الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصرب: استقلال كوسوفو يعني الطلاق مع الغرب

الصرب: استقلال كوسوفو يعني الطلاق مع الغرب
17 سبتمبر 2007 00:25
على رغم مرور ثمانية أعوام على الضربات الجوية التي تعرضت لها من طائرات حلف الناتو، فإن وزارة دفاع يوغسلافيا السابقة لا تزال باقية على حالها بين الأنقاض في شارع ''كنيز ميلوس''· ويقول الصرب إنهم لم يحاولوا إزالة الأنقاض حتى تظل الوزارة قائمة كشاهد على ذلك العدوان غير المبرر الذي شنه الغرب على بلادهم أثناء الحرب التي كانت تدور حول مقاطعة كوسوفو الصربية· في الوقت الراهن، يحتدم غضب الصرب مجددا بسبب إقدام الدول الغربية، وبشكل خاص الولايات المتحدة، على الحديث مجددا عن الاعتراف بـ''كوسوفو'' كدولة مستقلة هذا العام، على اعتبار أن ذلك سيساعد على تحقيق الاستقرار في المنطقة بعد فصل المقاطعة التي تسكنها أغلبية ألبانية عن باقي صربيا، لا سيما بعد أن عجز الجميع عن التوصل لتسوية، كما يخشى السياسيون الصربيون-حتى الموالين للغرب- أن يؤدي الاعتراف بكوسوفو إلى تدشين عهد جديد من العزلة والعداء للغرب في صربيا، ما سيؤدي إلى تقليص النفوذ الأوروبي في ذلك البلد· يقول ''فيليمر إيليتش'' وزير البيئة التحتية في صربيا -الحليف السياسي المهم لرئيس الوزراء الصربي-: ''إذا ما اعترفت الدول الغربية بكوسوفو، فعليهم أن يعرفوا أننا لن نكون بحاجة للاتحاد الأوروبي في مثل هذه الحالة، لأن هذا الاعتراف سوف يعني أنهم ليسوا أصدقاء لنا''، مضيفــــا: ''إنه خيــار صعب، ولكـــن يجب أن يعرفوا أن صربيا دولة لهـــا كرامتها وعزتها''· فردة الفعل القومية -التي يتفق عليها باقي المسؤولين الصرب- ستؤدي إلى فتور العلاقات مع الغرب، وستقود إلى سلسلة من الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بتداعياتها، بما في ذلك فقدان أمل صربيا في الانضمام لأوروبا· كما يتنبأ كبار الدبلوماسيين الصرب كذلك على أن أي تأييد من جانب الصرب للقبض على المشتبه بارتكابهم جرائم حرب لمحاكمتهم في لاهاي سوف يتلاشى إذا ما اعترف الغرب باستقلال كوسوفو· غير أن الحكومات الغربية مصممة على حل مسألة مستقبل ''كوسوفو'' من أجل تحقيق الاستقرار في الإقليم من ناحية، وتهدئة الأغلبية الألبانية التي تشكل 90 في المائة من سكان الإقليم، والتي تطالب بالاستقلال من ناحية أخرى· ويشار في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة قد تحدثت علنا عن الاعتراف بكوسوفو كما أنها تحث حلفاءها الأوروبيين للاتفاق على سياسة موحدة بهذا الشأن· غير أن الأوروبيين حشروا أنفسهم في ركن ضيق عندما دفعوا باتجاه الحصول على موافقة باستقلال كوسوفو من مجلس الأمن، الأمر الذي ستعارضه روسيا وتعمل على عرقلته· ظلت ''كوسوفو'' تدار من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1999 أي بعد انتهاء حملة القصف التي قامت بها طائرات الناتو لطرد القوات الصربية التي ارتكبت فظائع واسعة النطاق ضد السكان الألبان، وخلال ذلك الوقت واصلت يوغسلافيا انحدارها نحو التفكك الكامل حيث طالبت ''مونتينيجرو'' باستقلالها عن صربيا في مايو ،2006 في حين كانت صربيا تتقدم بخطوات متعثرة على طريق الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وإن كانت تأمل في استكمال اتفاقياتها بشأن توثيق العلاقات مع أووربا خلال هذا العام؛ وبالفعل أصبحت عضوا فيما يعرف بـ''شراكة الناتو من أجل برنامج السلام'' الذي يمثل الخطوة ما قبل الأخيرة في خطوات الحصول على العضوية الكاملة في الحلف· كان الأعضاء الكبار في الحزب الديمقراطي الموالي للغرب بمن فيهم الرئيس الصربي ''بوريس تاديتش'' ووزير الخارجية ''فوك جيرميتش'' قد قاموا بطمأنة الحلفاء الغربيين بأن صربيا ستظل ملتزمة بالعضوية في المؤسسات الأوروبية- الأطلسية بصرف النظر عما يحدث في ''كوسوفو''؛ غير أن هناك العديد من العلامات الآخذة في البروز على احتمال حدوث انفصال بين صربيا والغرب، فالمسؤولون المقربون من رئيس الوزراء الصربي ''فويسلاف كوشتونيتسا'' يدعون إلى إقامة علاقات أكثر متانة مع روسيا، الحليف الذي أحبط المحاولات الرامية إلى منح كوسوفو الاستقلال في مجلس الأمن، كما فعلت -في الآونة الأخيرة- الصحف المحافظة ووسائل الإعلام المملوكة عندما تبنت في وجهات نظر أكثر ميلا لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، في الوقت الذي يناقش فيه المحافظون في الدائرة الضيقة المحيطة بـ'' كوشتونيتسا'' جدوى وقيمة العلاقات مع الناتو· في نفس الوقت يصر الاتحاد الأوروبي على أن التوصل إلى حل وسط بين السكان الألبان والصرب لا يزال أمرا ممكنا· فالمسؤولون الرسميون في بروكسل -على سبيل المثال- يصرون على أن مصالح صربيا الطويلة الأمد تتحقق من خلال التعامل مع الغرب· من هؤلاء ''كريستينا جالاتش'' -المتحدثة باسم ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي- التي تقول:''لا اعتقد أن الصرب يريدون أن يكونوا جزءا من الاتحاد الروسي، وإنما اعتقد أنهم يرون مستقبلهم مع الاتحاد الأرووبي''· مراسل نيويورك تايمز في بلغراد- صربيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©