ثلاثة أسباب وراء عودتي لـ "أبوظبي الرياضية"

بعد غياب 3 سنوات عاد إلى بيته ليبدأ المشوار من جديد مع قناة ''أبوظبي الرياضية''· عاد بطموح جديد وبهدف إعادة القناة إلى سابق عهدها لتكون ''العروس'' المتألقة بين القنوات الرياضية العربية· أنه المعلق المتألق علي سعيد الكعبي صاحب المشوار الحافل على مدار 20 عاماً حفر خلال هذه الفترة اسمه بحروف من نور ليكون واحداً من ألمع وأشهر الأصوات في دنيا التعليق على الساحرة المستديرة· فتح الكعبي قلبه لـ''الاتحاد الرياضي'' وتحدث عن أسرار عودته إلى قناة أبوظبي خاصة أنه كان نجماً متألقا في قناة الجزيرة الرياضية كما أنه كان يقوم بالتعليق على أقوى الدوريات الأوروبية مثل الإيطالي والإسباني، وتطرق الكعبي إلى العديد من الجوانب التي تتعلق بالتعليق ورأيه في الجيل الجديد من المعلقين وهناك أيضاً العديد من المحاور فكان هذا الحوار: لماذا عدت إلى '' أبوظبي الرياضية '' رغم تواجدك في أقوى قناة عربية رياضية ؟ 3 أسباب وراء عودتي لـ '' أبوظبي الرياضية '' يأتي في مقدمتها الاستقرار حيث إنني أرهقت كثيرا من السفر طوال الثلاث سنوات الماضية، وفي الحقيقة لا أريد أن يكبر أبنائي وأنا بعيد عنهم والسبب الثاني أنني أعشق التحدي، والكل يعلم أن قناة أبوظبي في الفترة الأخيرة تراجعت كثيرا وأتمنى أن أكون أحد الذين سيساهمون في عودتها من جديد إلى سابق عهدها، وأخيرا أعتقد أن الإعلامي الكبير محمد نجيب يستحق أن يقف معه الجميع في ظل الحرص الكبير الذي يوليه منذ توليه منصب مدير القناة فهو يسابق الزمن من أجل عودة القناة إلى مكانها الطبيعي في المقدمة، وهنا أقول أن العلاقة التي تجمعني مع ''بو زايد'' كانت أيضا أحد أسباب عودتي للقناة· ترددت شائعة بأن عودتك للقناة مرتبطة بمنصب قيادي·· ما تعليقك ؟ أنت قلت إنها شائعة·· محمد نجيب طلب مني أن أكون معلقاً ولو طلب أي شي آخر لما ترددت في ذلك، وأؤكد أنني في الفترة الحالية، لا أبحث عن المناصب بقدر ما أبحث عن الهدوء والاستقرار· ما تقويمك لتجربة ''الجزيرة الرياضية'' ؟ بدون مجاملة، لن أقول أنها الأجمل لأن عندي رصيد 17 عاماً سابقة مع ''أبوظبي الرياضية''، ولكن أعتقد أنها كانت أكثر من رائعة، وتعلمت منها الكثير فالعمل بقناة محترفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أفادني كثيرا من الناحية المهنية، وأرى أن القنوات الرياضية الأخرى ستحتاج إلى سنوات من أجل أن تصل إلى مستواها فهناك تجد أساتذة كبار كل واحد في مجاله، وأقولها بكل صراحة إن الجزيرة الرياضية ستبقى سيدة القنوات العربية الرياضية· ارتبط اسمك بالدوري الإيطالي 6 سنوات مع '' أبوظبي الرياضية '' وتواصل في الجزيرة فهل عودتك تعني عودة الكالشيو من جديد إلى أبوظبي ؟ ارتباطي بالدوري الإيطالي في أبوظبي والجزيرة هو مسألة توفيق لا أكثر ولا أقل، واعتقد أن ليس من الصعب أن يعود الكالشيو من جديد إلى أبوظبي، ولكن من الصعب أيضا أن تفرط فيه الجزيرة، عموما المعلق يجب أن لا يرتبط بحدث معين فعليه دائما أن يكون مستعدا لكل البطولات والأحداث، وفي الحقيقة أتمنى عودة الدوري الإيطالي من جديد إلى أبوظبي في الفترة الحالية فهناك فريق عمل قادرعلى تقديم مادة دسمة للمشاهدين الذين مازالوا يشيدون بتغطية أبوظبي سابقا للدوري الإيطالي، وأتمنى أن تكون هذه رسالة وحافز للمسؤولين عن شركة أبوظبي للإعلام بقيمة هذا الدوري· في رأيك ما أفضل تغطية للدوري الإيطالي ؟ من الصعب أن أجيب على هذا السؤال ففي النهاية هذه مسألة أذواق فإذا كنا نتحدث مثلا على مستوى التعليق ففي أبوظبي كان هناك نخبة من المعلقين مثل علي حميد وأحمد الطيب وفارس عوض وإذا كنا نتحدث عن الجزيرة فهناك نخبة أخرى من المعلقين مثل عيسى الحربين وفيصل شعبان ومحمد بركات وهشام الخالصي وبالتالي أعتقد أنه من الصعب جدا تحديد الأفضل وإن كنت أرى أن القناتين قدمتا تغطية متميزة للدوري الإيطالي مع الأخذ بالاعتبار أنه لا يوجد مثالية في الإعلام· دعم للقناة علي سعيد من مؤسسي ''أبوظبي الرياضية'' وكنت أول مدير لها والجميع يشهد بتألقها في تلك الفترة·· بصراحة ماذا تتوقع لها في الفترة المقبلة؟ النوايا وحدها لا تصنع التميز، يجب أن يكون هناك دعم كبير ومتواصل للقناة ، وأود أن أشير إلى نقطة هامة في هذا الجانب بأن مسألة لديك حقوق لدوري معين هي مسألة وقت فكل شي من الممكن أن يعود لك مرة أخرى والأهم من ذلك أن هناك حقيقة يجب أن يدركها الجميع بأن الأحداث الكبيرة وحدها لا تصنع التميز· حقيقة ما أراه في أبوظبي الرياضية حاليا شيئا يدعو للتفاؤل فالإصرار الكبير والحماس الذي أشاهده في وجه كل العاملين في القناة من مذيع ومقدم ومعلق ومخرج ومراسل وفني يؤكد بأن هناك نية في تغيير صورة القناة ولا يحق لي للحظة التحدث بلسان مدير القناة سأؤكد للجميع بأنهم سيشاهدون على قناة أبوظبي مسابقة الدوري بطعم مختلف هذا الموسم من حيث النقل التلفزيوني والبرامج ونوعية التغطية في الاستديو والملعب وأيضا في التعليق· إنجاز وطني كل معلق إماراتي ارتبط صوته بإنجاز وطني إلا علي سعيد بماذا تفسر ذلك ؟ كل معلق ارتبط اسمه بإنجاز وطني يحسب له وأعتقد أن الظروف هي التي تخدم المعلق فعلى سبيل المثال في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1990 ارتبط اسم عدنان حمد بالتأهل إلى المونديال من خلال انفعالاته المنطقية ووصفه للحدث بشكل جيد يتذكره الناس حتى الآن، وأيضا كأٍس الخليج الأخيرة أعتقد أن علي حميد وفارس لاشك أنهما أسماء علقت في الأذهان· وفي النهاية أقول أتمنى أن يرتبط اسمي بإنجاز وطني ولكن في نفس الوقت يجب أن تنتهي ظاهرة المعلق الأوحد حيث تجد معلقا واحدا يعلق على مباريات المنتخب ونادي معين وقد يكون هذا الأمر مقبولا في فترات ماضية ولكن في الوقت الحالي أعتقد بأن أصبح لدينا جيل مميز من الشباب وعليه أن يؤخذ فرصته الكاملة· في عام 88 بدأت التعليق متأثرا بالمعلق يوسف سيف الذي صرح في الفترة الأخيرة بأنك أفضل معلق·· هل هي مجاملة متبادلة ؟ على الأقل بالنسبة لي لم أكن أجامل يوسف سيف فهو من وجهة نظري المعلق الأول في الوطن العربي، وقد سمعت مؤخرا أن يوسف ايضا قال إنني الأفضل وبلا شك أن هذه شهادة أعتز بها فعندما تأتي من استاذ كبير مثل يوسف سيف فإنها بلاشك تسعدني كثيرا وأقول في حق هذا الرجل أن هناك معلقين يبهرونك في التعليق وآخرين يبهرونك بأخلاقهم فأما يوسف سيف فهو يجمع بين الأمرين· ولكن أفضل شهادة تأتي من الجمهور فالمعلق دائما مقياسه الجمهور ولا يمكن أن أنسى وقفة الجمهور معي طيلة سنواتي في هذا المجال ولعل ما حدث معي في الجزيرة في آخر مباراة خير دليل فقد كانت ردة الفعل مؤثرة جدا ، محبة الناس الطبيعية البعيدة عن المصالح الشخصية هي رأس مال المعلق · يطلقون عليك لقب المعلومة ما السر في ذلك وهل كنت متأثرا بالمعلق أكرم صالح؟ نعم تأثرت بأكرم صالح وأعتقد بأنني محظوظ جدا لأنني لحقت على هذا المعلق الرائع وأحب أن أعرف القراء بهذا الرجل، هو معلق فلسطيني عاش في بريطانيا لظروف بلده وكان يعلق على مباريات كأس انجلترا ويصلنا صوته عن طريق إذاعة الـ ''بي بي سي'' وأنعم الله على هذا الرجل بصوت جميل وإلقاء فطري حيث يعتمد في المعلومة على المخزون الثقافي وليست المعلومة المعدة، أما الشطر الأول من السؤال فلا يوجد أي سر وكل ما في المسألة بأن الشخص عندما يعشق شيئا فإنه دائما يسعى لتطويره وكوني أحب التعليق فكنت دائما أقرأ وأثقف نفسي كثيرا وأتذكر أنني تعبت كثيرا في بداياتي فقد كنت أشتري صحفا إيطالية وانتظر أن يترجمها لي بعض الأصدقاء وبالتالي هذا كله يعني أنني كنت أبحث عن شي جديد مع الأخذ بالاعتبار بأنني لا أقرأ من أجل أن أقول معلومة في التعليق ولكن ربما تأتي هذه المعلومة بمفردها· جيل مميز ما رأيك في الجيل الحالي من المعلقين في الإمارات؟ الجيل الحالي جيد فاليوم تشاهد أكثر من 10 معلقين شباب في قناتي أبوظبي ودبي ناهيك أيضا أن هناك أصواتا أصبحت مطلوبة عربيا وتحديدا أتحدث هنا عن الزميلين فارس عوض وعامر عبدلله اللذين عملا قفزة كبيرة في فترة زمنية بسيطة وأنا سعيد بأنهما متواجدان في قناة أبوظبي الرياضية· ماذا تنصح الجيل الجديد؟ أتمنى أن لا تكون نظرتهم للتعليق للشهرة أو المال لأنهما سرعان ما سينطفئان· من هو نجمك المفضل؟ زيدان أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور وهناك عبارة شهيرة أطلقها أحدهمهم حين سئل عن أفضل لاعب في العالم فأجاب أنه اللاعب الذي يحول الأمور الصعبة في الملعب إلى سهلة في عين المشاهد وبالتالي اعتقد أن زين الدين زيدان يطبق هذا السهل ناهيك أيضا على انه قدم أشياء خارقة في كرة القدم في مسيرته الكروية· محمد بن زايد الداعم الأول للرياضة الإماراتية وجه علي سعيد الكعبي رسالة شكر وحب باسم كل العاملين في قناة أبوظبي الرياضية إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الداعم الدائم لنهضة أبوظبي قال فيها : إننا في أبوظبي الرياضية نعي تماما أهمية المرحلة المقبلة وأن إمارة أبوظبي في ظل هذا التطور الكبير الذي تشهده بحاجة إلى قناة رياضية تواكب هذا التقدم ومن ناحيتنا فإننا لن ندخر قطرة عرق واحدة في سبيل عودة هذه القناة إلى مكانها الطبيعي في مقدمة القنوات الرياضية· حمدان بن زايد أول من آزرني أكد علي سعيد أن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الرئيس الفخري لنادي الجزيرة دعم بداياته في التعليق بقوة حيث لم يكن ضمن الفريق الإعلامي في كأس الخليج في الكويت عام 90 ودعاه سموه للسفر لمشاهدة مباراة منتخبنا أمام عمان وأيضا لم يكن ضمن الفريق الذي غادرإلى مونديال 90 وأدرج سموه اسمه في اللحظات الأخيرة وحظي وقتها بالتعليق على مباراة منتخبنا أمام ألمانيا ولا يمكن أبدا أن أنسى هذه الوقفة الجميلة من سموه والتي كان لها بالغ الأثر في مسيرته مع التعليق· الدوري الإيطالي الأفضل عالمياً والسعودي عربياً سألنا علي سعيد عن أفضل دوري على الساحة العالمية والعربية أيضا ؟ فقال: بالنسبة لي الدوري الإيطالي وقد يقول البعض أنني متعصب له ولكن أعتقد أن الشخص الذي يريد أن يتابع كرة قدم حقيقية فعليه أن يشاهد الدوري الإيطالي وهناك العديد من الأشخاص الذين يقللون من قيمته باعتبار أنه دوري يميل للناحية الدفاعية وهذا الأمر غير منطقي لأنك لو تشاهد مثلا التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم ستجد حلاوة كرة القدم وأما على المستوى العربي فالسعودي يبقى في المقدمة لأن ثقافة اللاعب السعودي غير موجودة لدى الآخرين ناهيك أيضا عن الحضور الجماهيري الذي يجعل اللاعب دائما على أتم الاستعداد بالإضافة أيضا إلى تكوين اللاعب السعودي الذي يعطيه الحق للعب على أعلى المستويات وأعتقد أن كأس آسيا الأخيرة خير دليل على ذلك فشاهدنا نجوما مثل وليد عبد ربه وأحمد الموسى وتيسير الجاسم لم يسبق لها وأن شاركت مع المنتخب وبالتالي هذا كله يؤكد قوة الدوري السعودي الذي استطاع ان يفرز منتخبا بهذه القوة· كلمة حق في زميل العمر قال علي سعيد: جزء كبير من قرار عودتي إلى أبوظبي الرياضية متعلق بوجود زميل العمر محمد نجيب فعندما عرض علي العودة لم يكن من السهل علي مطلقا رفض هذا الطلب خاصة بعد تعيينه مديرا للقناة حيث أصبح هناك تحد جديد وطموح كبير لإعادة القناة إلى سابق عهدها واعتقد ان بوزايد يستحق أن نقف معه فهو رجل المرحلة المقبلة· أبوظبي الرياضية محطتي الأخيرة أكد الكعبي أن خبرة 20 سنة في التعليق الرياضي سيضعها تحت تصرف القناة وكل العاملين فيها بما في ذلك المعلقون الشباب حيث إنه راجع إلى أبوظبي الرياضية ليختم مشواره فيها· حصاد 20 عاماً بعد حصاد أكثر من 20 سنة في مهنة التعليق قال علي سعيد: حققت في حياتي كمعلق أكثر مما توقعت حيث أصبح لي أصدقاء في كل الوطن العربي كما أنني عملت في قنوات محترفة وزرت بلدانا لم أكن سأزورها لولا التعليق وبالتالي أنا فخور جدا باختياري لهذه المهنة التي أحببتها ولم تخذلني '' وأذكر مثلا انجليزيا شهيرا ترجمته تقول (سعيد هذا الرجل الذي عمله هوايته )· رأي في ثلاثة لاعبين ما رأيك في إسماعيل مطر وياسر القحطاني ومحمد أبوتريكه؟ اسماعيل مطر هو اللاعب الإماراتي الأكثر تكاملا منذ أيام جاسم محمد، أما ياسر القحطاني فهو خير خلف لماجد وسامي الجابر، وبالنسبة لابو تريكة فهو يذكرني بالخطيب وهو أجمل ما قدمته الكرة المصرية مؤخراً·