أنيلكا.. متمرد في كتيبة الديوك

في ناديه الانجليزي بولتون يطلقون عليه لقب ''الغزال''، وفي منتخب بلاده بات مهاجماً أساسياً لا غنى عنه حتى في وجود الهدّاف الكبير تيري هنري، أتحدث عن الفرنسي نيكولا أنيلكا الذي تخلى تماماً عن عصبيته وابتعد منذ فترة طويلة عن حملات الهجوم التي كان يقودها ضد منتخب بلاده ومديريه الفنيين الذين كانوا يستبعدونه تماماً ولا يفكرون في الاستعانة به، وأصبح أنيلكا من بداية هذا العام لاعباً أساسياً في تشكيلة ريمون دومينيك لمنتخب الديوك الفرنسية، وازداد نضجاً وخبرة بعد ان بلغ الثامنة والعشرين من عمره وبات مهاجماً من طراز دولي بعد ان تخطى حاجز الاربعين مباراة دولية بمباراة واحدة ''41 مباراة'' حتى وان كانت مباراته الأخيرة مع المنتخب قد انتهت بالخسارة صفر/1 على ملعب ستاد بارك دي برينس بالعاصمة الفرنسية باريس أمام منتخب اسكتلندا وهي الهزيمة التي قلبت المجموعة الثانية في تصفيات كأس الأمم الأوروبية رأساً على عقب، وهي المجموعة التي تضم مع فرنسا كلاً من اسكتلندا وايطاليا واوكرانيا وجزر الفارو وجورجيا وليتوانيا، فبعد ان كان منتخب فرنسا يتصدر المجموعة تراجع ترتيبه الى المركز الثالث بفارق نقطة عن ايطاليا التي تقدمت إلى المركز الثاني وبفارق نقطتين عن اسكتلندا التي تصدرت المجموعة برصيد 21 نقطة·· ولكن موقف فرنسا ليس بالغ السوء وفرصتها ما زالت قائمة وقوية حيث ستواجه منتخب جزر الفارو يوم 13 أكتوبر المقبل ثم ليتوانيا يوم 17 من نفس الشهر وهما مباراتان قد تعيدان منتخب الديوك الى الصدارة مرة أخرى· لاعب لا يمس أعود الى نجمنا أنيلكا الذي أشادت به صحيفة ليكيب الفرنسية وقالت عنه انه أصبح لاعباً ''لا يمس'' أو لا يمكن المساس به في منتخب بلاده فهو رأس الحربة الأساسي للديوك الفرنسية في كل المباريات السابقة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية·· وجدناه في مباراة ليتوانيا ''1/صفر'' واوكرانيا ''2/صفر'' وجورجيا ''1/صفر'' وحتى مباراة سلوفاكيا الودية ''1/صفر''· وعندما عاد هداف فرنسا الأول تيري هنري الى صفوف الفريق بقي أنيلكا أساسياً أيضاً وتقول الصحيفة ان أنيلكا أصبح جزءاً لا يتجزأ من تكتيك ريمون دومينيك في مبارياته وبات لا غنى عنه سواء لعب دومينيك بطريقة 4/4/2 أو 4/3/3 أو 4/2/3/1 وأيا كان المنافس أيضاً وأيا كانت أسماء المهاجمين الآخرين في المنتخب· واذا كان منتخب فرنسا قد لعب منذ بداية العام 8 مباريات فإن أنيلكا لم تفته أية مباراة منها، اللهم الا مباراة ودية واحدة ضد منتخب الارجنتين يوم 7 فبراير الماضي في ستاد دي فرانس والطريف ان المنتخب الفرنسي خسر فيها صفر/·1 طبيعة متمردة واذا كان أنيلكا قد فاتته بطولات مهمة لمنتخب فرنسا وخاصة مونديال 1998 و2002 و2006 وبطولة كأس الأمم الأوروبية 2004 فذلك راجع الى طبيعته المتمردة السابقة وسلاطة لسانه وعدم توقفه عن توجيه النقد الى مدربيه، ولعل هذا ما تسبب في تأخر ترتيبه سابقاً بين المهاجمين الفرنسيين حيث كان في ذيل القائمة بعد هنري وتريزيجيه وسيسيه وساها وويلتورد ولكنه أصبح اليوم على رأس القائمة سواء كان هنري موجوداً أو غائباً للاصابة أو الايقاف· ولعل شهادة المدرب جيرار أولييه خير دليل على موهبة وكفاءة وخطورة هذا ''الغزال الأسمر'' الفرنسي إذ قال عنه: أنيلكا أكثر مهاجمي جيله موهبة أما لوي فرنانديز المدرب الذي دفع به الى عالم الاحتراف عندما كان لاعباً في باريس سان جرمان· ويكفي ايضاً ما قاله عنه ديدييه ديشان نجم فرنسا القديم والمدرب الحالي عندما شاهده أيام كان يلعب بفريق الأرسنال الانجليزي ويتابع انطلاقاته السريعة بالكرة وثباته ورباطة جأشه عند مواجهة المرمى فقد علق ديشان قائلاً: لقد عثرنا على رونالدو الفرنسي· أكثر كمالاً ويضيف جيرار أولييه مدربه السابق في ليفربول الانجليزي قائلاً: لقد أصبح لعب انيلكا اكثر كمالاً في الوقت الحالي·· ويعود فرنانديز ليقول: نيكو أصبح الآن جاهزاً للتضحية وبذل الجهد ومساعدة زملائه أكثر من أي وقت مضى· وكان أنيلكا قد رحل من فريق الارسنال ''المدفعجية'' وهو في الواحد والعشرين من عمره ووقع لريال مدريد ولم يستمر معه سوى موسم واحد 99/2000 وكان فيسينت ديل بوسكي مدربه في النادي الملكي الاسباني وقتها معجبا به وبامكانياته ويقول عنه: لقد تأثرت كثيراً بهذا اللاعب لأنه يملك مزيجاً من الصفات والمهارات الكروية الرفيعة فهو سريع وذكي في لعبه وتحركاته ويتمتع بلياقة بدنية رائعة ومع الوقت تحسن مستواه اكثر وأصبح لاعباً ذا قيمة· مهاجم اليوم وقد أصابت الدهشة الكثيرين من المتابعين لمشوار أنيلكا الكروي عندما وجدوه يترك ريال مدريد ومن بعده باريس سان جرمان ''2000/''2002 ثم ليفربول ''2001/''2002 ومانشستر سيتي ''2002/''2005 ويتجه جنوباً نحو تركيا وتحديداً للعب في نادي فنربخشه ''''20062005 ولكنه استطاع في هذا النادي - على حد قول الصحيفة - ان أنيلكا تألق في هذا النادي الذي كان صاحب الفضل في عودته مرة أخرى الى صفوف المنتخب لأنه نمى موهبته كمهاجم لا يشق له غبار وهداف، بل ولعب في كل مراكز الهجوم يميناً ويساراً· واذا كان أنيلكا قد امضى في هذا النادي عاماً ونصف العام فإنه يعتبر هذه الفترة لم تضع هباء لأنه انضم خلالها الى صفوف المنتخب الوطني· ونجاح أنيلكا في اللعب كمهاجم على الجانبين وليس في العمق صنع منه مهاجماً حديثاً مثل تيري هنري على حد قول جيرار أولييه الذي قال عنه انه مهاجم اليوم ولا ينقصه سوى بعض الدقة في مواجهة المرمى· وأنيلكا ليس ممتازاً في اللعب بالرأس ولكنه يجيد اللعب برأسه عندما يكون ظهره للمرمى· ضبط النفس وبخلاف مهاراته وامكانياته الفنية والبدنية فإنه قوته تكمن في عدم تأثره وقدرته الفائقة على التحكم في أعصابه· ويقول روبير بيريث زميله السابق في منتخب فرنسا: أنيلكا يملك تلك القدرة على التحكم وضبط النفس خاصة داخل المستطيل الأخضر· وبعد ان استعرضت الصحيفة آراء بعض مدربيه وزملائه في مستواه وامكانياته وموهبته الكروية ونضجه وتراكم خبراته بعد أن لعب 12 عاماً كمحترف، سألته عن رأيه فيما يتعلق بتطور علاقته مع منتخب بلاده فقال أنيلكا: أشعر بأنني أصبحت أكثر حرية الآن لأن العقليات داخل المنتخب تغيرت وأصبح التفاهم كبيراً بيني وبين زملائي لأن لنا نفس التفكير وهذا يجعلني قريباً من لاعبين مثل فرانك ريبيري وكريم بن ذمة وسمير نصري وأنا أتحدث كثيراً معهم لأن عقليتنا واحدة· واستطرد أنيلكا قائلاً: أما قبل ذلك فقد كان هناك جيل آخر وهذا أمر مختلف· لأنني لا أعتبر نفسي من القدامى في المنتخب بل أنا قريب من شباب اللاعبين وهذا الجيل الفرنسي الجديد يعجبني وأشعر بأنني أفضل وأنا بين صفوف هذا الجيل الصاعد· يبقى أن نعرف أن أنيلكا متعاقد حالياً مع فريق بولتون الانجليزي بموجب عقد مدته 4 سنوات وبراتب سنوي قدره أربعة ملايين يورو· وأنيلكا يبلغ من العمر 28 عاماً وطوله 184سم ووزنه 79 كجم، وبدأ حياته الكروية كمحترف في نادي باريس سان جرمان الفرنسي ''95/''1997 ثم انتقل الى الارسنال الانجليزي ''97/''1999 ومن بعده ريال مدريد الاسباني لموسم واحد ''99/''2000 وعاد مرة أخرى الى باريس سان جيرمان ''2000/''2002 ثم أعير لليفربول ''2001/''2002 ثم انتقل لمانشستر سيتي ''2002/''2005 ومن بعده فنرباخشه التركي ''2005/''2006 ليستقر به المقام أخيراً في صفوف بولتون الانجليزي منذ شهر أغسطس الماضي·