الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة: الشاعر بوسنيدة أبدع أجمل الكلمات

ندوة: الشاعر بوسنيدة أبدع أجمل الكلمات
11 مارس 2010 00:08
نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي التابع للدائرة الثقافية بالشارقة مساء أمس الأول بدار الندوة في منطقة الشارقة القديمة احتفالية خاصة بمناسبة مرور 90 عاما على رحيل الشاعر الشعبي الكبير أحمد بوسنيدة (1855 - 1920 ) والذي وثّق في شعره ونمط حياته محطات ومراحل تاريخية مهمة في المجتمع الإماراتي. شهد الاحتفالية عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بالدائرة، وراشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، ولفيف من الشعراء والباحثين والمهتمين. بدأت أولى فقرات الاحتفالية بتدشين معرض الصور المتخيلة للشاعر المحتفى به، ومعرض المخطوطات والرسائل القديمة التي دونها بوسنيدة بخط يده، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد المنتقاة التي عبّرت عن العالم الشعري والقضايا الحياتية والاجتماعية التي ترجمها الشاعر في كتاباته بأسلوب رشيق ولغة حافلة بالصور والأخيلة. تلا ذلك إقامة الندوة التخصصية للاحتفالية بعنوان “ تجربة بوسنيدة على الصعيدين الإبداعي والاجتماعي” شارك بها كل من الدكتور راشد المزروعي، وعلي المطروشي، وراشد شرار، ومحمد البريكي. قدم للندوة الشاعر عيضة بن مسعود الذي أشاد بدور الدائرة الثقافية بالشارقة ومركز الشارقة للشعر الشعبي في الاهتمام بالشعراء الشباب والاحتفاء في ذات الوقت بالشعراء الرواد. واستهلت الندوة أولى فقراتها بمداخلة للباحث الدكتور أحمد المزروعي حملت عنوان” فن نظم القصيدة المربوعة لدى الشاعر أحمد بوسنيدة”، أشار فيها إلى أن القصائد المربوعة تمثل أجمل ما أنتجه الشاعر بوسنيدة، لأنه وضع فيها عصارة فكره وفنه، وأطال في عدد أبياتها، وساعده في ذلك ــ كما قال الباحث ــ القافية المفتوحة لكل بيت شعري، فأجاد وأبدع أجمل الكلمات. وقال المزروعي” يحسب لبوسنيدة أنه أكمل هذا الأسلوب الشعري وطوّره، بل وأجاد فيه، حيث استخدم أسلوب ربط أبيات القصيدة المربوعة ووحداتها بعضها ببعض، عن طريق تكرار كلمة من أواخر البيت في بداية البيت اللاحق اعتمادا على المشتقات اللفظية لهذه الكلمة. وقدم الباحث مثالا على ذلك في المقطع الشعري التالي : عزي لقلب كدّر الوقت صافيه يبلى على لا ما عشير مصافيه لو هو تجلّد بالصبر ما يفيده به باح عوقٍ كاتمنّه و خافيه مخفيه قبل لا يتلف الروح والحال أصوره في حال عقب ذلك الحال حب الذي حبه من القلب ما حال وسط الحشا بنى وشيّد مبانيه أما الباحث علي المطروشي فأشار في مداخلته إلى أن بوسنيده عُرف كشاعر وأديب وكاتب رسائل ديوانية، وأنه ينحدر من أسرة قدمت إلى الإمارات من مدينة البصرة في تاريخ مجهول، وقال المطروشي أن بوسنيدة نال حظا وافرا من الثقافة الأدبية، وكان جميل الخط فاستكتبه حاكم الشارقة الشيخ سالم بن سلطان القاسمي ورافقه أيضا في فترة إقامته بجزيرة أبوموسى، كما استكتبه بعد ذلك الشيخ صقر بن خالد القاسمي، وأشار الباحث لحكاية الشاعر الشهيرة حول حرق دفاتره الشعرية قبل وفاته، وقال إن بوسنيدة عندما شعر بدنو أجله آثر التخلص من كل نتاجه الشعري مخافة الفتنة والذنب، خصوصا وأن معظم ما كتبه دار في فلك الحب والعشق والمشاعر الخاصة ! أما راشد شرار فأكد في ورقته أن القصائد التي بقيت من تراث بوسنيدة الضائع هي عبارة عن 17 قصيدة فقط، وهناك بعض القصائد المتناقلة شفاهيا من الرواة، وقال شرار إن شح المعلومات حول شعره يجبر الباحث على تناول الجوانب الاجتماعية ومجريات الحياة التي عاصرها الشاعر واثر وتأثر بها. أما آخر المشاركين بالندوة وهو الباحث محمد البريكي فأشار في ورقته إلى أثر البيئة في شعر بوسنيدة، وقال إن الحياة الحضرية القريبة من سواحل البحر ساهمت في بناء التكوين الشعري واللغوي المميز لبوسنيدة، وتحدث البريكي أيضا عن البيئة الدينية التي أثرت في شعره، حيث أن إحاطته بعلوم الفقه والقرآن ساعدته في تجويد خطه والاستعانة بالصور والمفردات القرآنية لتعزيز مناخه الشعري ورفده بجوانب البلاغة والجزالة وقوة السبك. وفي نهاية الاحتفالية قام عبدالله العويس مدير عام الدائرة الثقافية بالشارقة وعبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بتكريم المشاركين في الندوة والشخصيات الأخرى التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©