بلدية الشارقة تطرح حلولاً جديدة لاختناقات مواقف السيارات

تعاني مدينة الشارقة من أزمة حقيقية في توفير مواقف مجانية لمن يملكون مركبات خاصة، مما دعا بلدية الشارقة للتفكير جديا وبصورة سريعة جداً لحل هذه الأزمة التي أفرزت الكثير من السلوكيات غير الحضارية والممارسات الخاطئة مثل ركن المركبة في أماكن ممنوعة أو الإغلاق على آخرين، خصوصا عقب الطفرة العمرانية التي زحفت على المناطق الترابية بغية تشييد البنايات الشاهقة بعدما استخدمت لسنوات كمواقف مجانية، كما أن الأرصفة لم تسلم من المركبات أيضا وقد تحولت هي الأخرى إلى مواقف إجبارية في ظل اليأس الذي يسيطر على الأشخاص خلال رحلة البحث عن ''باركن''·· ذلك الهم اليومي الذي يشترك فيه معظم مالكي المركبات الخاصة في المدينة، غير أن بلدية الشارقة طرحت جملة من الأفكار والمشاريع لحل هذه الأزمة، و''الاتحاد'' تلقي الضوء على هذه القضية في التحقيق التالي: يقول المهندس سلطان المعلا مساعد المدير العام للمشاريع الحكومية والخدمات العامة في بلدية الشارقة إن البلدية طرحت العديد من الحلول العملية لحل أزمة بدأت تتضخم بصورة كبيرة أهمها دراسة تحويل نظام الحركة إلى نظام الاتجاه الواحد، في المناطق المزدحمة بغية الوصول إلى انسيابية الحركة المرورية وتوفير عدد أكبر من المواقف ''مثل منطقة الشويهين''· وأيضا مشروع المواقف المدفوعة الأجر الذي تم تطبيقه في بعض الشوارع الرئيسية والمناطق التجارية الذي ساهم في توفير فرص أكبر للمواقف وانسياب الحركة المرورية· ومن المشاريع المطروحة أيضا ما يتعلق بإصدار رخص البناء حيث يشترط وجود مواقف سيارات وهو قرار ربط إصدار رخص البناء بتوفير عدد كاف من مواقف السيارات وقد تم إصداره من دائرة التخطيط والمساحة فهي الجهة المسؤولة عن تحديد عدد مواقف السيارات المناسبة لكل مبنى فيما تقوم بلدية الشارقة بإصدار رخص البناء حسب عدد المواقف التي يتم التصديق عليها من دائرة التخطيط، منوها أن هناك قانونا تم إصداره وينص على انه لن يتم الموافقة على أي بناية سكنية جديدة إلا إذا تم تخصيص عدة طوابق لمواقف السيارات بما يتناسب مع عدد شقق البناية· أداة إعلان ومن جهته أوضح عبد الله الشويخ مدير العلاقات العامة في بلدية الشارقة أن المواقف السطحية مدفوعة الثمن التي تم تركيبها في معظم شوارع المدينة لعبت دورا كبيرا في تخفيف أزمة المواقف وساهمت في انسيابية المرور منوها أن البلدية فتحت المجال أمام الشركات لاستخدام تلك الأجهزة كأداة إعلان نظير رسوم تحصلها البلدية· ارتفاع الأسعار إلى ذلك علق عدد من سكان المدينة على هذا التوجه ووصفوه بالإيجابي، مبدين في الوقت نفسه قلقهم جراء ارتفاع الأسعار بشكل جنوني لجميع المواد والسلع والخدمات، غير مستثنيين من ذلك خدمة المواقف، التي اعتبروها ستشكل تكلفة جديدة تضاف على كاهلهم· ويرى محمد كرم ''مهندس'' أن موضوع صف السيارة تحول إلى هم يومي عند المساء وبدلا من العودة إلى منزله في السادسة فإنه يعود نحو السابعة، حيث يقضي قرب الساعة في الدوران حول شقته بحثا عن موقف مجاني، ويؤكد أن المواقف متعددة المستويات فكرة رائعة منوها بضرورة مراعاة التعرفة· ويصف نور حسن نور ''موظف'' فكرة المواقف متعددة المستويات بالبشارة، غير أنه خائف من أن يكون حلا لذوي الدخل المرتفع، متسائلا عن غياب مواقف متعددة المستويات في البنايات التي يقطنوها بأسعار رمزية· ومن جهته يأمل عبد الله عبد الحق ''مدرس'' أن لا يكون هذا الحل الذي طرحته البلدية خطة مؤجلة، متسائلا: ماذا سيفعل الناس حتى تتحقق هذه الفكرة·