السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاضلة بين زوجتين

مفاضلة بين زوجتين
16 سبتمبر 2007 05:08
رجل من بني نوفل بن عبد مناف قال لما أصاب نصيب من المال ما أصاب، وكانت عنده أم محجن وكانت عجوز اشتاق الى غيرها، فتزوج امرأة سرية بيضاء، فغضبت أم محجن وغارت عليه، فقال لها: والله يا أم محجن ما مثلي يغار عليه· إني شيخ كبير، وما مثلك يغار إنك لعجوز كبيرة، وما أحد أكرم عليّ منك ولا أوجب حقاً، فجوزي هذا الأمر ولا تكدريه عليّ· فرضيت وقربت ثم قال لها بعد ذلك: هل لك ان أجمع إليك زوجتي الجديدة، فهو أصلح لذات البين، وألم للشعث وأبعد للشماتة؟ فقالت: نعم افعل وأعطاها دينارا وقال لها: إني أكره ان ترى بك خصاصة أن تفضل عليك، فاعملي لها إذا أصبحت عندك غداً بهذا الدينار، ثم أتى زوجته الجديدة فقال لها: إني أردت أن أجمعك إلى أم محجن غداً، وهي مكرمتك وأكره أن تفضل عليك أم محجن، فخذي هذا الدينار فأعدي لها به إذا أصبحت عندها غداً لئلا ترى بك خصاصة، ولا تذكري لها الدينار، ثم أتى صاحباً له يستنصحه فقال: إني أريد أن أجمع زوجتي الجديدة إلى أم محجن غداً، فائتني مسلماً فإني سأستجلسك للغداء، فإذا تغديت فسلني عن أحبهما إليّ، فإني سأنفر وأعظم ذلك، فإذا أبيت عليك ألا أخبرك فاحلف عليّ، فلما كان الغد زارت زوجته الجديدة أم محجن، ومر به صديقه، فاستجلسه فلما تغديا أقبل الرجل عليه، فقال: يا أبا محجن أحب أن تخبرني عن أحب زوجتيك إليك· فقال: سبحان الله! أتسألني عن هذا، وهما يسمعان ما سأل عن مثل هذا أحد· قال: فإني أقسم عليك لتخبرني، فوالله لا عذرتك ولا أقبل إلا ذاك· قال: أما إذا فعلت فأحبها إليّ صاحبة الدينار والله لا أريد على هذا شيئاً، فأعرضت كل واحدة منهما تضحك ونفسها مسرورة وهي تظن أنه عناها بذلك القول· كل زوجة طالق ثلاثاً القاضي أبو الحسين بن عتبة قال: كانت لي ابنة عم موسرة وتزوجتها، فلم أوثرها لشيء من الجمال ولكني كنت أستعين بمالها وأتزوج سراً، فإذا فطنت بذلك هجرتني وطرحتني وضيقت عليّ الى أن أطلق من تزوجتها ثم تعود إليّ، فطال ذلك عليّ، وتزوجت صبية حسناء موافقة لطباعي، فمكثت معي مدة يسيرة وسعي بها الى ابنة عمي، فأخذت في المناكدة والتضييق عليّ، فلم يسهل عليّ فراق تلك الصبية فقلت لها: استعيري من كل جارة قطعة من أفخر ثيابها، حتى يتكامل لك خلعة تامة الجمال· وتبخري بالعنبر واذهبي إلى ابنة عمي فابكي بين يديها، وأكثري من الدعاء لها والتضرع إليها الى ان تضجريها، فإذا سألتك عن حالك، فقولي لها: ان ابن عمي قد تزوجني، وفي كل وقت يتزوج عليّ واحدة، وينفق مالي عليها وأريد ان تسألي القاضي معونتي وإنصافي منه، فإني أقدمه اليه فإنها سترفعك إليّ، ففعلت فلما دخلت عليها واتصل بكاؤها رحمتها، وقالت لها فالقاضي شر من زوجك، وهكذا يفعل بي وقامت فدخلت عليّ وأنا في مجلس لي وهي غضبى ويد الصبية في يدها، فقالت: هذه المشؤومة حالها مثل حالي، فاسمع مقالها واعتمد انصافها، فقلت: ادخلا، فدخلتا جميعاً فقلت لها: ما شأنك؟ قالت: فذكرت ما وافقتها عليها، فقلت لها: هل اعترف ابن عمك بأنه قد تزوج عليك؟ فقالت: لا، والله· وكيف يعترف بما يعلم أني لا أقره عليه· قلت: فشاهدت انت هذه المرأة وقفت على مكانها وصورتها، فقالت: لا والله· فقلت: يا هذه اتقي الله ولا تقبلي شيئاً سمعته، فإن الحساد كثير والطلاب لإفساد النساء كثير والحيل والتكذيب، فهذه زوجتي قد ذكر لها أني تزوجت عليها، وكل زوجة لي وراء هذا الباب طالق ثلاثاً، فقامت ابنة عمي فقبّلت رأسي وقالت: قد علمت انه مكذوب عليك أيها القاضي، ولم يلزمني حنث لاجتماعهما بحضرتي· ثلاثة أسئلة روى المبرد في الكامل ورواه غيره عن الخليل بن أحمد أنه كان في سفر ومر بالبادية وقد أظلم الليل فرأى صومعة لراهب فدق عليه وطلب استضافته فقال له الراهب: ومن أنت؟ قال الخليل بن أحمد، فعرفه وقال له: أأنت الذي يقولون عنك انك واحد زمانك في علمك بالعربية؟ قال: كذلك يقولون ولست كذلك، قال الراهب: إن أجبتني عن ثلاثة اسئلة إجابات شافية فتحت لك وأكرمتك، قال: سل ما بدا لك، قال: أليس يُحكم على الغائب، بالشاهد الحاضر؟ قال: بلى، قال: فإنك تزعم ان الله تعالى ليس جسماً محيزاً ولا شيء مثله، فبأي شيء أثبته؟ وتزعم ان أهل الجنة يأكلون ويشربون ومع ذلك فليس للأكل فضلات، وأنت ترى ان كل آكل شارب له فضلات؟ وتقول ان نعيم الجنة يبتدئ ولا ينتهي، وأنت ترى ان كل ما له أول لابد ان يكون له نهاية؟ قال الخليل: أما عن الله تعالى فقد استدل عليه بالشاهد الحاضر من أعماله ومخلوقاته، وفي الشاهد مثل ذلك، فالروح يحس بها الإنسان تحت كل شعرة له ولا ندري ما جوهر الروح ولا أين هي، فإذا خرجت عن الإنسان ومات لم يحس بشيء! وأما عن الأكل فالجنين في بطن أمه يتغذى وليس له فضلات! وأما الجنة فالحساب يبدأ بواحد وليس له نهاية! ففتح له واستقبله وأكرمه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©