أميركي وأكبر دبلوماسي أميركي في العراق مبينا أنه قبل أيضا التوصية بخفض القوات الأميركية إلى 15 لواء من 20 لواء حاليا بحلول يوليو 2008 وفي تصعيد جديد، اتهم الجيش الأميركي إيران بتزويد مسلحين شيعة بصاروخ عيار 240 ملليمترا استخدمه المتمردون في الهجوم على قاعدة كامب فيكتوري قرب مطار بغداد الأسبوع الماضي ما أودى بحياة شخص وأوقع 11 جريحا· وفي انتكاسة أخرى لجهود المصالحة، كشف نواب عراقيون أمس عن انقسامات عميقة بين الزعماء العراقيين حول قانوني إدماج عناصر البعث المنحل في الحياة العامة واقتسام الموارد النفطية مستبعدين التوصل إلى اتفاق حولهما في وقت قريب·