الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بريطانيا تحتفظ بحقها في استخدام وحدات الياردة والرطل والميل

بريطانيا تحتفظ بحقها في استخدام وحدات الياردة والرطل والميل
17 سبتمبر 2007 22:19
بات بإمكان بريطانيا المضي قدماً في استخدام وحدات المقاييس الإمبراطورية، أو ما يعرف بالنظام الإمبريالي للمقاييس، والذي طالما اعتمدته طوال تاريخها والمتمثل في وحدات الياردة والباينت (وحدة أوزان تساوي ثمن جالون) والرطل والميل وفقاً لحكم قضت به المفوضية الأوروبية في هذا الأسبوع· وذكر جنتر فيرهيوجن مفوض الصناعة في الاتحاد الأوروبي أن الوقت قد حان لإنهاء ''المعركة التي لا طائل منها'' بعد عقود طويلة من الجدل الدائر بين لندن وبروكسل بشأن ضرورة التحول من النظام المتري المعمول به في بريطانيا· وبذلك فقد أصبحت الأوزان والمقاييس الامبريالية الآن بمعزل عن مواجهة أي تهديدات جديدة من بروكسل· إذ يقول المفوض ''لقد أصبح من حق الحكومة البريطانية بالكامل ابتداءً من الآن الاستمرار في استخدام الباينت والقدم والبوصة وكامل نظام القياس بالميل· وفيما يختص بالمفوضية فلن توجد ضرورة على الإطلاق للتخلص من نظام المقاييس الإمبراطورية· وذكرت صحيفة الديلي تليجراف اللندنية أن هذا القرار يأتي بعد سنوات من النزاعات بين الحكومة البريطانية والمسؤولين في بروكسل بشأن خطط تهدف إلى انتهاج الوحدات المترية، بحيث تتماشى وتتوافق مع أنظمة القياس المعمول بها في بقية الأنحاء الأوروبية· لكن بريطانيا ظلت تفاضل من أجل الحفاظ على وحداتها التقليدية في مجال الأوزان والمقاييس والتي يعود العمل بها إلى حقبة العصور الوسطى بالرغم من محاولات الاتحاد الأوروبي المستمرة لتغيير القانون· ومنذ عام 1995 أصبح يتعين على جميع أغلفة وصناديق المنتجات أن تحمل الوحدات المترية، لكن ومن أجل إرضاء الجمهور البريطاني فقد سمح أيضاً للمقاييس الإمبريالية بالظهور جنباً إلى جنب مع الوحدات المترية· إلا أن المرسوم الذي صدر في الأسبوع الماضي أكد أن المقاييس الإمبريالية الخاصة بالمسافات والأوزان بالإمكان الاستمرار في استخدامها إلى ما لا نهاية· وجاء ذلك في أعقاب تفسير صدر من المفوضية الأوروبية خلص إلى أن النظام الإمبراطوري للمقاييس لا يتسبب في أي ضرر باتفاقية السوق الموحدة التي تغطي الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي· أما جنتر فيرهيوجن، المفوض الأوروبي فقد أصر من جانبه على أنه لم يتم أبداً استهداف النظم البريطانية التقليدية، حيث مضى يقول ''اسمحوا لي أن أوضح بشكل جازم وصريح أنه لا المفوضية الأوروبية أو أي من البيروقراطيين الأوروبيين يتحمل أو سوف يتحمل مسؤولية منع المقاييس البريطانية العظيمة مثل الباينت أو الميل أو مقاييس الأزوزن الخاصة بالرطل أو الأوقيات· إن هذه المقاييس الإمبريالية تعتبر جزءاً من التقاليد البريطانية المتجذرة والتي ظل يعرفها ويعشقها جميع الأوروبيين''· ويعتقد أن أحد أهم العوامل التي ساعدت في التخلي عن القرار يتمثل في الحاجة إلى بيع المنتجات إلى الأسواق الأميركية والتي عبرت عن عدم رضائها باستيراد منتجات تحمل فقط المقاييس والأوزان المترية· لذا فقد تلقت الخطوة الترحيب والإشادة من المجموعة التي أطلقت على نفسها في بريطانيا اسم ''شهداء وضحايا النظام المتري''، والتي ظلت تناضل لفترة طويلة من أجل الحفاظ على الوحدات من أمثال الباينت والياردة والأوقية والرطل· وأحد أشهر أعضاء هذه المجموعة ستيف توبيرن الذي كان يعمل كصاحب بقالة للخضراوات في السوق المحلية في صندرلاند، كان قد واجه إدانة جنائية عام 2001 عبر انتهاكه لقانون الأوزان والمقاييس بسبب بيعه كميات من الموز بالرطل قبل أن يصبح بطلاً قومياً عندما توفي فجأة في عام 2004 إثر نوبة قلبية· أما أرملته ليغ ثوبيرن فقد طالبت لاحقاً بإصدار براءة وعفو بشأنه، وبينما أكد نيل هيرون مدير الحملات الاحتجاجية في المجموعة على ترحيبه بالقرار الذي تم اتخاذه مؤخراً، إلا أنه أصر على الاستمرار في النضال من أجل تبرئة ساحة اسم المستر توبيرن، ويقول ''في النهاية أصبح بإمكاننا ممارسة العمل بحرية بالأوقية والرطل ولكن المخجل أن هذا القرار يجيء من بروكسل وليس من داخل أروقة ويستمينستر، حيث يقبع البرلمان البريطاني''!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©