16 ابريل 2009 01:40
أصدرت محكمة سودانية أمس حكماً بالإعدام على عشرة من حركة العدل والمساواة المتمردة في اقليم دارفور لادانتهم بشن هجوم غير مسبوق على الخرطوم كما برأت ثلاثة·
وأدانت المحكمة العشرة بالتورط في الهجوم الذي وصل الى ام درمان المجاورة للعاصمة السودانية في مايو عام ،2008 والذي اوقع 220 قتيلا· وادين الرجال العشرة بتهم القيام بنشاطات ارهابية ومحاولة اسقاط النظام وتدمير ممتلكات عامة وحيازة اسلحة بصورة غير شرعية· وقال القاضي معتصم تاج السر ''احكم عليكم بالاعدام شنقا''· وقال انه سيتم الافراج عن الثلاثة الذين برئوا·
وعند صدور الحكم، هتف المدانون الذين لبسوا جلابيات تقليدية ''الله اكبر· حركة العدل والمساواة اقوى· ثورة ثورة حتى النصر''· وأقام القضاء السوداني محاكم خاصة في الخرطوم وشمال الخرطوم وام درمان لمحاكمة عشرات المشتبه بهم الذين اعتقلوا بعد هجوم شنته حركة العدل والمساواة، كبرى حركات التمرد في اقليم دارفور في العاشر من مايو 2008 على ام درمان المجاورة للخرطوم للسيطرة على العاصمة· وقطع المتمردون مئات الكيلومترات من الأراضي الصحراوية للوصول إلى العاصمة ولم يتم صدهم إلا عند جسر يبعد عدة كيلومترات فقط عن القصر الرئاسي، حيث دارت معرك ضارية أوقعت اكثر من 220 قتيلا·
وسبق أن حكم على حوالى خمسين شخصا بالإعدام شنقا بعد إدانتهم بالمشاركة في الهجوم· ولتطبيق العقوبات ينبغي تأكيدها في الاستئناف ثم في اعلى سلطة قضائية سودانية قبل ان يصادق عليها الرئيس السوداني عمر البشير· وينتظر المحكومون استئناف الحكم في السجن· وحتى الان لم يشنق اي من المحكومين·
وحكم الأربعاء هو الأول منذ إبرام اتفاق في الدوحة (قطر) في فبراير بين متمردي حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية· وأفسح الاتفاق المجال للبدء بحوار يمهد لمؤتمر للسلام في دارفور وينص على تبادل الأسرى بين المتمردين والحكومة·
وصرح الناطق باسم حركة التمرد أحمد حسين ان الأحكام الصادرة امس ''انتهاك فاضح لاتفاق الدوحة حيث أقر النظام أن المحكومين هم في الواقع سجناء حرب ينبغي مبادلتهم''· وأضاف ''أنه إثبات اخر على عدم استقلالية الجهاز القضائي في هذا النظام''·
على صعيد آخر، قدمت منظمة أوكسفام للاغاثة التماسا رسميا الى حكومة السودان امس بشأن طردها من البلاد نفت فيه مزاعم عن تقديمها معلومات الى المحكمة الجنائية الدولية· وقال الفرع البريطاني لأوكسفام الدولية إن الوضع الانساني في اقليم دارفور تدهور منذ طرد 13 منظمة اغاثة دولية في مارس· وطردت الخرطوم المنظمات بعد ساعات من اصدار المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في اتهامات بارتكاب جرائم حرب في دارفور· وينفي السودان الذي لا يعترف بالمحكمة الاتهامات· وقال بيني لورانس مدير البرامج الدولية لاوكسفام ''أبلغنا بالفعل أن مضخات المياه في بعض مخيمات دارفور توقفت عن العمل وهناك مخاوف متزايدة من احتمال انتشار الامراض في موسم الأمطار المقبل''·
وقدمت أوكسفام الالتماس إلى لجنة المساعدات الانسانية التابعة للحكومة خلال فترة السماح التي يتيحها القانون ومدتها شهر· ولم يتسن الاتصال على الفور باللجنة للتعقيب· وكان تقييم مشترك أجرته الحكومة السودانية والامم المتحدة للوضع في دارفور أشار الشهر الماضي إلى احتمال حدوث نقص في الاحتياجات الرئيسية خلال شهور· وقال إن أربعا من المنظمات المطرودة كانت تقدم المساعدات لنحو 1,1 مليون نسمة· ويعتمد قرابة 4,7 مليون على المساعدات الانسانية في دارفور حيث تدير الامم المتحدة أكبر عملياتها الانسانية في العالم بمساعدة منظمات غير حكومية·
السناتور كيري يبدأ زيارة للسودان
الخرطوم (رويترز) - وصل السناتور الامريكي والمرشح الرئاسي السابق جون كيري السودان امس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام فيما يظهر تقارب دبلوماسي بين واشنطن والخرطوم مزيدا من العلامات على دفء العلاقات بين البلدين·
وسيتوجه كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على رأس وفد من الكونجرس الى اقليم دافور السوداني وسيعقد محادثات مع اعضاء كبار في الحكومة السودانية· وابلغ كيري الصحفيين بعد هبوط طائرته ''فرصتي الان كممثل للكونجرس الامريكي ولمجلس الشيوخ الاميركي ان اكون هناك للتباحث بشأن القضايا الانسانية وبالطبع القضايا التي تخص الصراع''·
ومن غير المتوقع ان يلتقي كيري بالرئيس عمر حسن البشير الذي وجهت له المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي اتهامات بارتكاب جرائم حرب· ورحب البشير يوم الاثنين ''بالاشارات الايجابية'' التى ارسلها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى العالم الاسلامي·
المصدر: الخرطوم
عدد اليوم
