الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة تعدين البلاتين في جنوب أفريقيا تواجه مشكلات

صناعة تعدين البلاتين في جنوب أفريقيا تواجه مشكلات
14 فبراير 2014 22:52
احتشد آلاف من عمال المناجم الجنوب أفريقيين في ستاد رياضي في شهر يناير الماضي لسماع رؤساء النقابات إطلاق إضراب في أكبر ثلاثة منتجين لمعدن البلاتين في العالم احتجاجاً على تدني الأجور. واعتبر ذلك الحشد استعراضاً للقوة في مكان رمزي، بالنسبة لاتحاد رابطة عمال المناجم والبناء بصفته المنظمة الصاعدة حديثاً التي دعت العمال إلى التجمع. وكانت الشرطة قد ألقت الرصاص وقتلت 34 من عمال المناجم المضربين في منجم ماريكانا القريب في عام 2012 في مأساة أسفرت عن أسابيع من الفوضى والقلاقل في قطاعي الذهب والبلاتين بجنوب أفريقيا. عادت هذه الصناعة إلى الاستقرار النسبي هذا العام، ولكن مع إضراب آلاف العمال في شركات أنجلو أميريكان بلاتينم وامبالا بلاتينم ولونمين فإنها تواجه أصعب اختبار منذ فاجعة العام الماضي. معنويات المستثمرين كما أن الإضراب أثر على معنويات المستثمرين إزاء صناعة التعدين عموماً في وقت استضافت فيه جنوب أفريقيا نحو 8000 مندوب مؤخراً في مؤتمرها التعديني السنوي المسمى مايننج اندابا. كما أن للإضراب تداعيات أكبر على اقتصاد جنوب أفريقيا المتأزم نظراً لأن البلاتين يعتبر من الصادرات المهمة، ومصدراً للعملة الأجنبية في دولة تعاني من عجز في الحساب الجاري يبلغ 6,8% من الناتج الإجمالي المحلي. وقال بيتر ليون المحامي في قطاع التعدين: «الوقت ليس بالمناسب أبداً، فهو يزيد من الغمام على صناعة تعدين جنوب أفريقيا من حيث النظرة السلبية». تشكل جنوب أفريقيا أكثر من ثلثي إنتاج العالم الرئيسي من البلاتين الذي يستخدم معظمه في أغراض الصناعة. وهذه هي المرة الأولى التي تواجه كبريات شركات تعدينها إضراباً رسمياً بسبب الأجور في وقت واحد، والمرة الأولى التي يحضر فيها اتحاد رابطة عمال المناجم والبناء كطرف رئيسي. وقالت شركة لونمين المدرجة في بورصة لندن إن الإضراب سيضطرها إلى إعادة النظر في هدفها وهو تحقيق مبيعات 750 ألف أوقية بلاتين سنوياً مع خسارة أكثر من 3000 أوقية من إنتاج البلاتين يومياً. ويكلف الإضراب الشركات الثلاث مجتمعة حوالي 10 آلاف أوقية من الإنتاج المصدر وأكثر من 200 مليون راند (18 مليون دولار) يومياً من العائد المهدر. وقال محللون في مؤسسة سيتي جروب إن أرباح أسهم شركات إنتاج البلاتين الجنوب أفريقية لم تبلغ سوى 9% منذ عام 2009، مقارنة بنسبة 33% في العقد السابق. وقامت شركة أمبلاتس المنتج الأكبر التابعة لشركة أنجلو أميركان بتقليص طاقة إنتاجها بنسبة تتجاوز 10% بسبب تقادم المعدات وتسعى إلى نقل الإنتاج إلى منجم موجالاكوينا المفتوح الكبير ذي التكاليف الأدنى. وقالت الشركات إن مطالب الاتحاد غير ممكنة وغير واقعية، ولكنها تدرك أن الإضراب هو الاختبار الأول الحقيقي للاتحاد. ذلك أن صعود اتحاد رابطة عمال المناجم والبناء الصاروخي خلال العامين السابقين جعل منه الاتحاد الرائد في صناعة البلاتين ليوجه القطاع إلى أراضٍ غير مسجلة، وتأجيج المنافسة المريرة مع الاتحاد الجنوب أفريقي الوطني لعمال المناجم الذي كان في السابق مهيمناً على هذا القطاع. المسألة الدقيقة تتمثل في مدى استمرار الإضراب، وفيما إن كان سيظل سلمياً. وكان نزاعاً قصيراً ومنظماً سيعني أن مناخ العمالة آخذ في الاستقرار. وقال جوزيف ماثونجوا رئيس اتحاد رابطة عمال المناجم والبناء موجهاً حديثه إلى المحتشدين في الاستاد: «هذا تحول في اقتصاد جنوب أفريقيا ليستفيد كل من يعمل فيه، ويجب أن نتحلى بالسلوك القويم ولن يؤذى أحد». ويسعى هذا الاتحاد إلى أن يثبت لأعضائه أن في مقدوره بلوغ تسويات أفضل من الاتحاد الوطني لعمال المناجم الذي كان قد وافق في ديسمبر الماضي على زيادة أجور قطاع الذهب بنسبة 8% كما سبق له التفاوض على زيادة نسبتها 9,5% في شركة نورثام بلاتينم بعد إضراب دام 75 يوماً. زيادة الأجور ويحتج ماثونجوا بأن زيادات بهذا القدر لا تمثل عبئاً على شركات التعدين فيما يطالب اتحاد رابطة عمال التعدين والبناء بحد أدنى للراتب يبدأ من 12500 راند (1100 دولار) شهرياً أكثر من ضعف الراتب الأساسي الابتدائي الحالي. وكانت صناعة التعدين في جنوب أفريقيا قد بنيت على العمالة السوداء الرخيصة خلال عقود من الاستعمار والتمييز العنصري. وقال ماثونجوا إن قليلاً من التغيير قد حدث منذ انتهاء ذلك العهد. وقال: «إنه من عام 1994 إلى اليوم لا يزال عمال المناجم تحت خط الفقر. ومع ذلك تطبق هذه الشركات نفس نظام أجور العمال السود وهو النظام الذي وضع بموجب قوانين التمييز العنصري». وتعتبر شركات التعدين التي عرضت زيادة تصل إلى 9%، أن القطاع قد تحسن كثيراً وإن اعترفت بأنه يمكن عمل المزيد لتحسين أحوال العمال. وتقول الشركات إن راتبا شهرياً قدره 12500 راند لا يمكن تطبيقه في المستقبل القريب. وقال روجر باكستر أحد كبار التنفيذيين في غرفة صناعة المناجم بجنوب أفريقيا: «هذه مسألة تعتمد على قدرة الشركات على زيادة الرواتب وعلى مدى جدوى الزيادة في إرضاء العمال. وقد يكون راتب 12000 راند غير ممكن في المستقبل القريب ولكنه قد يكون ممكناً في الأجل الأبعد». وبالأسعار الراهنة، يعتبر 45% من الإنتاج إما قليل الربح أو خاسراً حسب باكستر الذي قال: «لو أن القطاع وافق على مطالب اتحاد رابطة عمال المناجم والبناء فإن ذلك سيهدد جدوى عدد من الشركات. تزيد مشاكل البلاتين من المعاناة الاقتصادية التي تشهدها جنوب أفريقيا نظراً لتباطؤ نموها وعجز حسابها الجاري الكبير وعملتها الآخذة في التراجع. وقال محللون في سوسيتيه جنرال إن ضعف الراند يساعد شركات التعدين ويمكن أن يسمح لها بالرضوخ لمطالب الأجور. تدخلت حكومة جنوب أفريقيا سعياً إلى تسهيل المحادثات بين اتحاد رابطة عمال المناجم والبناء وبين الشركات في خطوة رحب بها التنفيذيون، غير أن تأثير المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم على اتحادات العمال أقل كثيراً من تأثيره على الاتحاد الوطني لعمال المناجم. عن: فايننشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©