المعارضة اللبنانية تعتبر رد الأكثرية على المبادرة رفضاً

رحبت الاكثرية النيابية اللبنانية ب''مبدأ'' عرض التوافق الذي قدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري تمهيدا للانتخابات الرئاسية داعية في الوقت نفسه الى العودة للحوار مع المعارضة· وقال زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري لدى تلاوته بيانا صدر في ختام اجتماع لقيادات 14 مارس عقد مساء امس الاول في دارة الرئيس السابق امين الجميل في بكفيا ''إن قوى 14 مارس ترحب بمبدأ التوافق والحوار وتشدد على اعتبار الحوار سبيل اللبنانيين الى الخلاص وتجديد الثقة بوطنهم ودولتهم ومؤسساتهم''· واضاف ''أن قوى 14 مارس ، وحرصا منها على الانفتاح على اقتراح دولة الرئيس نبيه بري بالعودة إلى الحوار والتأسيس لمرحلة جديدة من التفاهم بعيدا عن التحدي السائد، تدعو كتل 8 مارس النيابية (المعارضة) الى اللقاء والتفاهم على قواعد وطنية واضحة لما فيه خير لبنان''· وشكل رد فريق الاكثرية صدمة للمعارضة التي كانت تنتظر إيجابيات معينة ولكن خاب املها بالرد واعتبرته بمثابة رفض للمبادرة· وكشفت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ''الاتحاد'' بأن الموقف المعلن من قبل فريق السلطة يراعي التوجه الاميركي تحديداً ويعكس رغبة اميركية بعدم الحسم حتى الايام العشرة الاخيرة للاستحقاق بانتظار بروز معطيات اقليمية او دولية معينة تعيد خلط اوراق الازمة لصالح الفريق الحاكم· وفي رد مباشر على جواب فريق الاكثرية على مبادرة بري، اعلن النائب ميشال موسى (وهو اقرب المقربين من رئيس البرلمان): ''هناك ترحيب من حيث المبدأ بالمبادرة، لكن ليس هناك موافقة على آليات المبادرة التي وضعها الرئيس بري· واضاف: ''المطلوب اليوم التوافق حول المبادئ العامة، والحوار الذي طرحه الرئيس بري كان المؤسس ليس على شرطين، بل إعطاء قوة دفع من خلال مسلمتين، وهي ان يكون حكومة واحدة، وأن يكون انتخاب الرئيس كما ينص الدستور باكثرية الثلثين''· من جهته رأى وزير العمل اللبناني المستقيل المقرب من ''حزب الله'' طراد حمادة أن رفض الاكثرية لمبادرة رئيس البرلمان نبيه بري جاءت بعد مماطلة لمدة 15 يوماً لتجنب وقع الصاعقة على الشعب اللبناني · وفي القاهرة أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس انه يرى لأول مرة ''تقدما طفيفا'' على طريق تسوية الأزمة السياسية في لبنان· وقال كوشنير للصحافيين بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك غادر بعده على الفور القاهرة الى بيروت ''أعتقد أنه لأول مرة (··) هناك تقدم طفيف'' في اتجاه تسوية الازمة السياسية في لبنان· واعرب الوزير الفرنسي عن اعتقاده بأن الشعب اللبناني ''تعب'' من النزاعات بين مختلف الاطراف اللبنانية· وكرر كوشنير القول إن فرنسا ''لا تساند اي طرف بعينه وانما تساند كل الاطراف اللبنانية'' مشددا على أن بلاده تعمل من أجل أن تجري ''الانتخابات (الرئاسية) بافضل طريقة ممكنة ووفقا للدستور''· وتابع ''إننا نسعى لكي يفهم (الجميع) أن هذه الانتخابات لا غنى عنها''· وكان كوشنير قد أعرب امس الاول عن دعم بلاده لاقتراح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الداعي إلى إبرام اتفاق بين الاطراف الموالية للحكومة والمعارضة لها على مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في وقت لاحق من الشهر الجاري· الى ذلك أعلن النائب السابق نسيب لحود ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في بيروت بحضور عدد كبير من نواب 14 مارس، في اشارة الى تبني هذا الفريق لترشحه مبدئياً· ودعا لحود الى تسوية الخلافات بين اللبنانيين بالحوار والتسويات العادلة منتقداً تعطيل دور البرلمان وطالب بإنهاء اعتصام المعارضة في وسط بيروت وبتعزيز السلطة القضائية وشدد على ضرورة تعزيز الجيش اللبناني والتمسك باتفاق الطائف وإصلاح قانون الانتخابات النيابية· ورأى ان حماية لبنان تأتي في تنفيذ جميع القرارات الدولية وان القرار 1701 هو مفتاح اساسي لحماية لبنان من حرب إسرائيلية، لافتاً الى اهمية بقاء القوة الدولية في الجنوب وإلاّ يكون هناك تسرب للسلاح من خارج الحدود· داعياً الى قيام علاقات ندية متوازية مع سوريا· واوضح أنه سينسحب لصالح المرشح الذي تختاره قوى 14 مارس، الجدير بالذكر ان نسيب لحود هو المرشح الثالث لرئاسة الجمهورية لقوى 14 مارس بعد النائبين بطرس حرب وروبير غانم·