الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نعاني منه.. إذاً هو موجود !

17 سبتمبر 2007 22:04
الناس في هذا الزمان لا يمكنهم استيعاب بعض الكلمات التي تحاول تغيير حياتهم، فمن يعتقد أن الدنيا التي يعيشها الآن حلوة ومزهرة وجميلة فهي كذلك بالنسبة له، ومن يجزم بأن هذه المرحلة من الحياة التي نعيشها صعبة ومخزية حقاً للإنسان العربي بشكل خاص، وأن الدنيا هذه سوداء كسواد الليل الحالك، فهي كذلك بالنسبة له· ولكن هل من السهل أن يؤمن إنسان بموقف ما ويجعله طريقاً له في هذه الحياة، ثم يتظاهر أمام الجميع بأنه عكس ذلك؟ ذلك جائز فعلاً في زماننا هذا، وإليكم البرهان·· تجد الموظف العادي المغلوب على أمره يخضع ويستسلم للقرارات التي اتخذها مديره، حتى لو كان يراها قرارات غير منطقية، لكنه يستقبلها بكل ترحاب· موقف آخر حدث لصديق لي مع أطفاله، يقول إنه وعد طفليه بأن يأخذهما الى مطعم من اختيارهما، ولكن هذا الأب قرر أن يفرض رأيه على طفليه المسكينين اللذين لا حول لهما ولا قوة في اختيار المطعم، حتى لو كان ضد سعادتهما، وضد المعتقدات والشعارات التي زرعها في عقول صغاره حول حرية الاختيار والبوح بما يريدون·· فما كان من طفليه إلا الاستسلام للأمر الواقع· نحن حينما نعاني من القلق ''فإن ذلك يدل على وجوده'' فعلاً، فالمؤامرات التي يحيكها أعداء منطقتنا قد بدأت منذ زمن ليس بالقريب، وها نحن نحصد زرعهم، فهل سكوتنا عن البوح بما يجري في أيامنا هذه، لنغيره بما تروق له نفوس الناس وتشتاق إليه أعينهم، هو خوف أم هروب من المجهول؟ أم هي الطريقة ذاتها التي تحدثت عنها سالفاً في أننا قد توصلنا للمرحلة التي قد نكون فيها مؤمنين بموقف ما ثم نذهب ونتغاضى عن ذلك الموقف حتى لو تجردنا من كرامتنا لنسهل على الناس حياتهم البائسة في ظل الظروف الصعبة· * ملاحظة: كذب من قال اضحك تضحك الدنيا لك، ابك تبكي وحدك، لأنكم جميعاً تبكون وتتأثرون بما يجري من أحداث ومشاهد حول العالم· سلطان عبدالله أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©