الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤشرات إيجابية لنجاح إعادة توطين طيور الحبارى البرية في الإمارات

مؤشرات إيجابية لنجاح إعادة توطين طيور الحبارى البرية في الإمارات
16 سبتمبر 2007 02:20
عثرت هيئة البيئة أبوظبي- في حدث يعتبر الأول من نوعه - على عش رملي به ثلاث من بيض طيور الحبارى، بالإضافة إلى مشاهدة أول ثلاثة أفراخ لطيور الحبارى بصحبة أمها على رمال صحراء الإمارات مما يعتبر مؤشراً جديداً على نجاح برنامج إكثار ''الحبارى الآسيوية'' وإعادة توطينها في الدولة، والذي تنفذه الهيئة بالمركز الوطني لبحوث الطيور· ويعتبر هذا الإنجاز نجاحاً جديداً يضاف للنجاحات التي حققتها دولة الإمارات في مجال إكثار طيور الحبارى في الأسر وإطلاقها بهدف زيادة أعداد طيور الحبارى البرية وحماية هذا النوع من مخاطر الانقراض· وقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بجهود مكثفة لتحديد وتقييم البيئات المناسبة لطيور الحبارى ورصد أعدادها على طول نطاق انتشارها الطبيعي في آسيا، ومراقبة وتقييم تأثير الصيد، وتطوير وتنفيذ برامج للإكثار في الأسر لتوفير الطيور اللازمة لتدريب الصقور وزيادة عدد طيور الحبارى البرية في الإمارات وإعادة الإطلاق في البيئات الأخرى للحبارى· ولقد انطلقت جهود دولة الإمارات لحماية طيور الحبارى مع توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' لمواجهة التناقص المفاجئ في إعداد طيور الحبارى ببدء برنامج إكثار ''الحبارى الآسيوية'' في الأسر في حديقة حيوان العين بدولة الإمارات العربية المتحدة بدأ بسبعة طيور فقط· وقد أعلن في عام 1982م عن تفقيس أول فرخ في الأسر في دولة الإمارات· وفي عام ،1989 وجه ''رحمه الله'' بإنشاء المركز الوطني لبحوث الطيور الذي يتبنى خطته الطموح بالمحافظة على الحبارى والصقور بالتأكد من بقائها وازدهارها على المدى الطويل والذي بدأ عمله الموسع في عام 1993م· وبالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه عملية إكثار هذه الطيور الخجولة في الأسر، فقد نجحت دولة الإمارات من خلال هيئة البيئة - أبوظبي في أن تحقق نجاحاً ملموساً في إيجاد مجموعات برية مستدامة من طيور الحبارى في الأسر، إذ تعتبر البرامج التي طبقتها لإكثارها في الأسر، والمحافظة عليها نموذجاً يحتذى به على المستوى العالمي·وباعتبار أن طيور الحبارى هي الطرائد التقليدية المفضلة في رياضة الصيد بالصقور، فإن إيجاد مجموعات برية مستدامة من هذا الطائر المهدد بالانقراض تلعب دوراً رئيساً في الحفاظ على تلك الرياضة التي تتمركز في قلب ثقافة وتراث شبه الجزيرة العربية· ولقد وضعت إمارة أبوظبي هدفاً لإنتاج 22 ألف طائر سنوياً 10 آلاف طائر حبارى الشمال أفريقية (Chlamydotis undulata undulate) و12 من الحبارى الآسيوية (Chlamydotis undulata macqueenii) كما وضعت هيئة البيئة - أبوظبي برنامجاً لإكثارها في الأسر لزيادة المخزون أو الرصيد المتجدد من هذه الطيور، للمساهمة في برامج إعادة التوطين، وزيادة أعداد طيور المجموعات البرية· وخلال عام 2006 تم إنتاج 642فرخاً، منها 602 من مجموعة الإكثار، و40 من مجموعات الحبارى في الحجر الصحي· وتضاعف الإنتاج بنسبة 300%خلال سنتين، وكان 2006 هو العام الأول الذي تم فيه استخدام المباني البيئية المغلقة بسعة 100%، وتؤكد النتائج أن ما تم التوصل إليه خلال عام 2006 أن هذه المباني أفضل 3 أضعاف بالمقارنة مع المباني التي تعتمد على ضوء الشمس الطبيعي، يعني ذلك أن إكثار الحبارى بمبانٍ يتم فيها التحكم بالظروف البيئية هو الخيار الأنسب للإكثار بالأسر في بيئة الدولة· وبهدف زيادة إنتاج تكاثر الحبارى من 500 إلى 2500 فرخ سنوياً، قامت هيئة البيئة بإقامة منشآت جديدة، ويتكون المشروع من مبانٍ للإكثار والحضانة وتربية الأفراخ وأقفاص الإعداد للإطلاق، ووحدات سكنية وخدمات، وينقسم المشروع إلى ثلاث مراحل، وسيتم استكماله في غضون أربع سنوات· ووضعت ''الهيئة'' برنامجاً متكاملاً لإكثار الحبارى في الأسر لزيادة المخزون أو الرصيد المتجدد من هذه الطيور للمساهمة في برامج إعادة التوطين، وزيادة أعداد طيور المجموعات البرية، ووضعت إمارة أبوظبي هدفاً لإنتاج 22 ألف طائر حبارى سنوياً، وتبنى مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في ميسور بالمملكة المغربية، والمركز الوطني لبحوث الطيور مهمة تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي من خلال إنتاج 8,500طائر حبارى خلال عام ·2007 ولتحقيق أهدافه، قام المركز مؤخراً بالاستثمار في مجال تطوير التقنيات والأدوات الضرورية للبدء في إنتاج أعداد كبيرة من طيور الحبارى، فقد نجح المركز في تنفيذ تجربة جديدة لتحديد العوامل التي تؤثر على زيادة إنتاج طيور الحبارى وحفزها للتكاثر مرتين بدلاً من مرة واحدة في كل عام مما نتج عنه أن قامت طيور الحبارى بوضع البيض للمرة الثانية في نهاية العام، بعد أن كانت قد شاركت في الموسم المعتاد للتكاثر في العام نفسه· ولمواجهة خطر الانقراض الذي يهدد أعداد طيور الحبارى الآسيوية تبنى المركز الوطني لبحوث الطيور مهمة الحفاظ على أعداد قليلة منها عن طريق إكثارها في الأسر، وذلك لتأمين بنك للجينات النقية لهذا النوع· ويسعى المركز إلى اجتذاب المجموعات الأكثر تميزاً والتي يمكن إدراجها ضمن برنامج الإكثار في الأسر لتحسين السلالات المنتجة وهي المجموعات الموجودة في كل من جنوب الجزيرة العربية في اليمن وسلطنة عُمان، والمجموعات المقيمة في تركيا وإيران، بالإضافة إلى المجموعات المهاجرة في كل من الصين ومنغوليا شرقاً وكازاخستان غرباً· وقد استطاع مشروع إكثار طيور الحبارى الذي ينفذه مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية أن يحقق نجاحاً متميزاً للجهود الاستراتيجية التي تبذلها دولة الإمارات لزيادة وتعزيز أعداد طيور الحبارى في الطبيعة· وقد نجح فريق المركز في زيادة أعداد طيور الحبارى المتكاثرة في الأسر في منشآته الواقعة بميسور في شمال المغرب· وقد ارتفع إنتاج المركز من 429 طائراً في عام 2000 إلى 3,866 طائراً في عام ·2006 في حين وصل إنتاج المركز في النصف الأول من عام 2007 إلى 8,000 طائر· كما اهتمت هيئة البيئة - أبوظبي ببرامج الإطلاق التي تهدف إلى إنتاج طيور نقية من حيث الجينات الوراثية ومن السلالات نفسها التي تعيش في مناطق الإطلاق، بالإضافة إلى توفير طرائد لتدريب الصقور لتقليل الطلب على طيور الحبارى البرية التي تستخدم في التدريب والتي يتم توفير نسبة كبيرة منها عن طريق المهربين ومن الذين يقومون بصيد الطيور الحية ونهبها من الأعشاش ومناطق التكاثر والهجرة ونقلها بصورة غير قانونية عبر الحدود، وإخفائها بوسائل وحشية كوضعها في الأكياس أو لفها حول الإطارات أو في أماكن سرية أخرى داخل وسيلة النقل، مما يعرضها للمرض والضعف والموت أثناء الرحلة أو بعدها بقليل· وقد تبنت ''الهيئة'' سياسة التعاون والمشاركة للوصول إلى أهدافها المرجوة، ويتضمن برنامجها في هذا الشأن بحوثاً مشتركة في مختلف المجالات المعنية بالتعاون مع الصين وكازاخستان وباكستان وسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية واليمن، منها على سبيل المثال قيام المركز الوطني لبحوث الطيور برصد التغيرات العددية لطيور الحبارى في كازاخستان بمساعدة جمعية البحوث الكازاخية، حيث تم إجراء المسوحات السنوية منذ عام 1998م خلال فصلي الربيع والخريف، وذلك بتغطية مسافة 20,000 كيلومتر سنوياً بين البيئات المحتملة لطيور الحبارى الآسيوية من شمال بحر قزوين إلى بحيرة بالكاش، الجدير بالذكر أن كازاخستان تستضيف معظم طيور الحبارى المتكاثرة في آسيا، وتستخدم كمحطة توقف للحبارى المهاجرة التي تتكاثر شرقاً· وعليه فإن كازاخستان قطر رئيسي لدورة حياة طيور الحبارى الآسيوية، وبذلك فإن التغيرات التي يتم قياس معدلاتها في هذا البلد، تمثل بلا شك مؤشراً جيداً لأعداد طيور الحبارى الآسيوية بشكل عام· حرص القيادة على التنمية المستدامة عانت طيور الحبارى فيما مضى تناقص أعدادها بشكل كبير، إلا أن أعدادها عادت لتتزايد من جديد بفضل الجهود التي تبذلها دولة الإمارات التي استندت على الرؤية الثاقبة والمبادرات الرائدة التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' والتي سعت إلى استعادة الأنواع المهددة بالانقراض وتحقيق التنمية المستدامة· وقد حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الاهتمام بتطوير الاستراتيجيات والخطط البيئية والتنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي بهدف تحقيق طموحات الدولة في تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على نقاء وسلامة البيئة وتطوير مواردها الطبيعية· المحافظة على الصقور وطيور الحبارى سبق وأن وضعت هيئة البيئة - أبوظبي استراتيجية عالمية للمحافظة على الصقور وطيور الحبارى تتضمن تنفيذ سلسلة من إجراءات الحماية للأعداد المتبقية من طيور الحبارى ومواطنها البيئية ومسارات هجرتها، وتنوعها الوراثي، وتدعو الاستراتيجية إلى تقليل تأثير أنشطة الصيد بالصقور والشراك على الحبارى التي تتعرض إلى مخاطر جدية تهدد بانقراضها من أهمها الصيد المكثف وتناقص البيئات المناسبة لهذه الطيور التي تفضل الحياة في المناطق البرية النائية، والبعيدة عن العمران والأنشطة البشرية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©