السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التدريب ليس كالقراءة

16 سبتمبر 2007 22:59
كون المرء جيداً في شيء ما، وكونه جيداً في تعليم الآخرين كيفية القيام بهذا الشيء، أمران مختلفان في المهارات والقدرات· وتشير صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إلى أن الأمر أشبه ما يكون بدروس تعليم السباحة عندما يقول المدرب المحترف للمتدرب المبتدئ وهو يتخبط في الماء بغير علم: ''راقبني'' بينما هو يغيب عن النظر في الطرف الآخر من بركة السباحة· وهذه المسألة ذات صلة وثيقة بكتب الإدارة والأعمال وكتيبات المشاريع التجارية والتي تحمل جميعها رسالة رئيسية واحدة تتلخص في: ''أن بمقدور أي شخص القيام بذلك''· ويتساءل الكاتب عما إذا كانت المهارة أو الحظ هي المساهم الأكثر أهمية في نجاح المشاريع التجارية التي نشاهدها على المستوى المحلى أو الإقليمي أو العالمي، كما لا يعلم ذلك أي من هؤلاء المؤلفين لتلك الكتب· لكن الأمر في الواقع يقع ضمن المعتقد الشخصي في أن تجربتك الخاصة الناجحة تظهر لك أن أي شخص يمكنه القيام بذلك، وهذا غير صحيح إطلاقاً حيث لا يمكن تعلم وحفظ وتطبيق تلك الأفكار التي تقدمها تلك الكتب بل على الشخص أن يسعى إلى النجاح متسلحاً بالعلم والإرادة· ويوضح كاتب المقال إن ذلك لا يعني أن تلك الكتب عديمة الجدوى وخير دليل هي مراجعات القراء في موقع ''أمازون دوت كوم'' حيث رسائل العرفان والتقدير المؤثرة التي توضح كم الإلهام الذي منحته تلك الكتب لهؤلاء الناس، هذا هو الدور الذي يمكن لمثل هذه الكتب أن تلعبه· ولكن في الجهة المقابلة لا يمكن لأي شخص أن يتخيل بجدية أنه من خلال قراءة مذكرات رجل أعمال ناجح في مجال العقارات يمكن أن يتعلم كيف يصبح ناجحاً في العقارات، ولكن بعض الأطفال الذين يقرأون تلك الكتب يمكن أن يشتعل فيهم الطموح للنجاح في عالم المال والأعمال أو في الحياة· إن الخطأ الذي يقترفه مؤلفو وناشرو الكتب التي تتحدث عن الأعمال هو خلط كتاب حول ''ما قمت به'' بكتاب حول ''كيف يمكنك القيام بذلك''، والنتيجة تعطينا رؤية من السيرة الذاتية لشخص ما عن طريق المصادفة فقط ولا تملك الكثير مما يمكن أن تقدمه من حيث النصيحة المفيدة· إن مهارات المدرب ليست هي مهارات الممارس ذاتها، وهذا صحيح في عالم المال والأعمال·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©