الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالرحمن بن عوف.. مجاهد في الله بالمال والنفس

16 سبتمبر 2007 05:06
عندما عرض عليه أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- الإسلام لم يتردد في إعلان إسلامه، فكان اسلامه بعد أبي بكر بيومين فقط، هو عبد عمرو بن عبد عوف بن الحارث من بني زهرة، وقد اختار له الرسول اسم ''عبدالرحمن'' فسعد به كثيرا، وفي دار الأرقم بن أبي الأرقم تلقى تعاليم الاسلام وانفتح قلبه لما نزل من القرآن حتى صار أحد الذين يفتون على عهد رسول الله لكثرة علمه وحفظه للقرآن وكتابته للوحي، وكان عبدالرحمن بن عوف واحدا من الذين هاجروا الى الحبشة ولكنه عاد سريعا، ثم هاجر الى المدينة وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، والذي عرض عليه نصف ماله، ونصف داره، وإحدى زوجتيه، ولكنه رفض ذلك وخرج الى السوق يحمل على كتفه حطبا يبيعه للناس، وعندما تزوج لم يملك سوى أن يدفع وزن نواة من ذهب مهرا، فقال له الرسول داعيا له: اذبح ولو شاة للمسلمين، بارك الله لك في مالك· وذبح عبدالرحمن هذه الشاة واستجاب الله دعاء رسوله، وبارك في مال عبدالرحمن حتى صار واحدا من أغنى أغنياء المدينة ليجمع عبدالرحمن بين العلم والجهاد والغنى وهو ما لم يجتمع إلا لقليل من الصحابة· وشهد عبدالرحمن بن عوف الغزوات والمعارك كلها مع رسول الله، فلم يشغله ماله ولم تلهه تجارته عن الجهاد أو العلم، بل كان المال عونا له على الطاعة والجهاد، ودفع نصف ماله لرسول الله لكي يجهز به جيشا خرج لقتال المشركين، فدعا له الرسول قائلا: ''بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت''· وتوفى النبي وبقيت دعوته لعبدالرحمن، فظل يربح الربح الوفير في تجارته حتى صار ما في بيته من المال أكثر مما في بيت مال المسلمين، ولكنه مال الرجل الصالح الذي يتصدق به على المسلمين، ويتقرب به الى الله تعالى، وقال رسول الله لزوجاته قبل موته: ''لن يحنو عليكن بعدي إلا الصالحون''، فكان عبدالرحمن بن عوف واحدا من هؤلاء، فقد بعث الى أمهات المؤمنين بمال وفير وفاء لرسول الله فدعت له عائشة فقالت: ''سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©