السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحفيظ

الحفيظ
16 سبتمبر 2007 05:03
الله تعالى خالق الكون بما فيه من موجودات وحفظه من الأخطار والأضرار فهو الحافظ للسماوات والأرض والملائكة والإنسان والحيوان والنبات ولهذا كان الحفيظ اسماً وصفة له تعالي· ويقول د· منيع عبدالحليم محمود العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة: الحفيظ يصون ويحمي ويحفظ كل شيء من خطر أي شيء وهذه صفة جلالية وجمالية لله تعالى وحده، ويُفهم معنى اسم الله الحفيظ بفهم معنى الحفظ نفسه، وهو على وجهين: الاول يتعلق بدوام وجود الموجودات وبقائها ويضاده الفناء فالله تعالى هو الحافظ للسماوات والارض والملائكة والموجودات التي يطول امد بقائها والتي لا يطول امد بقائها مثل الحيوان والنبات· والوجه الثاني يتعلق بصيانة المتعاديات والمتضادات مثل الماء والنار، والحرارة والبرودة وقد جمع الله تعالى بين هذه المتعاديات وحفظها بتعديل قواها ولولا حفظه لها والتوازن الذي جعله بينها لهلكت المخلوقات بفعل اضرار كل منها· ويضيف د· منيع: يقول الله تعالى ''ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين'' ويتسق معنى هذه الآية مع اسم الله تعالى الحفيظ فلا يجري سبحانه وتعالى على عبده ذلا ولا ضعفا بل يتولاه برعايته فيجعله في حفظه فالانسان هو خليفة الله في الارض ومعنى كونه خليفة ان الله تعالى يعطيه ويمتعه بصفاته الجمالية ومنها الحفظ الذي ينشأ عن اسم الحفيظ، وهو الحفظ في مجالات متعددة تشمل حفظ العقيدة والنفس والمال والعرض وقد جعل الله تعالى الحفاظ على هذا من الفروض الجوهرية لما له من اهمية قصوى في حياة الانسان فمثلا يحفظ الله تعالى الانسان من الشيطان ويبعده عنه من خلال منظومة متكاملة من الاوامر والنواهي تحفظ الانسان من الوقوع فريسة لوساوس الشياطين وينطبق هذا على الحفاظ على النفس والمال والعرض وكل شيء فيه افادة للانسان يحفظه الله تعالى للانسان بشرط ان يتقي الانسان ربه فاذا اتقى ربه في اقواله وافعاله كان الله تعالى في عونه بحفظه دائما حتى ما يظنه شرا يجده خيرا له مصداقا لقوله تعالى: ''وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم'' وكما حفظ الله للانسان حياته فانه يحفظ ايضا شتى المخلوقات والموجودات في الكون بالحماية والرعاية وتوفير سبل معيشتها ووجودها· وأما الحفيظ من العباد فهو من يحفظ جوارحه وقلبه ويحفظ دينه من سطوة الغضب وغلبة الشهوة وخداع النفس وغرور الشيطان فانه على شفا جرف هار وقد اكتنفته هذه المهلكات المفضية الى البوار والافلاس من الخير·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©