الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الزاوي: ضرورة تغيير أدواتنا لقراءة النصوص التراثية

الزاوي: ضرورة تغيير أدواتنا لقراءة النصوص التراثية
14 سبتمبر 2007 23:43
أكد الروائي الجزائري الأمين الزاوي على أن الروائي العربي إذا أراد أن يكون عالميا فعليه أن يعتمد على السردية العربية، إذ فيها فتنة كبيرة جدا، وفيها سحر لا يضاهيه سحر، مضيفا أن كل الجيل الكبير من منتجي النصوص الروائية في أميركا اللاتينية هم بالأساس نتاج الثقافة العربية وشهوة الحكي العربي ، واعتبر الروائي إبراهيم الكوني هوميروس جيله وأحسن من نجيب محفوظ، وعن اختياره للفرنسية لغة ثانية للكتابة قال إن المؤسسات التي تتعامل مع النص المكتوب بالفرنسية، تتعامل معه بحرية كاملة في حين من يكتب باللغة العربية يجد نفسه أمام مؤسسة تمارس تيسير اللغة العربية، واعتبر الأدب العربي أدبا أعمى ، صاحب '' يصحو الحرير ، ورائحة الأنثى وصهيل الجسد ،ووحشة اليمامة وعناوين أخرى يقف معنا في هذا الحوار عند محطات فكرية متنوعة· بناء هندسي ؟ في أعمالك الروائية،هل تسعى إلى بناء هندسي عقلاني للرواية ؟ ؟؟ أولا أنا شخصيا حينما اكتب لا أفكر في القارئ بقدر ما أفكر في عملية معقدة بين الذات وما بين النص ،وهذه العملية ما بين الذات والنص، هي التي تجعل من الكتابة الروائية بالنسبة لي شبه مغامرة مع الواقــــع ومع التراث ، وفي الوقت نفسه مع اللغة والطفولة ،البناء الروائي بالأساس يؤسس داخل اجتهاد فردي شخصي ولكن في علاقة حميــــمية مع البناءات التراثــــية ، وأنا اقرأ كثيرا التراث العربي وأحب كثيـــرا كــــتابات القدمـــاء خاصة السردية منها مثل رسالة الغفران للمعري ، أو الجاحظ في الحيوان أو البخلاء، وأنا اعتقد أن الروائي العربي إذا أراد أن يكون عالميا إنســـانيا كبيرا فعليه أن يعتمد على السردية العربية إذ فيها فتنة كبيرة جدا، وفيها سحر لا يضاهيه أي سحر· إبراهيم الكوني ؟ تحدثت عن أدباء أميركا اللاتينية، وكتب عن الصحراء، وقلت في أحد حـــــواراتك إن إبراهيم الكوني الروائي الليبي أحسن من نجيب محفوظ ؟ ؟؟ يبدو لي أن العالم العربي مصاب بعقدة اسمها نجيب محفوظ هناك في المجال الروائي فالكاتب الليبي إبراهيم الكوني ، كاتب من عيار عالمي كبير ، على مستوى اللغة ، وعلى مستوى الموضوعات وعلى مستوى حداثة النص وعلى مستوى البحث في الرواية· أعتقد انه في الخمسين الــسنة الماضية إذا استثنيا ثلاثية نجيب محفوظ ، فالروائي المهم هو إبراهيم الكوني والطيب صالح في رواية موسم الهجرة إلى الشمال ،هذان الروائيان وبالأساس إبراهيم الكوني لأنه راكم نصوصا كثيرة ، ولقد ظلمه العرب كثيرا، فحينما تقرأ الكوني تشعر بأن هذا الشخص شبيه باليونانيين ولكن ليس في البحر، هو هوميروس الصحراء، وهو هوميروس جيله، أنا أتوقع انه إذا حاز العرب على جائزة نوبل مرة ثانية لن تكون إلا من نصيب إبراهيم الكوني، وأشير إلى انه في المرحلة الأخيرة بدأ الأوروبيون يترجــــمون أعماله، وأنا اعـــتقد انه الوحيد الذي لا يكتب الرواية لإغراء الآخر، فهولا يكتب الرواية الاغرابية بل يكتبها من باب حضاري ،لان هذا العـــالم مســـكون وممـــلوء، ليس خواء وليس متــحفا وهذه هي فلسفته، ولذا يختلف عن الآخرين ،والأوربيون لم يفهموا نصوص إبراهيم الكوني ولم يعنوا به لاعتقادهم بان الكتابة عن الصحراء هي المغامرة، هي الرمال المفتوحة ، هي ألف ليلة وليلة،فحينما تقرأ'' التبر'' أو'' نزيف الحجر'' أو''الوعل ''، تجد هذه الحيوانات الخرافية التي كانت تعيش في هذه الأماكن، عادات الطوارق، المرأة كيف تعيش،عالم رائع· تراكم الديمقراطية ؟ قلت إنك حينما تكتب بالفرنسية تكون حرا ؟ ؟؟ أنا حينما أكتب باللغة الفرنسية أشعر أنني حر في مسألة التعامل مع المؤسسات، المجتمع الاروبي بشكل عام حقق تراكم من الديمقراطية، والمؤسسات التي تتعامل معها في نص بالفرنسية تتعامل معها بحرية كاملة سواء قبل النص أم رفض،لقد نشرت خمس روايــات باللغة الفرنسية لم يغير فيها أي حرف، هناك نوع من احترام حرية الكاتب· ؟ مقص الرقيب؟ ؟؟ تماما،أعطيك مثالا نشرت لي رواية بعنوان'' رائحة الأنثى '' وعندما قرأت الرواية كدت لا أعرف أنها روايتي، اشتغل فيها الناشر ولما سألته قال ''والله يا أمين أعجبت بالرواية ولكنك تعرف الوضع اضطررت لحذف مقاطع منها '' ؟ يقال كل مترجم خائن للنص، اشتغلت في حقل الترجمة ، هل تجد في هذه المقولة صدقا، وهل تترجم أعمالك بنفسك؟ ؟؟ أنا لا استحم في الماء مرتين وما أكتبـــه بالفرنسيــة لا أكتبه بالعربيـة، ولا أترجمه، أصحح الأعمال التي يترجمها أصدقائي وأقرؤها كما يقرؤها أي قارئ، أما ما أكتبه بالعربية فأكتبه بالعربية ولست مستعدا لترجمته إلى الفرنسية ، في حين ما ترجمته من الفرنسية إلى العربية مثل '' لما تحلو الذئاب'' لياسمينة خضرا، أونص محمد ديب، فهـذان النصــان ترجمتهمــا وأنا لست محترفا بل هاويا بحكم استعمالي للغتين، وترجمتهما لأني وجدت فيه متعة وغرت وقلت كان من المفروض أن أكتب أنا ما كتب محمد ديب وما كتبته ياسمينة خضرا وبالتالي مارست حقي في هذا النص عن طريق الترجمة لا أكثر ولا أقل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©