السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسرائيليون إلى المؤتمر الدولي خائفون.. من السلام

الإسرائيليون إلى المؤتمر الدولي خائفون.. من السلام
17 سبتمبر 2007 00:24
بعيداً عن ضحكات المندوبين في مجلس الأمن الدولي حين اطلعوا على رسالة من إسرائيل تتحدّث عن إقدام ماشية تابعة لرعاة لبنانيين على اختراق الخط الأزرق مرتين، كان هناك كلام للديبلوماسي الأميركي المخضرم ''دنيس روس'' يدعو فيه الدولة العبرية إلى الخروج من ''ليلة الأشباح''، وكان هناك من يعلق مستهجناً: ''هل كانت رؤوس الماعز مزوّدة بالصواريخ؟''، وهل تم إرسالها لتنفيذ عملية تخريبية في الجليل؟ قد يكون ذلك واردا، فقد كان شيء من هذا القبيل يحدث عند الجانب الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، عندما كان جنود ''كيم ايل سونج'' يشتبهون حتى بالكلاب التي تتسلل، من قبيل الفضول، عبر الأسلاك الشائكة· ولكن هل حقاً ما يقوله الباحث الفرنسي ''باسكال بونيفاس'' من أن الإسرائيليين الذين طالما اعتادوا على الانتصارات الصاعقة يعانون، الآن، من ارتجاج عصبي، بعدما واجهوا فوق الأرض الفلسطينية أناساً غير آبهين بالموت· كل شيء يشير إلى أن الدولة العبرية عالقة في نقطة ما بين القوة والضعف· هذه حالة مرضية، وتنتج الارتباك، إن لم يكن المجازفة، على الصعيد السياسي كما على الصعيد العسكري· أن ''عكيفا الدار'' هو الذي يسأل ما ''إذا كان باستطاعتنا أن نبقى هكذا طويلاً، نخشى من الحرب كما نخشى من السلام''· على هذا الأساس، فحين وضعت الخطة المتعددة السنوات ''تيفن - ''2102 التي بوشر بتطبيقها، كان المحللون الإسرائيليون يسألون: ما إذا ''كنا نزمع أن نعلن الحرب على العالم''، فالبُعد الكمّي والنوعي للأسلحة التي سيحصل عليها الجيش الإسرائيلي، وكذلك طبيعة التدريب، لا تترك مجالاً للشك في أن الخوف يستولي على العقل الإسرائيلي· فلا ثقة لدى الإسرائيليين بأن أي معاهدة سلام يمكن أن تستمر، وعلى هذا الأساس لا بد من العودة إلى الضربات الوقائية، لا سيما وانّ المجتمعات العربية تتنامى وتزداد فاعلية، يضاف إلى ذلك الطوفان الأيديولوجي الذي يضرب المنطقة والذي لا بد أن يعبّر عن نفسه بطريقة أو بأخرى، لذلك يعتبر الإسرائيليون أنفسهم الهدف· لذلك يطرح ''روس'' ما يمكن أن يسمّى بـ''العلاج الأميركي''، فالولايات المتحدة وحدها تستطيع إخراج إسرائيل من ذلك الوضع، لتغدو دولة أفقية مثل الدول الأخرى، لا دولة عمودية تثير سخرية الروائي ''عاموس اوز'' الذي يقول: ''··· بالتأكيد لقد سقطنا من ثقب الاوزون''، في دلالة على الإيقاع الميتافيزيقي في العقل السياسي والاستراتيجي، الإسرائيلي· ثمة ظاهرة هيستيرية داخل المؤسسة العسكرية، فلا بد من إعادة هيكلة شاملة لتقنيات ومفاهيم، القوة· لا ريب أن الترسانة النووية الإسرائيلية قادرة على تحويل الشرق الأوسط أو أجزاء منه، إلى جحيم· ولكن مَن يجرؤ على الاقتراب من هذه الترسانة، فيما الخبراء يقولون إنّ حركة الهواء في المنطقة تشبه حركة الثعبان، أي أنه لا بد للنظائر المشعّة أن ''تعود'' إلى إسرائيل، ناهيك عن أنّ دولة بحجم الولايات المتحدة، وجبروتها، تعتبر استخدام ذلك السلاح نوعاً من التابو يجب أن لا يقترب منها، أي أنه لا بد لإسرائيل من أن تعتمد على القوة التقليدية، المتطورة جداً بطبيعة الحال· لكن لنستعيد ما قاله الجنرال الأميركي ''فورستار'' الذي حارب في فيتنام من أن الشعور بالأمان المطلق هو تعبير مطلق عن الغباء، ففي المواجهة هناك عدو، وهذا يستخدم رأسه جيداً، ودائماً هناك وسيلة ما لترويض التكنولوجيا في لحظة ما· ثمة في إسرائيل مَن يفكر هكذا، فصحيح أن الولايات المتحدة تواصل تقديم مساعداتها العسكرية ومن دون أي تحفظ، لكن الصحيح أيضاً ''إننا لا نستطيع البقاء في فوهة البندقية''، كما سبق وقال الجنرال ''آمنون شاحاك''، وهو يتحدث عن ''محاسن'' السلام مع الفلسطينيين· الأميركيون طرحوا المؤتمر الدولي في الخريف، وتحدثوا عن نقاط تماس مع مبادرة السلام العربية التي أقرّت في قمة بيروت عام 2002 وتم تفعيلها في قمة الرياض عام ،2007 فالعرب صادقون لأنهم حدّدوا السلام خياراً استراتيجياً، لكنهم لا يتوقعون أي معجزة لأنهم يدركون مدى الأزمة التي تواجهها الدولة العبرية التي يرى ''افيجدور ليبرمان'' -وزير الشؤون الاستراتيجية- إن الأولوية فيها يفترض أن تكون للقوّة، أي خيار آخر يعني الوقوع في المصيدة· خوف من السلام وخوف من الحرب، بهذا الوضع يذهب ''ايهود اولمرت'' ومعه ''تسيبي ليفني'' إلى المؤتمر الدولي في الخريف، ولكن ليتبين، منذ الآن، أن الإسرائيليين ليسوا مستعدين حتى إلى التوصل لـ''اتفاق-إطار'' مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ''محمود عباس''، فكل ما يستطيع ''اولمرت'' فعله هو اتفاق مبدئي· على الرغم من أن اتفاق اوسلو وُصِفَ في حينه، بالاتفاق المبدئي الذي يستظل أو يفترض أن يستظل سلسلة من الاتفاقات، والبروتوكولات، والتفاهمات، ولكن من دون جدوى· خـلال المؤتمـر الأخير لحزب الليكـود، كـان الصقور يعترضون لأن الأميركيين يسحقون إسرائيل· وعلى هذا الأساس، حذر ''ليبرمان'' من أي تنازلات في مؤتمر واشنطن في الخريف، فعلى العرب أن يتنازلوا· ولكن هل يقدمون الضفة الغربية هدية إلى ''يوشع بن نون'' ما دام أحد الحاخامات قد قال إنّ التخلي عن ''يهودا'' و''السامرة'' يعني خراب الهيكل!! أورينت برس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©