الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجار التجزئة يتلاعبون بسوق الميناء في أبوظبي

تجار التجزئة يتلاعبون بسوق الميناء في أبوظبي
17 سبتمبر 2007 02:45
في هذا التحقيق، تكشف ''الاتحاد'' عن وجه جديد من أوجه التلاعب بأسعار الخضراوات في أبوظبي، فعلى الرغم من أن أسعار غالبية الأصناف انخفضت على مدار اليومين الماضيين بنسب وصلت إلى 50 %، إلا أن نتائج هذا الانخفاض لم يلمسها المستهلكون أمس، ثالث أيام شهر رمضان، حيث ظلت الأسعار على ما هي عليه مثل أواخر أيام شهر شعبان وأول رمضان· الجديد الذي يكشفه هذا التحقيق هو كيف يتلاعب تجار التجزئة بالأسعار، وكيف يفسدون فرحة المستهلكين بخفض الأسعار بعد أن كثر المعروض من الخضراوات في السوق المحلية؟· فوجئ مستهلكون أمس بعدم حدوث تغييرات تذكر في أسعار الخضراوات بالرغم من تأكيد تجار الجملة تراجع الأسعار بنسب تراوحت بين 20 % و40% ليلة أول أمس، وطالبوا وزارة الاقتصاد وبلدية أبوظبي بتشديد رقابتهما على السوق وتحويل عمل مفتشيهما من رصد الأسعار إلى المشاركة في تحديد الأسعار وفقاً لأحوال السوق يومياً وكمية الخضراوات المعروضة ودرجة الطلب عليها· كما طالبوا بزيادة أعداد المفتشين والمراقبين، مؤكدين أن قلة أعداد المفتشين تمثل عقبة كبرى أمام تطبيق قانون حماية المستهلك بصورة فعالة· انخفاض الأسعار ليلة أول أمس بدأ مزاد الخضراوات والفواكه في سوق الميناء الساعة الحادية عشرة والنصف مساء واستمر حتى الثالثة والنصف صباح الأحد، وخلال 4 ساعات فتح كبار التجار 17 براداً قدمت من: السعودية، والأردن، وسوريا، ضمت أصنافاً متنوعة من الخضراوات والفواكه، وحصل مندوبو شركات توريد المواد الغذائية والفنادق والجمعيات التعاونية والمتاجر الكبرى والمطاعم وتجار التجزئة في سوق الميناء وبائعي محال البقالات على بضاعتهم· وطبقاً لفواتير البيع التي اطلعت عليها ''الاتحاد'' وأحاديث ممثلي كبار الوكالات الموجودة في السوق، فإن أسعار غالبية الخضراوات انخفضت بنسب كبيرة، حيث تم بيع صندوق الكوسة الأردنية بسعر يتراوح ما بين 22 إلى 30 درهماً، بينما كان يباع أول أيام رمضان بسعر 45 درهماً بنسبة انخفاض تتراوح بين 51% و33%، وتراوح سعر صندوق الخس بأنواعه كافة سواء اللبناني أو الإيراني أو السوري بين 28 درهماً و30 درهماً بفارق يتراوح بين 20 إلى 50 درهماً عن أول أيام رمضان، وانخفض سعر صندوق الطماطم الأردنية إلى 16 درهماً والطماطم السورية إلى 12 درهماً أو ،13 وصندوق الخيار الأردني وزن 9 كيلوجرامات إلى 22 درهماً بعد أن كان يباع بسعر37 درهماً وصندوق البقدونس وزن 2,5 كيلوجرام إلى 15 درهماً· وكان من المتوقع أن ينعكس هذا الانخفاض بصورة تلقائية على أسعار تجار التجزئة في سوق الميناء، إلا أن ما حدث هو العكس، حيث باع تجار التجزئة بأسعار أواخر أيام شعبان وأول أيام رمضان، حيث ظل سعر الكوسة 7 دراهم للكيلوجرام و7 دراهم لكيلوجرام الخيار، ووصل سعر صندوق الطماطم الأردنية مابين 22 درهماً إلى 20 درهماً، و18 درهماً لصندوق الطماطم السورية، وكيلوجرام الخس بـ6 دراهم، والأخير كان يباع بـ 6 و7 دراهم عندما كان سعر الصندوق من 65 إلى 70 درهماً، كما ظل سعر كيلوجرام البطاطا ثابتاً على الرغم من انخفاض سعر الصندوق من 18 إلى 15 درهماً· عشرات الآلاف لتاجر التجزئة تجار التجزئة الذين التقت بهم ''الاتحاد'' ومنهم محيي الدين بمحل عبد العزيز رقم 28 والتاجر محمد علي بمحل سعيد السوري ألقوا باللائمة على تجار البرادات، واتهموهم برفع الأسعار بصورة مغالى فيها، مشيرين إلى أنهم اشتروا صندوق الخس بمبلغ يتراوح بين 45 و60 درهماً!! وصندوق الكوسة بسعر 37 درهماً، والطماطم الأردنية بسعر19 درهماً والسورية 17 درهماً، وأن ربحهم الصافي في الصندوق الواحد يصل إلى درهم واحد أو درهمين، وقد يخسرون إذا عطبت الخضراوات، كما اشتكوا من غلاء إيجارات دكات عرض الخضراوات، ودخول غالبية المستهلكين معهم في ''فصال'' حول السعر النهائي للسلعة· ومن خلال مقارنة ''الاتحاد'' للأسعار تأكدنا أن ربح تاجر التجزئة كبير ولايستهان به ويصل في بعض صناديق الخضراوات إلى 15 درهماً! وإذا جمعنا ربح كل صندوق على مدار الشهر الواحد ستجد صافي الربح عشرات الآلاف من الدراهم وكلها من جيوب المستهلكين· كما يتفقون المستهلك المواطن سالم سيف الخميري، يؤكد بانفعال أن تجار التجزئة لم يخفضوا أسعارهم فلساً واحداً على الرغم من أن أسعار البرادات انخفضت بنسب كبيرة، مؤكداً أنه ليس لديه وقت في المساء أو الفجر للقدوم إلى السوق والشراء من البرادات مباشرة ويتساءل قائلاً: يضع باعة التجزئة لافتات أسعار الخضراوات وتضم سعراً محدداً لسلعة معينة، ولا أعرف على أي أساس يتم تحديد السعر، هل هو على أساس العرض والطلب، أم شح البضاعة أو غيرها؟! وبكل تأكيد، فإن الواضح هو أن التجار يحددون الأسعار كما يتفقون هم عليها، وللأسف لا توجد رقابة حقيقية من وزارة الاقتصاد والبلدية ولو كانت هناك غرامات قوية وحقيقية على الجميع لارتدع التجار· وأشار سعيد المنصوري إلى أنه جاء إلى سوق الميناء أمس لشراء احتياجاته خاصة أن تجاربه السابقة أكدت له أن الأسعار تنخفض مع اليوم الثالث لشهر رمضان وفرح عندما علم أن البرادات باعت ليلة أمس بأسعار قليلة، لكنه صدم عندما اشترى الخضراوات من تجار التجزئة، حيث لاحظ ارتفاع الأسعار وعندما سأل التجار قالوا له إنها أسعار أول رمضان بلا تغيير، وتساءل لماذا: يفسد هؤلاء التجار الفرحة علينا خاصة أن المعروض من الخضراوات كبير كما أن إقبال المستهلكين على السوق كما لاحظته أمس قليل؟!· ''حسبي الله ونعم الوكيل'' بهذه العبارة واجهنا المواطن خميس راشد المنصوري، مؤكداً أنه لا يوجد أي انخفاض في الأسعار مطلقاً، فصندوق الطماطم مازال بسعر 20 درهماً وكيلوجرام الخيار بسعر 7 دراهم، والجديد هو ارتفاع أسعار بعض الفواكه خاصة الشمام، حيث ارتفع صندوق الشمام من 16 درهماً إلى 23 درهماً، ولا نعرف إلى متى ينتهي هذا المسلسل؟ وأين الجهات الرقابية التي لا نلمس لها تحركاً فعلياً؟، وقد سعدنا بجولة سعادة وكيل وزارة الاقتصاد في السوق، لكن على ما يبدو فإن المفتشين حالياً في إجازة، حيث لم نجد أحداً نشكو له· من هو صاحب المصلحة؟ ويدافع أحمد عبد اللطيف مسؤول وكالة الغدير، ومحمد بطر أحد المسؤولين في وكالة الهلال الفضي عن تجار الجملة، مؤكدين أنهما فتحا براداتهما وباعا بأسعار أقل كثيراً من أول أيام رمضان تراوحت أمس بين 20 % و40 %، وذلك بسبب كثرة المعروض وقلة الطلب عليها، وكانا يتوقعان انخفاض السعر على المستهلك، وأنهما غير مسؤولين عن أفعال تجار التجزئة الذين يبيعون بأسعار مرتفعة· وألقى أحمد عبد اللطيف باللوم على بعض المستهلكين، مؤكداً أنهم يفاصلون كثيراً في تخفيض الأسعار ولا تهمهم مصلحة التجار الذين يحققون خسائر طوال العام· أما المستهلك الطبيب فضل شياب، فيذكر أنه اشترى كيلوجرام الكوسة بسعر 10 دراهم والخيار بسعر 7 دراهم، وأنه لا يوجد أي انخفاض في الأسعار، مشيراً إلى أن المستهلكين في حيرة شديدة في من هو صاحب المصلحة وراء هذا الارتفاع غير المبرر في الأسعار؟ ويقول: ''لقد انكشفت الغمة واتضح للجميع أن رفع الأسعار ليس مرتبطاً بسعر السلعة في بلد المنشأ أو تكلفة النقل أو غيرها من المبررات الواهية، بل انتهاز فرص ومصالح تجار، وبكل تأكيد فإن تجار الجملة والتجزئة والجمعيات والمتاجر الكبرى ومحال البقالات حققوا أرباحاً طائلة خلال الأيام القليلة الماضية، وكلهم مدان بالرغم من أنهم يوزعون التهم على بعضهم البعض وفي النهاية كلهم رابحون والخاسر الوحيد هو المستهلك المسكين''· ويختتم قائلاً: ''لا توجد رقابة فعالة على الأسواق، ونحن بحاجة إلى إرادة حكومية قوية تضبط الأسواق وتوفر لها احتياجاتها من المفتشين بأعداد كافية لكي تطبق قانون حماية المستهلك بلاهوادة على الجميع''· 23 هاموراً في سوق الميناء كشفت جولات ''الاتحاد'' أن عدد التجار ''الهوامير'' المتحكمين في حركة سوق الميناء يومياً يصل إلى 23 تاجراً يمثلون إجمالى الوكالات الغذائية الفعالة· ويعمل 60 % من هؤلاء التجار''كومسنجية'' أو دلالين، بحيث يتعاقدون مع تجار خارجيين في الأردن وسوريا والسعودية على استقبال بضائعهم في سوق الميناء وبيعها بنسبة عمولة تصل إلى 4% ويقومون هم بدفع قيمة البضاعة بأرباحها للتجار الخارجيين· أما نسبة الـ40% المتبقية فهم التجار الأكثر نفوذاً وربحاً، حيث يشترون البضاعة من الخارج ويبيعونها في السوق متحملين المكسب والخسارة، ولهؤلاء التجار وكالات قوية في السوق، فضلاً عن أنهم قاموا بشراء أو استئجار مزارع في الأردن وسوريا تضخ عليهم إنتاجها سنوياً· ويهيمن هؤلاء التجار على محال كثيرة في السوق بأسماء مختلفة، كما يسخرون بعض عمالهم لتأجيردكات للخضراوات ليحققوا أرباحاً مضاعفة· تأخر البرادات في السلع ذكر تجار الجملة أن هناك تأخراً في منفذ السلع الحدودي في الإفراج عن برادات الخضراوات القادمة إلى أبوظبي· وذكر أحمد عبد اللطيف مسؤول وكالة الغدير أن لدى الوكالات برادات تأخرت نحو 5 أيام في الوصول إلى السوق، مشيراً إلى أن أحد برادات وكالته خرج من منطقة الحديثة السعودية يوم الاثنين الماضي، وكان من المتوقع أن يصل الأربعاء أو الخميس على أقصى تقدير إلا أنه تأكد من وجود زحام كبير في منفذ السلع يؤدي إلى تأخر وصول البرادات· 30 % حصة شركات توريد المواد الغذائية تستحوذ شركات توريد المواد الغذائية المتعاقدة مع الفنادق والمطاعم الكبرى على نحو 30 % من حمولة البرادات كل ليلة في سوق الميناء· وذكرتجارالجملة أن النسبة المتبقية يحصل عليها المتاجر الكبرى والجمعيات التعاونية وتجار التجزئة في سوقي مدينة زايد والميناء ومحال البقالات و''السوبرماركت'' الصغيرة والمستهلكون العاديون في أبو ظبي، فضلاً عن تجار تجزئة من مدينة زايد ورأس الخيمة والعين· وتباع الخضراوات والفواكه يومياً بسعر السوق الذي يحدده كبار التجار في المزاد الليلي، وتشتري شركات توريد المواد الغذائية احتياجاتها من الخضراوات والفواكه بسعر يزيد عن سعر السوق بدرهم أو درهمين، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الشركات تؤجل دفع قيمة البضاعة لنحو 4 أشهر، بينما يدفع الآخرون نقداً· انتعاش تجارة الخضراوات والفواكه شتاء تنتعش تجارة الخضراوات والفواكه في أبوظبي شتاء، وتستقبل السوق أسبوعياً خلال فصل الشتاء عشرات البرادات القادمة من الأردن وسوريا والسعودية، وتنخفض الأسعار في هذا التوقيت بصورة كبيرة تصل إلى أكثر من 70% خاصة مع كثرة المعروض· ويفتح أكثر من تاجر يومياً 6 برادات لكل منهم، وتختلف السوق تماماً في فصل الصيف، حيث تشح كمية الخضراوات القادمة من الخارج وترتفع الأسعار ولايستطيع أكبر تاجر في السوق فتح 4 برادات في الأسبوع الواحد، غياب الإنتاج المحلي ضاعف الأسعار تساءل مواطنون كثيرون عن أسباب غياب الإنتاج المحلي من الخضراوات والفواكه وتساءلوا أين خيار العين وكوسة رأس الخيمة وبقدونس العين؟ وتذكر المواطنون أيام زمان التي خفض فيها الخيار المحلي سعر الخيار الأردني والخيار العُماني إلى درهم واحد للكيلوجرام، مطالبين الجهات المعنية ببحث أسباب اختفاء الإنتاج المحلي· وأكد تجار جملة وتجزئة لـ''الاتحاد'' أن غياب الإنتاج المحلي كان أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الأسعار بداية رمضان الحالي والماضي صندوق الخس بـ30 درهماً خلال جولتي كنت أتساءل من يضحك على من؟ تجار التجزئة برروا بيعهم لكيلوجرام الخس أول أيام شهر رمضان بسعر 6 و7 دراهم بأن سعر الصندوق ارتفع إلى 65 و70 درهماً لكنهم لم يجدوا مبرراً أمس لي ببيعهم الكيلوجرام بسعر 6 دراهم بالرغم من انخفاض الأسعار بنسبة تصل إلى 50 % إلا أن هذا النوع إيراني والآخر لبناني؟ ودفعني الفضول الصحفي لمعرفة سعر جميع أنواع الخس وتأكد لي من خلال الفواتير التي اطلعت عليها عند تجار الجملة أن الخس اللبناني يباع بسعر 40 درهماً للصندوق والسوري بسعر 28 درهماً والإيراني والأردني بسعر30 درهماً، وبالتالي كان من المتوقع أن ينخفض سعر الكيلوجرام إلى 3 دراهم، لكن هذا لم يحدث·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©