الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مع السعودية قلباً وقالباً

مع السعودية قلباً وقالباً
10 يناير 2016 23:06
الهجوم الوحشي الذي قامت به بعض العصابات التابعة لأمر الولي الفقيه في طهران على السفارة السعودية وقنصليتها في مدينة مشهد يوحي للمتابع البسيط للأحداث بأن المسألة كانت عفوية وأنها كانت هبة من رجل الشارع الغاضب لإعدام رجل الدين الشيعي (وهو مواطن سعودي) نمر النمر المحكوم في قضايا كثيرة منها القتل والتحريض على العنف. ولكن واقع الأمر للذين يتابعون الأمر من زوايا مختلفة وخفية أن هؤلاء المندفعين نحو السفارة السعودية هم بالحقيقة مدفوعون للقيام بذلك سواء بالأمر المباشر من الولي الفقيه أو بأمر من القادة السياسيين أو العسكريين وحتى يبدو الأمر وكأنه غضب رجل الشارع البسيط، وإلا هل يعقل أن دولة بحجم إيران لها باع طويل في قمع المظاهرات تعجز عن دفع أولئك النفر عن السفارة السعودية حتى لو استلزم الأمر استخدام القوة؟ إذن الموضوع مدروس ومخطط له على أعلى مستوى والهدف هو محاولة إثارة النعرات والرقص على سيمفونية الدين لإحياء العنصرية الفارسية وتوسيع الخيال والحلم بقرب قيام الدولة الفارسية على أنقاض هذه الدول العربية الهزيلة التي ظنت طهران وخاصة بعد قيام ما يسمى ثورات الربيع العربية أن الفرصة قد أصبحت سانحة للتعجيل بتفتيت هذه الدول واحتلالها وبالتالي مد نفوذها وبسط سيطرتها على العرب وخيراتهم. ربما كان للسياسة الأميركية الضعيفة في المنطقة مؤشر لطهران لتفعل ما بدا لها، وأيضاً ربما وجدت طهران في الدور الروسي الداعم لها عاملاً مساعداً للقيام بما تراه مناسباً من غزو أو فتنة أو تحريض ولتفعل ما تظنه حقاً لها بأن تكون الوصية على كل من هو شيعي حتى لو كان لا يحمل جنسيتها ولو كان سعودياً أو بحرينياً أو كويتياً عربياً. إيران كانت عندها ومازالت مطامع في بلاد العرب وخيراتهم وظنت أن الاعتداء على السفارة السعودية سيمر مرور الكرام وأنه لن تكون هناك هبة غضب عربية سعودية وأن العرب الممزقين لن يقف أي منهم مع السعودية فهم في تناحر وشجار وتقاتل منذ قامت إيران بزرع بذور الفتنة الطائفية بينهم في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن وغيرها من البلدان، وسعيها الحثيث لخلق حالة من الفوضى في البحرين والكويت وفي السعودية نفسها وفي مصر وتونس وغزة. لكنها فوجئت بهذه الهبة وهذه الغضبة العربية السعودية ومن خلفها كل الدول العربية التي ذهب بعض منها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وهي التي كانت تظن أن الأمور تجري لصالحها وبما يوافق مصالحها مما اضطرها إلى الاعتذار وأمام العالم أجمع وهذا بحد ذاته جردها من مصداقيتها وأظهرها في عيون العالم بأنها راعية الإرهاب والداعمة له وهذا دليل آخر يضاف إلى جرائمها في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن وأجزاء أخرى كثيرة في الوطن العربي تسعى لأن تمد إليها يدها بالعنصرية والطائفية ولو بالخفاء. ونسيت إيران أن كل عربي ولو في قلبه ذرة عروبة واحدة هو مع السعودية ودول الخليج العربية وأنه سيقف في وجهها ليقول لإيران وللولي الفقيه (يا أمة الفرس، نحن لا زلنا عرباً ولا زلنا أمة العرب). موسى عبدالفتاح - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©