الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفيلي فقيه

طفيلي فقيه
16 سبتمبر 2007 23:49
أقام جعفر بن القاسم الهاشمي مأدبة غداء في بيته ودعا إليها نفراً من كبار القوم من أصدقائه منهم أبو عمرو نصر بن علي· وكان أبو عمرو له جار يتطفل كثيراً· ولما اجتمع الأضياف، وجلسوا على مائدة الطعام، نظر أبو عمرو فرأى جاره الطفيلي موجوداً وجالساً بين المدعوين فأدرك أنه ليس مدعواً وإنما جاء متطفلاً، فأراد أن يلقنه درساً فنظر إلى الضيوف وقال: أعجب لمن لا يعرف لنفسه كرامة، فيقع في مهاوي الملامة· قال البعض أوضح· قال أرى البعض يتطفلون على موائد الطعام، ينتظرون الإكرام، فيأكلون السحت والحرام، وقد حدثنا نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ''من دخل دار قوم بغير إذنهم فأكل طعامهم دخل سارقاً، وخرج مغيرا'' قال ذلك وأطال النظر الى ذلك الطفيلي، فقال الطفيلي في الحال موجهاً الكلام إليه: أنفت لك والله يا أبا عمرو من هذا الكلام، فإنه ما من أحد من الجماعة إلا وهو يظن أنك تعرض به دون صاحبه، أولا تستحي أن تكون ضيفاً ولست داعياً وتتكلم بمثل هذا الكلام على مائدة سيد من أطعم الطعام، فتدخل نفسك فيما لا يعنيك، وتبخل بطعام غيرك على من سواك؟ ثم لا تستحي أن تحتج بحديث ضعيف، والمسلمون على خلافه، لأن حكم السارق القطع، وحكم المغير التعزير، ولم نر مثل هذه العقوبات وقعت على مثل ما زعمت من حوادث· ويدعوك جهلك بالسُنة أن تترك الحديث الصحيح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ''طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية'' وهو حديث صحيح الإسناد والمتن· فقال جعفر بن القاسم صاحب الدعوة إن دارنا مفتوحة، ونحن نسعد بالضيوف، وحاشا لله أن يدخل عندنا طفيلي، لأن أي إنسان دخل عندنا اعتبرناه مدعواً وإن لم ندعه! فأفحم أبو عمر وسقط في يده ورمقه الحضور بالاستهجان فخرج سريعاً· فصاحة أراد حاتم الخروج للحج فتعلقت به زوجته وأبناؤه أن يتركهم وليس لديهم مطعم ولا مشرب إلا أصغر أولاده وهي طفلة لم تشترك معهم فعنفتها أمها فقالت: يا أماه إن كنتم تظنون ان أبي هو الرزاق فتمسكوا وإن علمتم أن الرزاق هو الله فدعوا المرزوق يحج! وخرج حاتم لوجهه وتصادف ان أمير البلدة خرج لصيد وانقطع عن حاشيته واستبد به الظمأ فطرق بيتاً وهو بيت حاتم فخرجت الطفلة نفسها فسألها عن ماء وهي لا تعرفه فأجابته اجابة طيبة ثم أحضرت له ماء بارداً، فارتوى وكانت حاشيته أدركته فأمر للفتاة بأربعمائة دينار ففرحت الأسرة، أما الطفلة فانطلقت بالبكاء فعجبت أمها وقالت: لِمَ تبكين وقد اغتنينا؟ قالت: ان عبداً نظر الينا فأغنانا فما بالك لو نظر الله إلينا؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©