تمجيد المظهر في عالم القشور

نلاحظ في هذا الزمن أن الكثيرين يتسابقون إلى تلميع الظاهر وتنميق المظهر فنجد أن الكثير منا ينفق الأموال الطائلة على مظهره فيلبس أحسن الثياب والبدل وأثمن الساعات ويشتري أحسن العطور وأشهرها من دور العطور العالمية· ويبحث عن أغلى النظارات الشمسية ويتفنن في لبسها وكأنه قد حاز المجد من أطرافه ويبحث عن الماركات العالمية ويشغل نفسه بآخر الموضات فيتتبع أخبارها ويطلب كل ما هو جديد· كل هذا الاهتمام ينصب على الظاهر فقط ولكن الكثيرين منا نسوا ما هو أهم من ذلك بكثير ألا وهو تلميع الباطن والاهتمام بالجوهر· نسي بعضنا أن يحافظ على ذلك القلب المسكين من آفاته فلم يكلف نفسه عناء تنظيفه من الران الذي أصابه بكثرة المعاصي والذنوب ونفض غبار الغفلة عنه فتركه صلداً ليس له هم إلا ما أشرب من هواه فأصبح لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً· لم يكلف نفسه تربية تلك النفس على الفضائل وإبعادها عن الرذائل· لم يهتم بتهذيب أخلاقه وإحسان تعامله مع الناس· لم يكلف نفسه طلب العلوم النافعة وقراءة الكتب المفيدة ليبدد ظلمة الجهل المعرفي والجمود الثقافي الذي أصاب الكثير من أفراد المجتمع· نعم لقد أصبحنا سطحيين نتعامل مع القشور والظواهر حتى وصل بنا الحال الى أن من يتكلم في أمر العامة وفي تحديد مصيرهم هو الذي لا يملك تصريف نفسه فكيف بأمور المجتمع، في كثير من المجتمعات صار يقود الناس من يملكون الأموال الطائلة ويتحكمون في ضعفاء النفوس· يا ترى متى ينصلح حالنا متى نفيق من غفلتنا، ألم يئن لنا أن نزيل الغشاوة التي على أعيننا؟ ألم يئن لنا أن نغسلها بماء الصدق لعلنا نبصر نور الحقيقة؟ ألم يئن لشمس الحق أن تشرق من جديد فننال عز الدنيا والآخرة ؟ أتمنى أن يحدث ذلك قريباً· نوال أحمد