الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القبارصة الأتراك: الطريق إلينا هو حسن النية

القبارصة الأتراك: الطريق إلينا هو حسن النية
14 سبتمبر 2007 23:40
''لن نجلس في انتظار الحصول على موافقة القبارصة اليونانيين لنا بالانفتاح على العالم·· سوف نكافح من أجل إقامة علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع أكبر عدد ممكن من الدول''، بهذه الصورة يرسم ''محمد علي طلعت'' -رئيس جمهورية قبرص الشمالية التركية- الخطوط العامة لبرنامج بلاده، معتبراً في الوقت ذاته أن هدفه أن تصبح جزيرة قبرص أرضاً للسلام، وهو الذي لن يحدث إلا بحل عادل للقضية القبرصية، تتوحد فيه الجزيرة داخل منظومة الاتحاد الأوروبي يتساوى فيه سكان الجزيرة بشطريها التركي واليوناني· وعلى الرغم من مرور ما يقارب أربع سنوات على الاستفتاء الذي جرى حول الخطة التي عبرت عن إرادة المجتمع الدولي، وكان الأمين العام السابق ''كوفي عنان'' قد رسمها بين شطري الجزيرة -في 24 أبريل عام 2004- وكان قد قبلها الشطر التركي من قبرص فيما رفضها الشطر اليوناني، إلا أن جمهورية قبرص الشمالية التركية لا تزال تحاول التوصل إلى حل للقضية العالقة لإنهاء العزلة الدولية المفروضة عليها، لاسيما بعد قدوم الأمين العام الجديد ''بان كي مون''· فكما يؤكد الرئيس القبرصي إجراءه محادثات مع الأمين العام، غير أنه ليس لدى الأمم المتحدة أية مبادرة يمكن أن تقوم بها لتحريك الموقف، باستثناء تقرير كان قدمه الأخير إلى مجلس الأمن في الخامس من يونيو الماضي بشأن قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجزيرة، وأكد فيه ما سبق أن جاء في تقرير الأمين العام السابق ''كوفي عنان'' من ضرورة إنهاء العزلة الدولية والحصار الاقتصادي المفروضين، لأن شعب هذا الشطر من الجزيرة كان قد قبل بشروط الأمم المتحدة لحل القضية حسبما ورد في خطة عنان· لم تفِ خطة الأمم المتحدة التي استفتى عليها القبارصة الأتراك في الجزيرة بكل حقوقهم ووافقوا عليها لأنهم يريدون العيش بسلام، غير أن ذلك لم يدفع الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف أكثر مسؤولية تجاه القبارصة الأتراك أو حتى الالتزام بما كان قد قدمه من وعود في أعقاب إعلان نتيجة الاستفتاء كإنهاء العزلة السياسية وإقامة تجارة مباشرة، ومنحهم مساعدة مالية قيمتها 259 مليون يورو، وكلها وعود ظلت ''حبراً على ورق'' حسب قول الرئيس القبرصي ''محمد علي طلعت'' الذي اعتبر أنه بانضمام قبرص اليونانية إلى مجلس الاتحاد الأوروبي أصبح لها حق استخدام ''الفيتو'' ضد تنفيذ كل هذه الوعود الثلاثة· لم يكتف القبارصة اليونانيون باستخدام الفيتو فقط ضد سكان الشطر الشمالي من الجزيرة، بل ظلت مساعيهم لعزل الشطر مستمرة، وذلك بعد أن استخدموا نفوذهم في الاتحاد الأوروبي لإلغاء مباراة في كرة القدم بين فريق جمهورية قبرص الشمالية التركية القومي ''سيتينكايا'' والفريق الإنجليزي ''لوتن تاون''، بعد أن حضر الفريق بالفعل إلى قبرص ومكث هناك نحو عشرة أيام، لكنه لم يلعب المباراة بسبب ضغوط القبارصة اليونانيين على اتحاد الكرة الإنجليزي· وفي هذا يقول الرئيس محمد علي طلعت: ''المشكلة هي أن القيادة الحالية للقبارصة اليونانيين لا تعترف بوجودنا، وتحاول أن تقضي على كل أشكال الحياة في شمال جزيرة قبرص·· إنهم يقولون لنا: لا تبنوا بيوتاً·· لا تحبوا·· لا تتزوجوا·· لا تلدوا·· لا تبعثوا دبلوماسيين·· لا تعملوا في الحقول والمصانع·· لا تجمعوا البرتقال·· لا تبيعوا منتجاتكم·· لا تسافروا إلى الخارج·· لا تتصلوا بالعالم·· لا تجعلوا الناس والمنتجات تعبر موانئكم·· لا تغطوا عجز قوة العمل لديكم من الخارج·· أغلقوا جامعاتكم·· لا تتحركوا وتظاهروا بأنكم أموات بشكل أحياء·· بالضبط كما فعلوا بنا منذ 44 عاماً، عندما بدأوا ضدنا حملة للتطهير العرقي والتهجير القسري وحبسونا في أماكن ضيقة ومنعونا من الاتصال ببعضنا بعضاً من أجل تنفيذ مخططهم لامتلاك الجزيرة بأكملها·· إنهم يحاولون أن يصوِّروا للعالم أن شعبنا مجرّد ''وهم'' وأن وجوده في جزيرة قبرص شيء زائف وكاذب·· وأن الجزيرة إغريقية، ومن ثم فليس لنا مكان فيها·· والشيء المؤسف هو أن تلك السياسة المتحجرة والعتيقة التي يتبعها القبارصة اليونانيون تجد من يصغي لها في الاتحاد الأوروبي بسبب عضويتهم المزعومة فيه باسم الجزيرة كلها''··!! ويبدو أن تداعيات حادثة إلغاء مباراة كرة القدم لم تقف عند هذا الحد، فهناك حالة غضب عارم يشعر بها الشعب القبرصي الشمالي، دفعتهم للتشكيك في النية الحقيقية لأي بادرة قد تظهر على الجانب الآخر من قبرص، وبتالي عدم استجابة الرئاسة هناك لطلب ''باباذوبولوس'' رئيس قبرص اليونانية بمقابلة ''محمد علي طلعت''، وهو الطلب الذي تساءلوا حوله بالقول: ''كيف سيأتي للقاء رئيسنا بنيّة حسنة إذا كان يمنعنا من لعب مجرد مباراة لكرة القدم؟! فحتى حقنا في لعب الكرة يرفض الاعتراف به·· فكيف سنجلس معه·· وعلى ماذا سنفاوضه!''· ورغم أن هذه المقابلة كان قد طلبها الرئيس ''محمد علي طلعت'' منذ ثلاث سنوات، إلا أن الظروف -حسب رأي الأخير- قد تغيرت، فـ''باباذوبولوس'' حسب رأي ''طلعت'' بدأ أخيراً يشعر بأهمية اللقاء لأسباب داخلية تخصّه شخصياً، وتتعلق بخوضه الانتخابات الرئاسية في أوائل العام القادم، فهو يريد أن يروّج لنفسه لدى الناخبين بأنه في سبيله إلى التوصل إلى تسوية للمشكلة القبرصية''· بناء على هذا، وضع الرئيس ''محمد علي طلعت'' شرطاً لقبوله لقاء ''باباذوبولوس''، وهو أن يهدأ غضب شعبه -وذلك على حد قوله- ليجري اللقاء في أجواء مناسبة، وحدد مطالبه بوضوح في قوله: ''سأطلب منه وبكل بساطة أن يعترف بحقوق القبارصة الأتراك في الجزيرة، وأن يتعاون معي في بناء الثقة بيننا حتى يمكن أن نصل إلى حل·· إن الوصول إلى حل للقضية القبرصية سهل جداً، والطريق إليه هو حسن النيّة، ومفتاح الحل هو أن ينظر القبارصة اليونانيون إلى القبارصة الأتراك على أنهم مواطنون مثلهم متساوون معهم في الحقوق والواجبات''· أورينت برس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©