جيلاني يتحدى مشرف بإطلاق سراح القضاة الباكستانيين

انتخب البرلمان الباكستاني أمس يوسف رضا جيلاني مرشح حزب الشعب الباكستاني رئيسا للوزراء بغالبية ساحقة، وأصدر رئيس الحكومة الجديد من فوره قرارا بالإفراج عن جميع القضاة المعتقلين الذين وضعوا في الاقامة الجبرية· بينما قتل 3 وجرح أكثر من 100 شخص باحتراق 38 شاحنة لنقل الوقود لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الحدود الباكستانية الأفغانية· وقالت رئيسة البرلمان فهميدة ميرزا وسط صيحات النواب ''فاز يوسف رضا جيلاني بأغلبية اصوات النواب''، ليكون الرئيس 25 للحكومة الباكستانية· وحصل رئيس الوزراء الجديد على 264 صوتا من 342 من اصوات النواب ليفوز بسهولة على خصمه الوحيد شودري برويز إلاهي وهو من انصار الرئيس برويز مشرف الذي لم يحصل الا على 42 صوتا، ومن المقرر أن يؤدى جيلانى اليمين الدستورية اليوم· وهتف أعضاء البرلمان ''تحيا بوتو'' عندما اقترب جيلاني من بيلاوال بوتو زرداري نجل الزعيمة الراحلة بينظير الذي كان موجودا في شرفة المراقبين وصافحه· وتحول البرلمان إلى ساحة احتفالات بمجرد إعلان انتخابه والذي استمر حوالي 15 دقيقة· وقال في أول كلمة له إلى البرلمان التي ألقاها إن تضحية رئيسة وزراء باكستان الأسبق أدت إلى عودة الديمقراطية إلى باكستان، وطالب البرلمان بالموافقة على مشاركة الأمم المتحدة في التحقيقات الخاصة بعملية اغتيال بوتو· وامر جيلاني بالافراج عن جميع القضاة الذين وضعوا في الاقامة الجبرية منذ ان فرض مشرف حال الطوارئ في نوفمبر ،2007 واعلن جيلاني امام النواب ''آمر باطلاق سراح جميع القضاة المعتقلين حالا''· وشوهد بعد هذا القرار الرئيس السابق للمحكمة العليا الباكستانية افتخار محمد شودري علنا بعد رفع الإقامة الجبرية عنه، مما فهم على أنه أول تحديات رئيس الحكومة الجديد لمشرف· وجيلاني وهو رئيس سابق للجمعية الوطنية ويبلغ من العمر 55 عاما، سيتولى تشكيل حكومة جديدة تضم حزب الشعب الباكستاني والرابطة الاسلامية لباكستان - نواز بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف· وقد حصل على الموافقة لشغله هذا المنصب من آصف زاردارى زوج بوتو السبت باعتباره مرشح حزب الشعب للمنصب· وكان زرداري قد برأته محكمة في كراتشي (جنوب) أمس من قضية قتل، وفق ما علم من محاميه· أمنيا بدأت السلطات الباكستانية أمس التحقيق في سلسلة من التفجيرات دمرت 38 شاحنة لنقل الوقود لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على معبر خيبر على الحدود الباكستانية الأفغانية، مسفرة عن مقتل 3 اشخاص وجرح مئة شخص· وانفجرت عبوتان موقوتتان مساء الاحد فى ساحة الانتظار التابعة لنقطة جمارك تورخام الحدودية مما أدى إلى سلسلة من الانفجارات وحريق ضخم أمسك بشاحنات الوقود المتوقفة· وقال المسؤول الحكومى باسم الله خان ''ألقي القبض على بعض حرس الحدود ومسؤولين آخرين فى نقطة العبور الحدودية للتحقيق معهم''· وأضاف خان ''أصيب حوالي 100 شخص بحروق جراء انفجار الليلة الماضية، بينهم 12 اصابتهم خطرة''، مشيرا إلى أن قرابة 80 ناقلة كانت متوقفة بانتظار تصريحات المرور· ويشتبه المحققون في أنه من المحتمل أن يكون المتشددون الموالون لـ''طالبان'' حصلوا على بعض المساعدة من الداخل· وتمر كثير من ناقلات النفط المحملة بالنفط للناتو في أفغانستان عن طريق معبر خيبر في منطقة العشائر المجاروة لبيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية·