الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أغلب اللاعبين يفكرون في الاحتراف بمنطق الوليمة

أغلب اللاعبين يفكرون في الاحتراف بمنطق الوليمة
15 سبتمبر 2007 23:14
فرض الاحتراف واقعاً جديدا على ساحة كرة القدم الإماراتية حيث انطلقت آليات العرض والطلب وبدأ العد التصاعدي للأسعار في سوق بيع وشراء اللاعبين منذراً بطفرات أخرى قادمة تتصاعد بمرور الوقت بما يشكل ضغطاً شديداً على ميزانيات الأندية وقد تقع تحت عجلاته الضحايا فتسقط فرق وتعلو أخرى وينطفئ لاعبون ويتوهج آخرون وتزداد الفوارق اتساعاً بين لاعب وآخر من جهة وبين ما يجنيه لاعبو الكرة بوجه عام وما تجنيه بقية عناصر اللعبة من حكام وإداريين وغيرهم، فيحصد البعض الثمار الناضجة ولا يجد آخرون غير القشور! ومن المؤكد أن هذه التفاعلات التي فرضتها كيمياء الاحتراف سوق تخلق واقعا مضطرباً ربما لعدة سنوات قبل أن تستقيم المعادلة وتظهر ثمرات وملامح الاحتراف الناضج· حول هذه القضايا حاورنا خليفة سليمان المحلل الرياضي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة واللجنة الفنية فرصد معها بعض ملامح الواقع الحالي بما يكتنفه من تناقضات· في البداية قال خليفة سليمان إن اللاعبين الآن يفكرون في الاحتراف بمنطق الوليمة التي يسعى كل فرد إلى الالتهام منها قدر ما يستطيع دون أن يفكر في المقابل الذي يعطيه ·· هذا يعني أن اللاعبين في هذه المرحلة يمسكون بطرف الخيط ويتركون الطرف الآخر فلا يعنيهم إلا كم يحصلون من الأندية دون أن ينتبهوا إلى أعباء الاحتراف من التزام ونظام وصراع ساخن للحفاظ على المستويين الفني والبدني والارتقاء بهما تدريجياً وما يستتبع ذلك من تغيير جذري في نظام الحياة سواء الخاصة أو الرياضية ·· لذلك فإن عقلية الاحتراف والفكر الاحترافي لم تنضج بعد وربما لا تتعدى نسبة نضوجها 15 أو 20% من مجموع اللاعبين وهو ما يبرز أهمية التوعية في هذه المرحلة ليدرك اللاعبون أن من يدفع أكثر ربما لا يكون هو الأفضل في حالات كثيرة·· بل وربما يكون البقاء في النادي الذي أنفق من أجلي ورباني أفضل من الانتقال لآخر يدفع أكثر وأن المنطق المادي نفسه لا يجب أن تفكر فيه على طريقة ''اخطف واجر'' بل على طريقة ضع قدمك أولاً على أرض صلبة ولا تنظر تحت قدميك بل لما هو أبعد· الثواب والعقاب هل تكفي التوعية لتجاوز هذا الواقع الجديد؟ التوعية مع تفعيل مبدأ الثواب والعقاب وهو ما أشك في أن الأندية قادرة عليه! لماذا؟ لو طبق النادي على 50% من لاعبيه مبدأ الثواب والعقاب لخسرت الأندية كثيراً وتأثرت نتائجها·· وهذه النظرة غير بعيدة المدى التي تحكم الفكر الإداري في هذه المرحلة دون الالتفات إلى أن المكسب البعيد هي المكسب الحقيقي ولو كانت له خسائر في البداية مقابل تحقيق الانضباط والالتزام وإقرار وترسيخ المبادئ الحقيقية للاحتراف بما فيه من حقوق وواجبات·· أعود وأقول هل تعتقد أن هناك من الأندية من تقدم على تطبيق عقوبة صارمة على لاعب غير ملتزم إذا كان يحتاجه الفريق·· أنا أشك في هذا وأرى أن العاطفة هي الأسبق وهي التي تحكم أغلب القرارات· إذن هو نقص في الوعي الإداري أيضاً؟ نعم فالأندية فعلاً لا تملك القدر الكافي من الوعي الإداري ولا تدرك ماذا ينتظرها في المستقبل القريب·· وهذا لا ينبغي أيضاً لأن الأندية في نفس الوقت مظلومة وهي ضحية لهذه المرحلة من الاحتراف حيث يقف الشارع الرياضي بأكمله إلى جانب حقوق اللاعبين وحريتهم في الانتقال والبحث عن المستقبل وهذا حق لكننا في نفس الوقت تناسينا حقوق الأندية وما سوف يتراكم عليها من ضغوط وأعباء دون أن تجني من ورائها نتائج مساوية في هذه المرحلة· تدخلات الأهالي وماذا عن اللوائح الجديدة لانتقالات اللاعبين؟ لقد أوجدت تغييرات جذرية على الساحة ودعنا نتطرق إلى ظاهرة عابرة طرأت مجدداً على سبيل المثال لا الحصر وهي تدخل أهل اللاعب في المفاوضات مع الأندية بحثا عن أكبر عائد ممكن دون أن يلتفتوا إلى راحة اللاعب نفسه لاسيما إذا كان صغيراً ودون أن يفكروا في المكان الذي يحقق له الاستقرار ويمنحه الفرصة وربما التألق ·· ومن واقع معرفتي بما يدور على الساحة فقد تم إبعاد اللاعبين تماما عن التفاوض وأصبح الأهل يتدخلون ويستعينون أحيانا بالمحامين بما يشير إلى أن المقياس الوحيد صار هو المادة· فوارق مضحكة اتسع الفارق بين دخل اللاعب من الكرة مقارنا بالحكم حتى أنه ربما يزيد عن 30 ضعفاً بما يمثل خللاً يحتاج إلى علاج·· فما رأيكم؟ إذا اعتبرنا أن عناصر اللعبة الرئيسية هي اللاعب والمدرب والحكم والإدارة والإعلام الرياضي والمنشآت فإنني أضع الحكم في المقدمة بعد اللاعب والمدرب·· وإذا رأينا كم الأموال التي تذهب إلى كل هذه العناصر لأدركنا أن الحكام يتعرضون لظلم فادح·· صحيح أننا نسلم أن دخلي اللاعب والمدرب سيبقيان الأعلى لكننا في نفس الوقت لا يمكن أن نقر هذا الفارق المضحك لاسيما أن الحكم هو الوحيد الذي يتعرض للسب والإهانة والتشكيك الذي يصل إلى حد اتهامه بعدم النزاهة ·· ربما يتعرض الإداري أو المدرب مثلا للانتقاد أو الشتائم لكن لا أحد غير الحكم يتعرض للتشكيك في نزاهته·· إنه يعاني أكبر الضغوط من الجماهير وكل عناصر اللعبة الأخرى لذلك لا أقول إنه ينبغي أن يحصل على ''بدل إهانة'' أو مقابل مادي للإهانات لكن يجب أن يكون العائد منطقيا لأن هناك كثيرين تركوا التحكيم لأنهم لم يجدوا من يدعمهم أو يحميهم من الإهانات وهم في نفس الوقت لا يجنون عائداً ولا يحصلون على شيء فقالوا لماذا نعرض أنفسنا لهذا كله وتركوا التحكيم! ميزانية لا تكفي وأين دور اتحاد الكرة في هذه القضية؟ اتحاد الكرة صعب جداً أن ينفق بنفسه على الحكام ويجب أن تكون هناك جهات داعمة ومتطوعة مثل القطاع الخاص والشركات في مقابل دعائي فلا مانع أن يعلق الحكام شعارات الرعاة في الملعب ·· أما الاتحاد فبالرغم من زيادة ميزانيته إلا أنها لا تكفي حيث اختلف النظام وزادت أوجه الانفاق ومنها على سبيل المثال أن المنتخبات لم تعد تتجمع فقط في المناسبات أو البطولات بل أصبحت في حالة تجمع دائم على مدار العام مثل منتخب الشباب الذي يخضع لهذا منذ عامين ونصف العام تقريباً وهذا كله يحتاج إلى موازنات ضخمة· مطلوب مصادر تمويل لكن الحكام مثلهم مثل لاعبي المنتخب مسؤولون من قبل اتحاد الكرة بل إن اللاعبين مسؤولون أساساً من قبل أنديتهم لكن الحال ليس هناك من يرعاهم غير الاتحاد؟ هذا صحيح ومن واجب اتحاد الكرة المطالبة بزيادة ميزانية الحكام دون الاكتفاء بذلك بل في نفس الوقت البحث عن مصادر أخرى لتمويل الزيادات المطلوبة للتحكيم خاصة أنني أتوقع أن ترفع الدولة أيديها عن القطاع الرياضي بعد سنوات قليلة لتتركه يدير نفسه بنفسه ويدبر موارده بجهوده الذاتية· مشكلة التسويق أين دور لجنة التسويق باتحاد الكرة؟ لقد قامت بدور على صعيد رعاية المنتخبات، وجاءت بشركات قدمت حقوق رعاية جيدة لمختلف المنتخبات لكنها لم تبذل جهداً في سبيل الحكام وأعتقد أن ذلك دورها أيضاً· هل يعاني القطاع الرياضي مشكلة في التسويق الذي تتضاعف الحاجة إليه في ظل نظام الاحتراف؟ نعم نحن لدينا معضلة في التسويق ولا نعرف كيف نسوق لأنفسنا ونقنع الرعاة بعائد دعائي كبير·· وإنني أتساءل هل استفدنا من كأس الخليج الأخيرة أم لا؟·· الحقيقة أن هناك عقليات لابد أن تتغير 360 درجة في كل شيء حتى نستطيع أن نكون بحجم التحديات الراهنة وتحديات المستقبل· مع احتراف الحكام أخيراً هل أنت مع احتراف التحكيم؟ نعم لأن ذلك سوف يخلق فارقاً كبيراً في المستوى دون أن نتصور أن الأخطاء سوف تنتهي لكنها سوق تتراجع كثيراً·· فالحكم يأتي من عمله مرهقاً ليبدل ملابسه على عجل ويهرول إلى الملعب ليدير المباراة وهذا ما يعرضه كثيراً لأن يفقد جزءاً من التركيز·· لكن هناك مشكلات كثيرة تواجه احتراف التحكيم منها الوضع الوظيفي والجهة التي تتولى الضمان الاجتماعي للحكام وتمول تفرغهم ولو افترضنا أن هذه المشاكل وجدت حلاً فإن احتراف التحكيم سيكون أفضل للعبة بوجه عام·· وأرى أن هذه الخطوة لو طبقت حاليا فسوف يكون لها ضحايا وأولهم الحكام الكبار وعلينا أن نبدأ بالصغار ونعمل للسنوات العشر القادمة ولو تعذر ذلك في هذه المرحلة فإن الحل البديل هو التفرغ الجزئي بحيث يحصل الحكم على راحة من العمل قبل المباراة ويومها وفي اليوم التالي بواقع ثلاثة أيام مع كل مباراة وهذا ليس بصعب وسيمنح الحكم راحة نفسية كبيرة وتركيزاً أعلى وستكون له نتائج إيجابية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©