مربّعة الحيل·· الحصن المنيع للشرقيين

تعود الحصون والقلاع في المناطق الشمالية من دولة الإمارات لفترة غزو البرتغاليين في القرن 17 الميلادي، وتقع معظمها عند الحدود وبالقرب من شواطئ البحر أو في أعالي الجبال بهدف الدفاع والمراقبة وحماية القرى المجاورة· ومن الحصون التي بنيت بهدف صد الاعتداءات وتوفير الحماية والأمان لقاطنيه حصن الحيل أو ''مربعة الحيل'' كما يطلق عليها البعض بسبب شكله المربع· ويقع الحصن في إمارة الفجيرة ويبعد عن المدينة نحو خمسة عشر كيلومتراً في جهة الجنوب الغربي· بنى الحصن المرحوم الشيخ عبدالله بن حمدان الشرقي قبل ما يزيد عن 150 عاما، ويقع بين الجبال العالية الشاهقة ويطل على وادي الحيل، وهو عبارة عن وحدة بنائية تمثل مجمعاً سكنياً كبيراً يحتوي على قاعات للاستقبال وأخرى للاجتماعات وغرف للنوم ومخازن ومطبخ ويحيطه سور قوي مزود بفتحات لرمي الأسلحة الكبيرة والصغيرة، وتتزين جدرانه من الداخل بديكور بديع· ويتبع الحصن برج للمراقبة على قمة الجبل يطل على الحصن· ويرجح أن البرج بُني في نفس الوقت من الطمي والطابوق الطيني المحروق والصخور الجبلية والجذوع الخشبية وسعف النخيل· واستمد الحصن شهرته من كونه المقر السابق لحكام إمارة الفجيرة، خاصة خلال فترة المغفور له الشيخ حمد بن عبدالله الشرقي الذي حكم إمارة الفجيرة حتى عام ·1942 وتنقسم المربعة لقسمين: قسم لمقر الحاكم والقسم الثاني للحراسة والمراقبة، ويسكن المنطقة قبيلة الكنود وهم من أحد فخوذ الشرقيين أهالي المنطقة الأصليين· حصن الحيل يحكي الآن شموخ الماضي، وراسخ يحكي ذكرياته للأجيال المعاصرة·