4 شعراء يقرأون في الاغتراب والواقع وتأملات الذات

(الشارقة)- أقيمت مساء أمس الأول في قاعة الندوات في قصر الثقافة بالشارقة الأمسية الثانية ضمن الدورة العاشرة لملتقى الشعر العربي الذي يقيمه بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. وشارك في الأمسية الشعراء: خالد علي مصطفى من فلسطين، وحسن المطروشي من عُمان والمنصف الميزغني من تونس لتختتم مع خلود المعلا من الامارات وأدار الامسية الشاعر رعد أمان من اليمن. وقد عبّرت الأمسية بشعرائها عن أمزجة شعرية مختلفة تراوحت غالبا بين الشعر المباشر وحتى التأملي منه، ضمن التجربة الشعرية الواحدة في حين نزع القول الشعري إلى ما هو ذاتي وصميمي لدى الشاعر وموضوعي وعام تأثر باللحظة العربية الراهنة إجمالاً، وذلك في التجربة الشعرية الواحدة. لكن مع تجربة الشاعر خالد علي مصطفى من الممكن الإحساس بألم آخر يمتزج فيه الاغتراب بسواه من المشاعر التي قد يعيها المرء عبر التأويل من حيث إن الشعر يميء ولا يصرح ويقول ولا يقول. في حين يبتعد المزاج الشعري مع الشاعر حسن المطروشي كثيرا عن ذلك واستخدم الشاعر شكلي القصيدة العربية الكلاسيكية والموزونة. أما منصف الميزغني فقد أضحك بالفعل جمهوره بسبب قصائد قصيرة تجمع الطرفة إلى الإحساس بالمرارة التي ألقاها في مستهل قراءته الشعرية: “ طفلةٌ في العام الثالث وطاغيةٌ من العالم الثالث... عَشَرْ يلتقيانْ: كلاهما: بشر ويُحبّان الدّمَى” غير أن الميزغني بطريقته ذاتها في الإلقاء قرأ قصائد أخرى حضر فيها الطاغية والشاعر وكان الجمهور حكما. لتنتقل القراءة أخيرا إلى الشاعرة خلود المعلا فينتقل بالتالي مزاج الشعر من المنبري إلى التأملي الذي لا تحضر فيه سوى الذات بعذاباتها الانسانية الخاصة والفريدة: “أميل بروحي أحيانا توجسا من أرقي أستند إلى ما أراه من وميض الروح أقترف حلما عوالمه لا حدّ لها أحرّك جسدا في الخفاء أجتاز الحدود التي يرتبها الآخرون أتعدد في المرايا كي لا أكون وحدي أرسم خطّ العودة فأجدني خارج المكان”. ويحط ملتقى الشعر العربي رحاله مساء اليوم في المركز الثقافي بكلباء في المنطقة الشرقية حيث يقرأ الشعراء: نسيمة الراوي من المغرب والمختار سالم من موريتانيا وثلاثة شعراء من الإمارات: حسن النجار وطلال سالم وشيخة المطيري. أما مساء غد الجمعة فتقام الأمسية الشعرية الأخيرة في الملتقى بمشاركة الشعراء: محمد نجيب مراد من سوريا ومنصف الوهايبي من تونس ويقدمهما صلاح الحديثي من العراق.