الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجزرة صبرا وشاتيلا ماثلة في أذهان الناجين

مجزرة صبرا وشاتيلا ماثلة في أذهان الناجين
15 سبتمبر 2007 02:00
كانوا أطفالا عندما قتل ذووهم في مجزرة صبرا وشاتيلا· وبعد مرور ربع قرن اندثرت آثار الفظائع التي شهدها هذان المخيمان للاجئين الفلسطينيين، لكن وقائعها ما زالت حاضرة بكل تفاصيلها في أذهان الناجين· فبعد فترة وجيزة على دخول الجيش الاسرائيلي بيروت الغربية إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 ، دخلت ميليشيات لبنانية مسيحية موالية للدولة العبرية مساء 16 سبتمبر مخيم شاتيلا لـ''الثأر'' لاغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل· وكان مخيم شاتيلا قد اصبح شبه خال من الرجال بعد رحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية بحرا من بيروت إنفاذا لشروط اسرائيل التي اجتاح جيشها لبنان· وتقول نوال ابو ردينة ''كنت في السادسة من عمري· واذكر أن الاسرائيليين اطلقوا القنابل المضيئة فوق المخيم وسلطوا أضواءهم الكاشفة فحولوا الليل الى نهار''· وتضيف نوال التي تحرك يديها بعصبية ظاهرة ''هرعت امرأة لبنانية الى منزلنا وحذرت والدي من أن الميليشيات دخلت لتقتلنا فاجابها اسكتي، الاطفال سيشعرون بالرعب لكنها أصرت''· وتقول نوال ''اختبأنا في منزلنا الواقع عند طرف المخيم نراقب تقدم الميليشيات المرعب''· وتتابع وعيناها تنظران بعيدا ''كنا نسمع الصرخات ونسمع اصواتهم وهي تردد أنتم إرهابيون سنقضي عليكم''· لكن المسلحين اكتشفوا موقع العائلة فلم تنج· وقضى في المجزرة 16 من افراد عائلة نوال ابو ردينة بمن فيهم والدها وشقيقتها الحامل التي بقر مسلح بطنها واستخرج منه الجنين وفق شهادة ادلى بها احد الناجين· وتؤكد نوال ''كانوا مخدرين· كنا نشاهد الابر وبقايا المخدرات على الارض''، مضيفة ''في كل خطوة كنا ندوس على الجثث ونشاهد بينها قريبا لنا او احد الجيران''· وتفيد التقديرات أن المجزرة التي استغرقت ثلاثة ايام بلياليها حصدت ما بين 800 والفي مدني فلسطيني غالبيتهم من النساء والاطفال قتلوا بالرصاص او السلاح الابيض وتم التمثيل بجثثهم· وتم دفن معظم الضحايا في قبور جماعية لا تشير اليها إلا باقات الورود· ويقول محمود السقا (32 عاما) ''كانوا يقتلون الاطفال بالسكاكين ولم يوفروا الرضع''· ويضيف ''كانوا يصفون الرجال امام الحائط ويطلقون النيران عليهم''· وفجرا قرع مسلحان من ميليشيا سعد حداد التي أنشاتها اسرائيل، باب منزل عائلة محمود السقا (32 عاما) وهو حاليا عامل كهرباء· ويروي محمود متذكرا ''أخرجونا حفاة وكانت الطرقات مليئة بالجثث المتراكمة''· ويضيف ''عندما اقتربنا من الحفر الجماعية فصل المسلحون الرجال عن النساء والاطفال وأجبروا النساء على إطلاق الزغاريد ثم تركونا في سبيلنا· ابتعدنا ونحن نسمع الصراخ ثم ساد الصمت''، مشيرا الى أن عائلته لم تتمكن مطلقا من العثور على جثتي والده وعمه· وتؤكد شهادات الناجين من المجزرة أن المسؤولية مشتركة بين الجيش الاسرائيلي الذي كان حينها يخضع لسيطرة وزير الدفاع أرييل شارون، والميليشيات المسيحية وخصوصا رئيس جهاز استخبارات القوات اللبنانية حينها إيلي حبيقة· وتقول بارعة خالة محمود السقا التي كانت حينها في الرابعة عشرة من عمرها ''أبلغونا أن الإسرائيليين لا يستهدفون المدنيين لكننا شاهدناهم بأم أعيننا'' وتضيف ''أراد المسلحون أن يضعونا في حفرة جماعية ليدفنونا احياء لكن ضابطا إسرائيليا وصل في اللحظة الاخيرة وأمرهم بإطلاق سراح النساء والاطفال''· وتقول ''الذين قادونا كانوا يرتدون زي القوات اللبنانية لكن شارون هو الذي أعطى اوامره·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©