الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«التربية الأخلاقية».. القيم على بساط «الجو جيتسو»

«التربية الأخلاقية».. القيم على بساط «الجو جيتسو»
6 مارس 2017 21:54
أمين الدوبلي (أبوظبي) لأن «الإمارات أرض المبادرات»، لم يترك اتحاد الجوجيتسو حدثاً رياضياً إلا ويتخذه منصة لإطلاق العديد من المبادرات، وتعميق القيم والمبادئ لاستنهاض الهمم لدى الأجيال الجديدة، خصوصاً إذا كان الشعار الكبير الذي يرفعه الاتحاد هو «المساهمة في بناء جيل قوي». وقد جاءت بطولة التحدي للجوجيتسو التي أقيمت يومي الجمعة والسبت الماضيين على صالة آيبيك أرينا بمشاركة 1200 لاعب ولاعبة لتجسد هذا التوجه، وترسخ مبادئ التربية الأخلاقية التي تقوم على التواضع والانضباط واحترام الذات، والشجاعة والصبر والتحمل.. ومن هنا فلم تكن مبادرة «توج ولدك» لإشراك أولياء الأمور في الحدث وحدها هي الموجودة على منصة التتويج، حيث كانت بجانبها الشعارات التي تعكس حرص الجميع على تعزيز قيم التربية الأخلاقية، لدى الأجيال الجديدة، وحملت اللوحات الكثيرة التي ازدانت بها صالة آيبيك أرينا معاني قيمة، ليس الهدف منها أن يزدان بها المشهد، بل أن تغرس هذه القيم داخل نفوس أبناء وبنات الإمارات من الأجيال الجديدة. وقال محمد سالم الظاهري نائب رئيس الاتحاد المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، إن العلاقة بين الاتحاد والمجلس تشكل نموذجاً فريداً من نوعه، فمثلما تعتبر المدرسة هي منصة انطلاق للمواهب الجديدة في اللعبة بعد أن دخلت تلك الرياضة 129 مدرسة في أبوظبي بموجب برنامج الجو جيتسو المدرسي، باتت أنشطة اللعبة أيضاً منصة لتعزيز قيم التربية الأخلاقية لدى الأجيال الجديدة، وهذا التوجه ليس جديداً، لكنه موجود منذ تأسيس الاتحاد، خصوصاً في بطولات الصغار والناشئين، التي شهدت تخصيص حدث سنوي كبير للاحتفاء بيوم الشهيد. وأضاف: «توالت من قبل أحداث لترسيخ تراث الإمارات وعادات شعبنا وتقاليدنا وصممنا الكؤوس فيها على شكل قصر الحصن، وحملت ميدالياتنا اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولتنا، كما حملت بطولات السيدات اسم «الإمارات»، وكان الاتحاد هو أول من هب لنصرة الأشقاء في اليمن حيث تبرع بمليون درهم وفتح باب التبرعات في بطولاته المحلية لكل من يرغب عندما تم تخصيص صندوق لها بالتنسيق مع الهلال الأحمر. وتابع: «رياضتنا تبدأ بتحية المنافس، والانحناء للحكام، وتنتهي بتحية المنافس والانحناء للحكام، ولا تسمح بأي اعتراض وخروج عن النص سواء على المستطيل الأخضر، أو خارجه، ومن هنا فهي نموذج للانضباط والالتزام واحترام الذات وتقدير الآخرين، وبرغم أن أبطالها عمالقة ومن أصحاب اللياقة البدنية القوية، فإن قوانين اللعبة الصارمة ولوائحها وجهت سلوكياتهم في الاتجاه الصحيح، بدليل ومنذ بدأت متابعة الجوجيتسو لم أجد يوماً من يعترض على الحكم، ولا من يعتدي على منافسه بعد النزال. وفي السياق نفسه، أكد يوسف البطران عضو مجلس إدارة الاتحاد أن جوهر هذه الرياضة بني على الدفاع عن النفس دون الاعتداء على الآخرين، فقد كانت نشأتها في اليابان، عندما تغول الإقطاعيون على البسطاء، وكانوا يجبروهم على دفع الضرائب الفادحة تحت تهديد السياط والأسلحة المختلفة، وعندما فكر البسطاء والمظلومون في ردع الإقطاعيين بدؤوا ممارسة اللعبة، بهدف الدفاع عن أنفسهم، ورد المعتدين، من دون استخدام أي أسلحة. وقال: من فنون اللعبة أن ممارسيها يستطيعون تجريد خصومهم من أسلحتهم وتحويلها من عنصر قوة لهم إلى عنصر ضغط عليهم، وبالفعل كانت تلك الرياضة سبباً في رفع الظلم عن المظلومين، وتحقيق التوازن المفقود في المجتمع الياباني. وتابع: «عندما كنت في اليابان بجولة أبوظبي جراند سلام الثانية في أكتوبر الماضي بدأت أبحث عن أصول اللعبة ونشأتها هناك، والتقيت أكثر من مسؤول في طوكيو وفي الريف الياباني وتحديداً في مدينة «سايتاما»، ودار الحديث بيننا حول بواعث نشأة اللعبة، وكان أكثر ما أسعدني وأشعرني بالفخر أنهم جميعاً اتفقوا على أن «الجوجيتسو» هي البداية والمنبع الأساسي لكل الألعاب القتالية الأخرى، وأن تاريخها مرتبط بالوطنية والكرامة لدى الشعب الياباني، وأن الساموراي أنفسهم الذين نشؤوا منذ أكثر من 1000 عام يحملون لقب «المحاربين القدماء» كلهم كانوا يعرفون فنون الجوجيتسو، والأجمل من ذلك أنني وجدت اليابانيين يقدرون دور الإمارات في تطوير هذه الرياضة وتبنيها في العالم، وأنهم يعتبرون برنامج الجو جيتسو المدرسي المطبق في الإمارات هو أهم مشروع لنشر اللعبة في العالم. وأوضح: «دار حديث بيني وبين تاكا رئيس الاتحاد الياباني حيث طلب مني تقريراً عن برنامج الجو جيتسو المدرسي، وأكد أنه سيستفيد منه في تقديم طلب للجهات الحكومية من أجل اعتماد اللعبة في المدارس، وقال لي: برغم أننا نمارس اللعبة منذ أكثر من 1000 عام، فإن أبوظبي سبقتنا ببرامجها ومشروعاتها، ونحن نعتبرها وجهة اللعبة حالياً، ورافعتها التي يمكن من خلالها أن نحقق طموحات كل عشاقها في العالم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©