الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ظلال السمع والجمعية التعاونية

ظلال السمع والجمعية التعاونية
17 سبتمبر 2007 00:27
إن الاستماع لمتعة مطلقة للعقل والروح والجسد وقد خلق الله (السميع العليم) الإنسان ليكون مبصراً بقلبه قارئاً بعينيه مفكراً بعقله· وها نحن في شهرٍ مبارك تتآلف فيه القلوب وتكثر فيه لحظات الصمت والتأمل وتقل ساعات الاستماع للنمّ والغيبة· فقررت ألا أستغيب الجمعية التعاونية ولكنني سأتحدث عنها علناً ومتأكدة من موافقة أغلبية سكان الإمارات ولو لبعضٍ مما سأتطرق إليه في هذا الخصوص· هناك رباعية جغرافية مركزية في حياة جميع مواطني الدولة بغض النظــر عن حــــالاتهم ''الاجتما- قتصادية'' وطريقة انتمائهم اليها سواء بالتجنس أو بدون ''الدفتر العنابي'' ألا وهي: المسجد، العمل، المنزل والجمعية التعاونية· ويقوم المواطن الملتزم بالعادات والتقاليد باضافة بيت والديه الذي يستضيف العائلة ايام الجمع لتناول وجبة الافطار والاستماع الى ما استجد في العالم العائلي والخارجي· وفي لقاء عابر لصديقة قديمة من اليمن السعيد سارعت في وصف تماديها في الشراء ذات يوم قائلة: كنت واثقة من نفسي واعترتني موجة عارمة وملحة لكسر كل القيود والتظاهر بانني قادرة على شراء جميع حاجياتي وكلما وضعت شيئاً في عربة التسوق تجدد حماسي لشراء المزيد فقد كان لدي ''نوط بوخمسمية''· لقد تجاهلت زوجي المتشائم الى أن وصلت أقدامنا إلى ''المحاسب'' عندها بدأت الاغراض في تناقص وكذلك حماسي نحوها· نظر بعلّي اليّ قائلاً: اين طاقتك وحماسك؟ ''···'' تشترين ولا تفكرين؟ لواستمعت هذه الأخت لنصيحة زوجها المتشائم لأيقنت جدية الموقف وواقعيته· ولو استمعت واستجابت الجمعية لنداء البشر من منطلق اسلامي وإنساني لحفظت كرامتهم عند الدفع وصانت آدميتهم حتى الثلث الاخير من كل شهر على الاقل· وفي أيام الجمعة يستمع المتسوق في الجمعية التعاونية لتلاوة عطرة من كتاب الله فيرتل مع القارئ ما تيسر لذاكرته و ما حفظ صدره· وكعادتي تساءلت، كيف تسمِعَنا الجمعية ماورد في القرآن الكريم عن المودة والرحمة ومراعاة المسلمين ولا تنصاع إليه · ويأتي الشهر الكريم ولا أدري كيف سيكون إفطار بعض البيوت التي تنعت ببيوت المواطنين من حيث شكلها ولغة المتحدثين فيها وملابسهم التي تميزت بالابيض للذكر والاسود للنساء والغربي للاطفال وبعض الشباب، كملاحظة بعض الأجانب· وهذه الرباعية الآنفة الذكر تجمع بين الايمان والسعي وراء الرزق بشرفٍ وأمانة والعيش الكريم المتجانس والجمعية التعاونية التي فقدت مفهومها الحقيقي ورسالتها السامية التي تحث البشر على التكاتف والتكافل كقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)· ترى من هم المتعاونون في هذه الجمعيات وماهي اوجه تعاونهم ومن هم المستفيدون من هذا التعاون؟ و مايقلقني هو الاحتمال الوارد في ان يقع المواطن وُمقلدوه في فخٍ يقودنا جميعاً لتجاهل صوت الحقيقة وعدم سماعه وقد يثمر عن ذلك نشأة مشاكل وظواهر نفسية ومتلازمات جديدة لاتعي المنطق ولاتعير الواقع أي انتباه· ويذكرني هذا القلق باعلان لحفاضات الاطفال والعبارة المشهورة بنعت المنتج على انه ''مسيطر على الموقف''! لا أدري ما هو شعوري نحو زيادة الراتب الأخيرة ولكن يساورني الشك والريبة في ارتباطها بالجمعية، نوعاً ما· هذه الزيادة كالغرام والانتقام كلا الشعورين قادران على جرف الانسان السوي الى أقصى درجات الهلع والنشوة· وهي كذلك مثيرة للجدل من حيث تكريسّها لصورة المواطن وَطمعِه وعدم اقتناعة بأي شيء وفرضية استحواذه على موارد رزقٍ غير منقطعة النظير كما تتصور صديقتنا· ايها السادة هذه الزيادة نعمة نشكر الله عز وجل عليها ونقمة تستغل ايماننا وأسماعنا وعلى الرغم من هذا كله نبقى كعهدنا نحمد الله على أفضاله في كل حال وعلى ماقدّر وشاء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©