الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شل» تعول على مشاريع النفط والغاز العملاقة

«شل» تعول على مشاريع النفط والغاز العملاقة
14 فبراير 2014 22:52
عمل بن فان بيوردن في وحدة تصنيع الكيماويات بشركة رويال دتش شل لسنوات، مؤيداً لفكرة غير شائعة في الشركة، حيث كان كثيراً ما يقول إنه يتعين على شل الحذر من المشاريع العملاقة، التي كلفت مليارات الدولارات وهيمنت على استراتيجية نمو الشركة. وقال محللون إن تكاليف تطوير النفط والغاز الباهظة في مناطق ممتدة من كندا إلى كازاخستان تسببت في نهاية المطاف في أن الشركة أعلنت مؤخراً أوَّل تحذير من انخفاض أرباحها في عشر سنوات. وقالت الشركة الأنجلوهولندية إنها الآن تتوقع أن تبلغ أرباح الربع الرابع 2.2 مليار دولار بانخفاض نسبته 70% تقريباً إذا قورنت بأرباح ذات الفترة من السنة الماضية التي بلغت 7.3 مليار دولار. وينتظر أن يبلغ إجمالي أرباح الشركة نحو 16.8 مليار دولار من 27.2 مليار دولار عام 2012. وقال فان بيوردن الذي تولى مؤخراً منصب الرئيس التنفيذي لشركة شل: «أداؤنا في عام 2013 لم يكن ما توقعته من شل». وتعاني معظم كبريات شركات النفط العالمية من تقلص أرباحها من ضمنها إكسون موبيل وشيفرون. وكانت جميعها تستثمر بكثافة في مشاريع نائية بمناطق صعبة كالمياه العميقة والتندرا المجمدة والأدغال الجبلية. ارتفاع تكاليف ونتج عن ارتفاع تكاليف التطوير وثبات أسعار النفط أنه أصبح من الصعب تبرير تكاليف مشاريع من هذا القبيل، وأن كبريات الشركات تأخرت باللحاق بطفرة النفط والغاز الصخري في أميركا الشمالية. ودأبت شل ثاني أكبر شركات النفط المتداولة أسهمها في البورصة إنتاجاً على الإنفاق الكثيف في العقد الماضي. وقالت شل إن صافي إنفاقها الرأسمالي بلغ 44.3 مليار دولار في عام 2013 بزيادة 50% تقريباً على عام 2012. غير أن بعض استثمارات الشركة تتعرَّض لصعوبات. فعلى سبيل المثال تمتلك شل حصة في حقل نفط في كازاخستان تجاوزت تكاليفه 30 مليار دولار، ولم يبدأ الإنتاج بعد. وقامت شل بخفض أكثر من ملياري دولار العام الماضي من قيمة أصولها الصخرية في أميركا الشمالية. هذا فضلاً على أن المياه الجليدية وتصادم إحدى حفارات النفط أضر بمشروع استكشاف قطبي شمالي بعد استثمار تجاوز 4 مليارات دولار. تطوير التكنولوجيا وبعد إنفاق مليارات الدولارات لتطوير تكنولوجيا استخراج النفط من الصخور في روكي ماونتنز عن طريق تجميد بعض الصخور الجوفية وتسخين البعض الآخر، تخلّت شل عن مشروع كولورادو التمهيدي في عام 2010. وتعد الإخفاقات إحدى مخاطرات استراتيجية شل المعنية بالتكنولوجيا، بحسب ماتياس بيتشل مدير المشروعات والتكنولوجيا في شل، الذي قال: «هذا هو قدرنا، لقد بذلنا ما في وسعنا ولكن النجاح لا يحالف المشاريع دائماً، ولكن ينبغي علينا المحاولة». كما تعاني شل أيضاً من تراجع حجم النفط والغاز الذي تنتجه الشركة من عمليات قائمة في وقت تعمل فيه في مشاريع جديدة. هذا فضلاً على ضعف هوامش أرباح منتجات مصافي شل. قل ربح قطاع إنتاج شل عن ربح نظيره في شيفرون أو إكسون موبل لكل برميل نفط في الأشهر التسعة الأولى من عام 2013 حسب محللين في برنستاين ريسيرش وأوبنهايمر أندكو. وتسبب تحذير الأرباح في تراجع سعر سهم شل بنسبة 9% في تداولات لندن. يذكر أن تحذيرات الربح تعتبر نادرة وسط كبريات شركات النفط التي درجت على تحقيق نمو بطيء، ولكن مطرد. ترشيد الإنفاق وقال محللون ومستثمرون إنه يجب على شل أن ترشد الإنفاق، غير أن ذلك سيكون صعباً بسبب أن الشركة يلزمها أيضاً الاستمرار في تحقيق معدل إنتاجها من النفط والغاز ولا تريد أن تتأخر عن منافسيها في مجال الاستكشاف. وقال ايجور بيتر أحد مديري الصناديق في رويال لندن أست منجمنت، التي تمتلك قرابة 300 مليون دولار من أسهم شل في أول يناير: «لابد من الاستثمار والإعداد للموجة القادمة من الإنتاج». ترجع مهمة إصلاح هيكل تكاليف شل إلى فان بيوردن الرجل الهولندي، الذي قضى 30 عاماً في الشركة في مناصب تشغيلية معظمها مغمورة. المصافي والبتروكيماويات وخلال الفترة التي تولى فيها منصب نائب رئيس الشركة لشؤون تميز التصنيع وضع فان بيوردن المعايير لقطاعي المصافي والبتروكيماويات بالشركة. ويذكر أن تنفيذيي الاستكشاف بشركة شل درجوا على محاولة التعرف علناً على التقنيات الجديدة المستخدمة في هذا المجال. وكانت شل قد زادت إنفاقها الرأسمالي عقب استثمار مزمن في أصول عالية المخاطرة أدى إلى فضيحة 2004 عن الطريقة، التي كانت شل تعلن عن احتياطياتها من النفط والغاز. دفعت شل آنذاك 150 مليون دولار للحكومتين الأميركية والبريطانية، وترك بعض كبار تنفيذييها الشركة. وأراد الرئيس التنفيذي لشل الجديد حينذاك جيرون فان دير فير أن تتعافى شل من الفضيحة من خلال الاستفادة من مهارتها الهندسية وحسابها المصرفي الضخم. وقال فان ديرفير عام 2005: «لو أنك تجيد التكنولوجيا يجدر بك أن تطبقها في شيء كبير لا في شيء صغير»، وراحت شل تقبل على ما سماه فان دير فير مشاريع عملاقة من الكبر أو من الصعوبة التقنية لدرجة يصعب على المنافسين التعامل معها.وراحت الشركة تنفق مليارات الدولارات في رمال كندا النفطية ومحطة عملاقة في قطر تحول الغاز الطبيعي إلى ديزل تركيبي. وقالت شل إن المحطة حققت النجاح، ولكنها اضطرت إلى خفض إنتاجها مؤخراً لأغراض الصيانة. وأيد بعض تنفيذيي شل استراتيجية أكثر تحفظاً تركز على مناطق إنتاج نفط مستقرة ومربحة مثل خليج المكسيك. وفي اجتماعاته مع غيره من التنفيذيين بين تساؤل فان بيوردن إن كان من المفيد لشل المراهنة على مشاريع كبرى ذات مخاطرة عالية. ولكنه آنذاك كان يدير وحدة كيماويات شل، ولم يكن له رأي في الاستثمار في مشاريع الاستكشاف والإنتاج. وفي عام 2008 قام فان بيوردن بإبلاغ فان دير فير بأنه يريد أن يتولى وظيفة مدير وحدة المعالجة في شل الشاغرة. غير أن الرئيس التنفيذي اختار شخصاً آخر. وقال فان بيورد إنه كان مستعداً للاستقالة، ولكن فان ديرفير قال له، إن الوقت المناسب سيأتي لصعوده. وبقى فان بيورد بالشركة وتولى ذات الوظيفة حين فتحت عام 2012، واستقال فان ديرفير كرئيس تنفيذي في عام 2009، وقالت شل في الصيف الماضي إن فان بيوردن سيتولى رئاسة الشركة التنفيذية اعتباراً من أول يناير. وقال فان ديرفير: إنه سوف يتابع بكل اهتمام ما يجري، ولكن حان الوقت لقيادة جديدة أن تقرر ما تراه لاستراتيجية شل. وما يثبت رغبة فان بيوردن في خفض الإنفاق أنه كان واحداً من ضمن تنفيذيي شل، الذين قرروا العام الماضي إلغاء خطط إنشاء مصنع في لويزيانا تكلفته 20 مليار دولار لتحويل الغاز الطبيعي إلى وقود الديزل بسبب تكلفة المشروع الباهظة. عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©