الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النابلسي: الآخر لن يقتنع بنا إلا بالعطاء الحضاري

النابلسي: الآخر لن يقتنع بنا إلا بالعطاء الحضاري
17 سبتمبر 2007 03:14
نظمت جائزة دبي للقرآن الكريم مساء أمس الأول ضمن برنامجها الثقافي محاضرة بعنوان ''التنمية الأخلاقية'' للدكتور محمد راتب النابلسي وذلك في غرفة تجارة وصناعة دبي، وسط حضور جماهير لافت، يؤكد نجاح الجائزة في استقطاب نخبة مميزة من العلماء والمفكرين على مستوى العالم الإسلامي· وكشف النابلسي عن نتائج استبيان أجري في كثير من بلاد العالم العربي والإسلامي حول تحديد الأهداف الشخصية، فتبين أن 3 بالمئة فقط هم من يعرفون أهدافهم، مؤكداً أن هذه النسبة تمثل صدمة لما وصل إليه واقع المسلمين· وقال النابلسي: إن واقع المسلمين مؤلم جداً والطرف الآخر يرى الإسلام من أفعال المسلمين، مشيراً إلى أن المسلمين يتقاتلون ويجمعهم 95 بالمئة قواسم مشتركة، أما الطرف الآخر فهم يتعاونون رغم أن القواسم المشتركة بينهم لا تزيد عن 5 بالمئة، مؤكداً أن المسلمين لم يستطيعوا أن يقنعوا الطرف الآخر إلا بالعطاء الحضاري، لاسيما أن الإسلام بناء أخلاقي في الأساس، وأن المسلمين لديهم إطارات إسلامية ''المعرفة'' لكن لا يوجد لديهم حقيقة دينهم· وأكد أنه لن تأتي معجزة لتحل مشاكلنا فالقانون الرباني في التعامل مع المشكلات هو قول الحق سبحانه وتعالى: ''إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم''، داعياً إلى أن يفهم المسلمون دينهم فهما متطابقا مع الواقع، مؤكداً أن الأمة الإسلامية تمر بمحنة كبيرة، متمنياً أن يعقبها منحة بالعودة إلى كتاب الله· منوهاً أن حجم الإنسان عند الله هو حجم عمله الصالح· ولفت إلى أن الإيمان الذي لا يحمل على الطاعة هو إيمان لا يقدم ولا يؤخر، مطلقاً عليه ''إيمان إبليسي'' وفقاً لقول بعض العلماء، موضحاً أن إبليس كان يؤمن بوحدانية الله والوهيته لكنه لم يطعه عندما أمره أن يسجد لآدم· وتحدث النابلسي عن أهمية الدعوة إلى الله كفرض كفاية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يمكن أن يكون عبر البحث في العلوم، منوهاً أن كل مسلم عليه أن يدعو إلى الله، التزاماً بقوله تعالى: ''قل هذه سبيلي أدعو الله على بصيرة وأنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين''، موضحاً أن الدعوة تكون في حدود ما يعلم الإنسان، كما ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''بلغوا عني ولو آية''، مؤكداً أن العلم في الإسلام ليس هدفا في حد ذاته بل هو وسيلة لمعرفة الحق والباطل· وانتقل إلى الحديث عن أصناف الناس عند الله، مشيراً إلى أن الخلق عند الله نموذجان، الأول عرف الله فأنضبط على منهجه، ففاز في الدنيا والآخرة، أما الثاني فهم من غفلوا عن الله وأساءوا إلى خلقه، فشقي في الدنيا والآخرة· وشدد على أنه لم يعبد الله بحق من عبد الله قصراً ولم يعبد الله بحق من أطاعه ولم يجبه وما عبد الله بحق من أحب الله ولم يطعه· وأكد أن صناعة الإنسان الكامل هي من أسمى أهداف الأنبياء، مشيراً إلى أن المجتمعات المعاصرة بلغت من الفساد حداً كبيراً حتى سقط البشر فيها فتحولوا من عبادة ربهم إلى عبادة شهواتهم، مؤكداً أن أهم مصدر للسعادة هو انسجام المرء مع ما يعتقد·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©