الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالكافي: حقوق الإنسان في شريعتنا تجسد الرقي الحضاري للإسلام

عبدالكافي: حقوق الإنسان في شريعتنا تجسد الرقي الحضاري للإسلام
15 سبتمبر 2007 03:07
انطلقت فعاليات البرنامج الثقافي لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم مساء أمس الأولى بثلاث محاضرات، الأولى للرجال وقدمها الداعية الإسلامي المعرف الدكتور عمر عبدالكافي تحت عنوان'' الرقي الحضاري'' فيما خصصت الجائزة محاضرتين للنساء، قدم الشيخ محمود المصري أحدهما تحت عنوان ''نحو المعالي'' وذلك في جمعية النهضة النسائية بالحمرية، أما المحاضرة الأخرى فكانت في خيمة جميرا وقدمها الدكتور محمد راتب النابلسي وكان محورها الإعجاز في القرآن والسنة· وقال الدكتور عبدالكافي في محاضرة شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً: إن الرقي الحضاري في الإسلام ينبع من تكريمه للإنسان وهذا هو سر عظمة ذلك الدين، فالرقي الحضاري هو ان يرتبط الإنسان بخالقه ومولاه، مؤكداً أن الرقي الحقيقي هو ان يرتقي قلب المرء نحو الله عز وجل· وأشار إلى أن الله خلق الإنسان من تراب الأرض والله أعلم بما ينفعه ويفيده، معتبراً وجود سيدنا آدم وأمنا حواء في الجنة كان بمثابة تمهيد لنزولهما إلى الأرض، مؤكداً أن عظمة الإسلام في تكريم الإنسان لم يعطها أي دين آخر· وأوضح أن الله يعلم صفات خلقه، وقد ذكر القرآن تلك الصفات وأبان علاجها، حيث جمع كتاب الله الأوصاف الإنسانية كاملة، فهو جهول يحيط به الجهل في كل مكان، ولذلك يجب عليه أن يعود إلى المنبع وهو الدين، لأن ما يصلحه هو الدين والمراقبة الإلهية· كما أن الإنسان خلق ضعيفاً وعجولاً كما وضح ربنا عز وجل، ولذلك من المهم أن يستسلم الإنسان لأمر الله، مؤكداً أن الإنسان من الأولى به أن يسير على منهج الله؛ لأن فيه كل الخير له، مدللاً على ذلك بأن سيدنا يعقوب لو صارت المقادير وفق ما يتمنى في قصة سيدنا يوسف لأعاد الله إليه ابنه فوراً، ولكن الله أراد أن يكون وجود سيدنا يوسف في البئر وغيابه عن أبيه سببين في تربية خبير اقتصادي يحل مشاكل الكون الاقتصادية عند حدوثها· وحذر الداعية الإسلامية من الإفتاء بغير علم، أو الكلام في كل شيء، مؤكداً أن التوقف عن الحديث فيما لا يعلم المرء أفضل بكثير من التدخل فيما لا يعنيه أو القول بغير علم· وحول نظرة الإسلام إلى قضية الرقي الحضاري، أشار الداعية الإسلامي المعروف إلى أن الإسلام يبدأ قضية الرقي الحضاري بحقوق الإنسان حتى قبل أن يولد، حيث أعطى الإنسان الحق في أن يختار له أبوه أما صالحة قبل الزواج، ثم حق الجنين في الغذاء والراحة النفسية، مشدداً على انه لا توجد حضارة على وجه الأرض تهتم بالإنسان قبل أن يولد سوى الإسلام، أما بعد الولادة فقد أعطى الإسلام المرأة حق الإفطار في الصوم في حالة الحمل، وذلك لحق الجنين في الغذاء والماء· وأشار إلى حقوق الطفل في المداعبة والمصاحبة، تنفيذاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: لاعبوهم سبعاً وعلموهم سبعاً وصاحبوهم سبعاً، ثم اترك لهم الحبل على الغارب''· وذكر عبدالكافي أن المرأة في الإسلام هي المرأة الوحيدة التي لديها ذمة مالية مستقلة، كما ان الإسلام أعطاها حق اختيار الزوج وكذلك حق الخلع· حقوق الأقليات ولفت الدكتور عبدالكافي إلى حقوق الأقليات في الإسلام، مدللاً على ذلك بحقوق العمالة والضعفاء في الإسلام، مستشهداً على ذلك بموقف سيدنا عمر بن الخطاب من اليهودي المسن، الذي أمر له سيدنا عمر بأموال من بيت مال المسلمين، مستعرضاً ما قام به أيضاً أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان عندما أراد ان يوسع المسجد الأموي، حيث كان توجد بجوار المسجد أرضاً عليها كنيسة للنصارى، فطلب منهم ان يمنحوه الأرض بمال فرفضوا، فعرض عليهم أن يبني لهم كنيسة في أفضل مكان يختارونه، فوافقوا، وكان عبدالملك بن مروان يستطيع أن يأخذ تلك الأرض قصراً، لكنه لم يفعل· وشدد عبدالكافي على ان الحضارة التي تدمر البشرية ليست حضارة وليس ذلك رقياً، مستعرضاً رقي الإسلام في التعامل مع الخادم والأجير وحق الطريق، مؤكداً أن ما قدمه المسلمون من حضارة هو شيء كبير لم يقدمه أحد، مشيراً إلى أن الرقي الحضاري في الإسلام هو رقي المنهج· واستعرض عبدالكافي قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً أن كثيراً من المسلمين قساة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث نجد من ينظر للعصاة بفظاظة وغلظة، مذكراً بشروط وأصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً أن رحمة الناس والإشفاق عليهم أجدى بكثير في وصول الرسالة وتحقيق الهدف وزهو التزام العباد بالطاعة والبعد عن المعصية، لافتاً إلى أن الارتقاء لا يكون بالمظهر ولكن بالجور والقلب، داعياً المسلمين لاستشعار عظمة ذلك الدين، مشدداً على انه لا حضارة إلا بالعودة إلى الله وحسن الصلة بخالق السموات والأرض· وأشار عبدالكافي إلى ان الإسلام دين التوكل لا التواكل، حيث اهتم الإسلام بالتخطيط ولكن مع التسليم التام بإرادة الله، مؤكداً أن الاثنين لا يتعارضان، مدللاً على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم خطط ونفذ وكانت ذلك صفته في كل حياته، ويتجلى ذلك في قصة الهجرة إلى المدينة المنورة· من جهة ثانية أكد الشيخ محمود المصري في محاضرته التي كانت بعنوان ''نحو المعالي'' بقاعة جمعية النهضة النسائية أن المسلم لا يمكنه العيش على هامش الحياة، ومشيراً إلى أهمية أن ينتهز الفرص لسموه الروحي ورفعته في الدنيا، مشيراً إلى أن العبد المسلم مطالب بأداء الفروض كاملة في شهر رمضان لما فيه من الخير وفي كل ليلة عتقاء من النار· وأوضح المصري أن من تواضع لله رفعه وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ولا بد من الإكثار من الدعاء في تلك اللحظة، مبيناً أن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بعلو الهمة، مشيراً إلى أن شهر رمضان من شهور المنافسة التي تظهر فيها علو الهمة عند الرجل وعند المرأة، ولابد أن نطلب معالي الأمور في أمور ديننا· وأضاف الشيخ المصري أن قوة المؤمن في عقيدته وإيمانه وعبادته وطلب العلم والمال والصحة، مؤكداً أنه لا يمكن أن تعلو الهمة إلا إذا خففنا من حمل الدنيا، عن طريق القلب والجسد· وطالب الشيخ المصري المسلم بالإحسان إلى الجيران وصلة الرحم وقيام الليل والعبادة وقراءة القرآن ليخفف من حمل الدنيا شريطة أن تكون هذه الأعمال تتلازم مع الإخلاص والمتابعة· التغير يجب أن يبدأ الآن قال الشيخ المصري: إن المسلم لابد أن يبدأ من الآن التغير مع بداية رمضان لأنه لا يدري متى يموت مؤكداً أن من علامات الساعة الصغرى ''الموت الفجأة'' مشيراً إلى أن الجنة قريبة ولكن لمن ينفذ تعاليم الله سبحانه ويستزيد من أوامر ربه ومن أعمال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم· وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر أمته من بعده بأن هناك 70 ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وبين للمسلم الداعية ان يتحلى بالصبر في طلب العلم والصبر على الدعوة· وأشار إلى صور علو الهمة وهي العبادة والتوبة والعفاف، مؤكداً أن الأمة المسلمة لا تعرف الحرام وتعرف فقط الحلال وفن الحياة وطلب العلم، مناشداً المسلم أن يبدأ بتغيير نفسه للأفضل من الآن ولا ينتظر إلى الغد، ليعلو إلى الأفضل ويكون قريباً من ربه· الصكوك الوطنية ترعى اليوم الأول للبرنامج الثقافي للجائزة رعت شركة الصكوك الوطنية اليوم الأول للبرنامج الثقافي للجائزة، وقال محمد قاسم العلي نائب الرئيس التنفيذي لشركة الصكوك الوطنية: إن رعايتنا للفعاليات والأنشطة الدينية إنما نستمدها من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومؤكداً أن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وشركة الصكوك الوطنية يلتقيان على عدة أهداف حيث تركز على بناء الشباب والناشئة على مائدة القرآن الكريم من خلال حفظه وترتيله والعمل بما جاء به من مبادئ وقيم وأخلاقيات، كما تركز الصكوك الوطنية على نشر فضيلة الادخار والتوفير لمواجهة الأزمات والمشاكل التي تعترض حياته بسبب زيادة الاستهلاك· وأشار إلى أن دعم الصكوك المتنوع لما تقوم به جائزة القرآن من برامج وأنشطة متنوعة وأهمها رعاية حفظة القرآن من شباب العالمين العربي والإسلامي وأبناء الدولة والمقيمين·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©