الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي بوشبص: رمضان يفيض بالروحانيات

علي بوشبص: رمضان يفيض بالروحانيات
16 سبتمبر 2007 04:58
الذكريات الرمضانية تبقى محفورة في الذاكرة وتمر علينا وكأنها وميض سريع، تدغدغ حواسنا، تبكينا أحياناً وتضحكنا أحياناً أخرى، ويعترينا حنين إلى تلك الأيام، ولسان الحال يقول: كم كانت رائعة تلك الأيام· علي سالم بن عبيد بوشبص بدأ حياته مدرساً في مدرسة حطين، ومن ثم نائب مدير مدرسة في المدرسة ذاتها، ليتبوأ بعدها منصب نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية، ومن ثم مدير مكتب الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والأوقاف في الشارقة، ومدير إدارة الوعظ وشؤون المساجد حالياً· ''الاتحاد'' التقت به وحاورته حول ذكرياته الرمضانية: ؟ ما أهم الذكريات المحفورة في ذهنك عن رمضان في فترة الطفولة والصبا والشباب؟ ؟؟ ذكريات الرمضانية كثيرة·· ولا يستطيع المرء استحضارها كاملة، ولكن يمكن إلقاء الضوء على لمحات منها، وأهم الذكريات المحفورة في ذاكرتي عن رمضان في فترة الطفولة تفيض بالروحانيات، وترتسم على وجوه الجميع ملامح التقوى والانغماس في طاعة المولى عز وجل· بدأت الصيام وأنا في الثامنة، وكان وقتها شاقاً علي، حيث كنت أقضي الصباح في المدرسة، وبعد الظهر اهتم بواجباتي، ثم اخرج عصراً لألعب مع أقراني بعض الالعاب الشعبية كالتيله وكرة (المصطاع) والمقصّي وغيرها، ثم أرجع إلى المنزل قرابة المغرب استعداداً لساعة الافطار، وكنت أستعد لساعة الافطار وصلاة التراويح والسحور، حيث كان لكل منها طعم خاص، ولم أكن أفوّت واحداً منها، ولو حصل مرة ولم أقم للسحور فإن صوم ذلك اليوم يكون شاقاً علي· ؟ ما الفرق بين الأكلات التي كانت توضع على موائد الإفطار في الماضي والحاضر؟ ؟؟ الأكلات الرمضانية كانت- وما تزال- موجودة حتى الآن، إلا أنه في الماضي اعتاد الأغنياء طبخ كميات كبيرة لتوزيعها على المعوزين، وخصوصاً أكلات لا تظهر إلا في المواسم مثل رمضان والاعياد، فمن أكلات رمضان الهريس والكباب والفرني والساقو والبلاليط والخبيص والباجلا والنخي والعيش والثريد والنشا والخمير والعسل والعرسية والعصيدة والتمر واللبن· وهذه الأكلات لم تختفِ اليوم عن مائدة الإفطار، لكن الفارق أنها في الماضي لم تكن موجودة إلا على موائد الاثرياء، ولم يكن في مقدرة فئة كبيرة من المجتمع توفيرها· أما اليوم- والحمد لله- فإن مائدة أفقر الناس تحفل بما لذا وطاب من شتى أنواع المأكولات والمشروبات· ؟ كيف كنت تقضي الأوقات في رمضان سابقاً؟ ؟؟ في شبابي اعتدت على تلاوة القرآن الكريم والصلاة والنوافل، ففي ليالي رمضان كنت ألتزم المسجد لأداء صلاة التراويح وقراءة القرآن، وفي نهار رمضان كان الدرس وقراءة القرآن ومساعدة الأهل في توزيع الأكل على الفقراء والمحتاجين، وهي عادة جميلة في المجتمع الإماراتي، وبعد صلاة التراويح وصلاة العشاء أذهب إلى زيارة الأهل والأصدقاء للاطمئنان على أحوالهم وزيارة بعض مجالس الاعيان للتهنئة والسلام، وهذه العادة ما زالت مستمرة بين كثير من أهل البلاد· ؟ كيف كانت علاقة الغني بالفقير بهذا الشهر الفضيل سابقاً والآن؟ ؟؟ كانت علاقة الغني بالفقير علاقة حميمة تسودها المودة والرحمة والتعاطف والاهتمام والتعأون المثمر، فرمضان اليوم مازال يشبه رمضان الأمس إلى حد ما، والعلاقة قائمة حتى الآن، حيث يعم البلاد الخير والبركة في كل شيء· ؟ كيف تقارنون بين المجالس الرمضانية التي كانت تعقد في السابق، وتلك التي تعقد الآن؟ ؟؟ المجالس الرمضانية في الماضي كانت مجالس ذكر وعبادة وحفظ للقرآن الكريم، وكانت عامرة بالزوار وتعج بالاهل والاصدقاء، وكانت تسودها الأحاديث الودية والمجتمعية كل حسب عمله وأحواله، ومعظمهم من أهل صيد السمك والتجار والمزارعين ومن يأتي اليهم من الزوار القادمين من الإمارات الأخرى أو جماعات البدو الذين كانت الصلة معهم ضرورية لشراء بعض المواد· أما اليوم فإنها مازالت موجودة مع اختفاء نسبة كبيرة من ميزاتها· ؟ هلا وصفت لنا المظاهر الاحتفالية في رمضان في السابق من زينة وتجهيزات، تحديداً في البيوت؟ ؟؟ لم تكن مظاهر احتفالية معينة في رمضان، حيث لم يكن همّ الناس الاهتمام بالمظاهر كما هو الحال اليوم، أما اليوم فيخرجون إلى الاسواق للشراء، كما ان الشوارع والبيوت مضاءة بزينة المصابيح وغيرها· ؟ كيف تقضي أوقاتك في رمضان المبارك كل عام؟ ؟؟ أقضيها- والحمد لله- في قراءة القرآن الكريم وفي الذكر والدعاء والاستغفار· أما بالنسبة للعمل فإنني آخذ إجازتي في رمضان من كل عام، لأتفرغ لطاعة الله سبحانه وتعالى وفي توجيه الأبناء لاستغلال الأوقات في مرضاة الله وعدم تبديد الوقت بما لا يجدي ولا ينفع·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©