الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شماتة الأعداء

شماتة الأعداء
14 سبتمبر 2007 23:35
عن أبي حيان قال: قال لقمان: نقلت الصخور وحملت الحديد فلم أر شيئاً أثقل من الدين· وأكلت الطيبات وعانقت الحسان فلم أر شيئاً ألذ من العافية· وأنا أقول: لو نزحوا وكنسوا القفار لوجدوها أهون من شماتة الأعداء خصوصاً اذا كانوا مساهمين في نسب أو مجاورين في بلد· اللهم انا نعوذ بك من تتابع الإثم، وسوء الفهم وشماتة ابن العم· وقيل لأيوب عليه السلام : أي شيء كان عليك في بلائك أشد؟ قال: شماتة الأعداء وأنشد الجاحظ: تقول العاذلات تسل عنها وكيف، ونظرة منها اختلاساً وقال ابن أبي جهينة المهلبي: كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء قال الجاحظ: ما رأيت سناناً أنفذ من شماتة الأعداء· بلاغة جارية قال الأصمعي: كنت عند أمير المؤمنين الرشيد إذ دخل رجل ومعه جارية للبيع فتأملها الرشيد، ثم قال: خذ جاريتك فلولا كلف في وجهها وخنس في أنفها لاشتريتها، فانطلق بها فلما بلغت الستر قالت: يا أمير المؤمنين، ارددني إليك أنشدك بيتين حضراني، فردها فأنشأت تقول: ما سلّم الظبي على حسنه كلا ولا البدر الذي يوصف الظبي فيــــــه خنــــس بين والبـــــدر فيه كلــف يعـــزف فصاحة الشيخوخة دخل شيخ كبير عند الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، وكان عبدالملك أديباً عالماً، وكان ذلك الشيخ أديباً، فلما استقر به المجلس قال له عبدالملك، خبرني، قال عمَّ يا أمير المؤمنين؟ قال: كيف أصبح نومك؟ قال: أصبحت والله أنام في المجمع·· وأسهر في المضجع! قال عبدالملك: وكيف أصبح أكلك؟ قال: أصبحت يا أمير المؤمنين، إن أكلت ثقلت·· وإن منعت ضعفت! قال عبدالملك: وكيف قيامك وقعودك؟ قال: إذا قعدت، تباعدت الأرض عني·· وإذا قمت لزمتني! قال: عبدالملك: فكيف أصبح سيرك؟ قال أصبحت تَعْقِلُني الشعر·· وتُعثرني البعرة! لغة بين عالِمين يروى أن قاضي القضاة أبا يوسف وهو من أصحاب الإمام أبي حنيفة -رحمهما الله- دخل ذات يوم على الخليفة العباسي هارون الرشيد فوجد عنده أبا الحسن عليا بن حمزة الكسائي عالم اللغة المعروف·· فقال ممازحاً: يا أمير المؤمنين مازال هذا الرجل يتشرف بمجلسك ويستأثر به وليس عنده من العلم إلا النحو، فقال الكسائي: يا أمير المؤمنين إن أذنت أن اسأل أبا يوسف سؤالاً في الفقه ويسألني هو سؤالاً في الفقه أيضا على ألا أجيبه إلا من فقه اللغة فعلت إن شاء الله! فضحك الرشيد وقال له لقد تعديت طورك·· ولكني أذنت! فتوجه أبويوسف بالسؤال إلى الكسائي وقال له: رجل يصلي الظهر فسها عن احدى سنن الصلاة فسجد سجدتي سهو·· ولكنه سها ايضا في هاتين السجدتين·· فهل يسجد سجدتين أخريين لهذا السهو الأخير؟ قال الكسائي: كلا لا يسجد قال ولِمَ؟ قال لأن القاعدة عندنا أن المصغر لا يصغر، قال صدقت·· ثم توجه الكسائي إلى أبي يوسف بالسؤال فقال: يا أبا يوسف، رجل قال لزوجته أنت طالق أَن خرجت فهل تطلق؟ قال أبو يوسف نعم إن خرجت فهي طالق·· قال اخطأت، قال لِمَ؟ قال الكسائي: أنت طالق أن خرجت بفتح همزة أن تجعل الطلاق واقعاً في الحال سواء خرجت بعد كلام زوجها أم لم تخرج، لأن المعنى كأنه يقول لها أنت طالق لأنك خرجت، أما إن قال لها أنت طالق إن خرجت بكسر همزة إن فلا يقع الطلاق إلا اذا خرجت! فقال أبويوسف قاتل الله من لا علم له باللغة وعكف على اللغة وعلومها عدة أشهر حتى أتقنها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©