الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق وواجبات تُدخِل الجنات

16 سبتمبر 2007 23:47
يؤمن المسلم بملائكة الله، وأنهم خلق من أشرف خلقه، وعباد مكرمون خلقهم الله من نور، كما خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، وأنه تعالى وكّلهم بوظائف فهُم بها قائمون، وهذا الحق الذي نطوف حوله هو حق الإيمان بالملائكة والتعرف على أعمالهم، فالمسلم يدرك أن الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان، حيث يقول الله تبارك وتعالى في ختام سورة البقرة، وهو أصدق القائلين: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) (البقرة:285)، وفيما رواه الإمام البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ''الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله''، وهذا الركن الركين والأصل المكين لابد أن يدرك المسلم أن له عدة فروع ومنها: أن الإيمان بالملائكة أصل للإيمان بوحي الله ورسله، لأن وحي الله تعالى يصل إلى النبي عن طريق ملك من الملائكة وهو جبريل أمين الوحي، فإذا جحد الإنسان وجود الملائكة فقد جحد إنزال الكتب الإلهية وجحد رسالة الرسل، ولذلك قدم القرآن الإيمان بالملائكة على الإيمان بالكتب والرسل· مخلوقات من نور والمسلم يعلم أن الملائكة مخلوقات نورانية خلقت من نور، ولذلك قال حبيب رب العالمين وسيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه مسلم في صحيحه: ''خلقت الملائكة من نور''، ولا نخوض بالجدال في نوعية هذا النور، فإن رسولنا لم يبين لنا ذلك، وإنما بين لنا أنها مخلوقة من نور وكفى· ومن صفات الملائكة التي يتأدب المسلم معها أنهم ليسوا ذكوراً ولا إناثاً، ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون ولا يتوالدون، فهم مطهرون من الشهوات الحيوانية ومبرأون عن الميول النفسية، ويؤمن المسلم بأن للملائكة أجنحة، وكلٌّ على قدر عظمته عند ربه، فها هو رب العالمين في ملكوته يحدثنا عن ذلك في كتابه الكريم فقال أعظم القائلين: (الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) (فاطر-1)، ومن خلال هذا الحق يعلم المسلم عِظم خلق الملائكة، حيث يقول الله تبارك وتعالى في محكم آياته وتنزيله: (يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (التحريم-6)، ويعلم المسلم أن الملائكة قد خلقهم الله على صورة جميلة كريمة، قال سبحانه وتعالى في حق جبريل: (علمه شديد القوى· ذو مرة فاستوى) (النجم 5-6)، ويقول الإمام النسفي في تفسيره: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ذو مرة أي ذو منظر حسن، وقد تقرر عند الناس وصف الملائكة بالجمال، ووصف الشياطين بالقبح، ولذلك تراهم يشبهون الجميل من البشر بالملك، اسمع إلى ما قالته النسوة في حق يوسف عندما رأينه وخرج عليهن (فلما رأينه أكبرنه وقطّعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم) (يوسف-31)· أسماء الملائكة وأعمالهم وهناك ملائكة لابد أن يعرفهم المسلم ويعرف أسماءهم، وهذا من حسن الأدب ومن جوهر هذا الحق لهم على العباد، وكذلك لابد أن يعلم الأمور الموكلة إليهم من الله تبارك وتعالى، فمنهم سيدنا جبريل أمين الوحي، وهو الملك الموكل بالوحي من الله إلى رسله عليهم جميعاً الصلاة من الله والسلام، يقول الله في كتابه (قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله···) (البقرة-97)، وميكائيل وهو الملك الموكل بالمطر وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله عز وجل، وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، كما عند الطبراني ''أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل على أي شيء ميكائيل أي على أي شيء موكل ويعمل ميكائيل؟ قال على النبات والقطر'' والقطر هو المطر· ومنهم الموكل بالصُّور وهو إسرافيل ينفخ فيه ثلاث نفخات بأمر ربه عز وجل ''الأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة الصعق، والثالثة نفخة القيام لرب الأرض والسماء· وقد أخرج الإمام أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أن يؤذن له''· ومنهم الموكل بقبض الروح وهو ملك الموت وأعوانه حيث يقول الله تبارك وتعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) (السجدة-11)، وقال سبحانه وتعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) (الأنفال-50) وقال في شأن المؤمنين (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين···) (النحل-32)· ومنهم الموكل بحفظ العبد، يقول الله تبارك وتعالى (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله···) (الرعد-11)· ومنهم الموكل بحفظ عمل العبد من الخير والشر وهم الكرام الكاتبون، وهؤلاء يشملهم قول الله تبارك وتعالى (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد)(ق: 18) وقوله تعالى: (كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون) الانفطار [11-21]·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©