بوش يتحدث عن وجود أميركي دائم بطلب عراقي

أفاد تقرير للبيت الأبيض نشر أمس أن العراق لم يحرز تقدما كافيا إلا في 9 من 18 هدفا أمنيا وسياسيا حددها الكونجرس الأميركي لتقويم التطور الذي تم تحقيقه في هذه البلاد المضطربة· وخلص التقرير الذي سيسلم للكونجرس لاحقا، أن العراق انجز تقدما ''كافيا'' في 9 من الأهداف الـ18 ما يعني إضافة هدف أضافي واحد مقارنة مع ما كان عليه الامر في يوليو الماضي· ويفرض القانون على الادارة الأميركية تقديم تقرير للكونجرس عن الوضع في العراق بحلول 15 سبتمبر المصادف اليوم· وكان الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ادرج 18 هدفا ضمن القانون وذلك بعد فشلهم في التوصل الى فرض جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق· ويأتي نشر التقرير بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش عن نيته سحب نحو 21500 جندي أميركي من العراق بحلول منتصف ·2008 وكان الرئيس بوش قد أكد فجر أمس على ضرورة أن تبدي الحكومة العراقية ''تصميما'' على التوصل الى المصالحة بين الطوائف وتحرز تقدما سياسيا· وتحدث عن التزام عسكري وسياسي واقتصادي ''دائم'' للولايات المتحدة في العراق بعد انتهاء رئاسته في يناير ·2009 وقال بوش في كلمته المتلفزة ''يمكننا ان نبدأ في رؤية جنودنا يعودون الى منازلهم'' بفضل التقدم الذي احرز في العراق على الصعيد الأمني''· وأضاف كما جاء في مقتطفات بثها البيت الأبيض مسبقا، أن المسؤولين العراقيين يؤيدون ذلك، لكن ''في الوقت نفسه، يدركون انهم يحتاجون من أجل ان ينجحوا، الى التزام سياسي واقتصادي وأمني من الولايات المتحدة يمتد الى ما بعد رئاستي''· واوضح ''انهم طلبوا علاقة دائمة مع أميركا ونحن مستعدون للبدء ببناء هذه العلاقة بطريقة تحمي مصالحنا في المنطقة وتتطلب عددا أقل من الجنود''· وذكر بوش انه قرر الموافقة على توصيات قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس حول خفض محدود للقوات بحلول يوليو 2008 ودعا الأميركيين الى تأييده· واعتبر الجنرال بتريوس أن من الممكن خفض الألوية الأميركية في العراق من 20 الى 15 بحلول يوليو 2008 · وافاد في الخطاب نفسه، إنه سيخفض حجم القوات بالعراق بمقدار 5,700 آلف جندي قبل اعياد الميلاد المقبلة· ولا تستجيب خطة بوش الجديدة لطلب منتقدي الحرب في الكونجرس بتحديد جدول زمني لسحب القوات من العراق· وبدلا من ذلك سيطلب بوش من قائد قواته في العراق إعداد تقرير جديد حول الموقف الأمني في مارس المقبل· وقال مسؤولون إن سحب المزيد من القوات من العراق مرهون بمدى النجاح الذي سيتم تحقيقه· ويواجه بوش تحديا كبيرا يتمثل في عرض نواح إيجابية لمستقبل الوضع في العراق على الرأي العام الأميركي الذي سئم الحرب علاوة على حشد تأييد أعضاء حزبه الجمهوري والرد على المنتقدين الديمقراطيين الذين يرفضون خوض حربا بلا مبرر ولا نهاية لها ووصفوا خطابه بأنه ''معيب''· ويقول الديمقراطيون إن تخفيضات القوات ليست كافية وأن الخطة الجديدة التي حددها بتريوس تلزم القوات الأميركية بالوجود في العراق لأجل غير مسمى· وأوضحت استطلاعات الرأي إن معظم الاميركيين يعارضون الحرب ويعتقدون إن زيادة القوات لم تساعد في استقرار العراق· وحذر بوش في كلمته فجر أمس إيران وسوريا طالبهما بوقف ''جهودهما الرامية الى نسف عمل الحكومة'' العراقية·