الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان في تايلاند..الإفطار الجماعي يجسد التلاقي والتراحم

رمضان في تايلاند..الإفطار الجماعي يجسد التلاقي والتراحم
17 سبتمبر 2007 22:23
رغم الانفتاح الكبير واختلاط الأجناس والأديان وانتشار الديانة البوذية الرئيسية في بانكوك، إلا أن سماع الأذان بتلك البقاع له وقع خاص ولذة في النفس وطمأنينة في الروح تفضي إلى الهدوء والسماحة، فالعلاقة بين الأديان ببلدِ مثل تايلاند تؤكد روح التآخي والتعاون، لاسيما أن المقياس الرئيسي للشخص هو العمل والعطاء والانتماء الذي ينظم حياة الشعب· فالمسلمون في تايلاند يحتفلون بقدوم شهر رمضان منذ منتصف شهر شعبان بتوزيع الحلوى ومساعدة الفقراء وقراءة سورة يّس بعد صلاة المغرب لمكانة هذا الشهر في نفوس المسلمين· استضافنا يوسف بن محمد أحمد الذي يعمل موظفاً في قسم الترجمة بالمستشفى الأميركي في بانكوك في منزله حيث شرح مراسم الاحتفال للأسرة التايلاندية بقدوم شهر رمضان المبارك، وقال: ''المسلمون في تايلاند يستعدون لاستقبال شهر رمضان منذ منتصف شهر شعبان، وذلك بعد صلاة المغرب، حيث يتجمع سكان المنطقة من أجل تلاوة القرآن الكريم وبالتحديد قراءة سورة يّس ، وبعدها ندعو الله أن يمدنا بالصحة والعافية ويجعلنا من صيام الشهر دائماً، ويوفق المسلمين في كل مكان وزمان من أجل خدمة إخوانهم المسلمين''· وأكد يوسف أن الأسرة المسلمة في تايلاند تكافح من أجل تعليم أولادها التعاليم الإسلامية، وتغرس فيهم القيم السمحاء التي تجعلهم يندمجون مع بقية الشعب التايلاندي بكل حب وإخلاص، وأن الإسلام دين التسامح والمآخاة بين الناس· وقالت السيدة حسنى بنت ماجد حماة يوسف: ''نحن النساءَ نحتفل مثل الرجال، وذلك عن طريق قراءة القرآن في مكان خاص بالنساء، وقبل القراءة تستعد النساء والبنات في إعداد الحلويات المشهورة عند الشعب التايلاندي مثل ''كنومات والسوجي وماتب'' وبعض الحلويات الأخرى، وبعد إعداد تلك الحلويات يتم إرسالها للرجال في المساجد ومنها للنساء من أجل تبادل التهنئة بقدوم الضيف الكريم شهر رمضان''· وأوضحت حسنى أن المسلمين في تايلاند من الشعوب البسيطة التي تحاول أن تورث وتغرس في نفوس الشباب وأجيال المسلمين القيم الإسلامية وسط خضم التطور والانفتاح، وذلك عن طريق اقتناص المناسبات الدينية، ومنها يوم الجمعة والمناسبات الأخرى، مشيرة إلى أن المسلمين في بانكوك يحاولون أن يتكيفوا في جميع المناطق ومع مختلف الديانات وكأنهم أسرة واحدة، حيث ترى المساجد وبالقرب منها أماكن العبادة للديانات الأخرى وكلهم كنسيج واحد· صور التعاون وأضافت حسنى: ''تتعاون الأسرة التايلاندية فيما بينها وخاصة في المناسبات الدينية والأعياد وروح التعاون والإخلاص تتجسد خلال شهر الكريم في أبهى صورها وخاصة عندما يتعاون المسلمون فيما بينهم، ويساعد كل منهم الأخر لاسيما الفقراء الذين لا يمتلكون قوت يومهم''، وأوضحت أنه عندما يدخل شهر رمضان المبارك تتجمع أفراد العائلة حول رب الأسرة الجد أو الجدة حيت يتلاقى الأبناء الكبار والصغار خلال جلسة الإفطار، ومنهم من يفطر مع مختلف العائلات قرب المسجد حيث تأتي النساء وهن يحملن مختلف الأطعمة قبل موعد أذان المغرب، فيما تتلاقى بعض الأسر مع جد الأسرة، وذلك لتكريس مفهوم مبدأ صلة الرحم· وقالت: ''نغرس في أبنائنا تعاليم الإسلام، حيث إن رمضان يدعو إلى التأليف بين القلوب، بمد يد العون للأسر التي لا تستطيع شراء حاجيات الشهر الكريم، وعندما نلتقي مع كبير العائلة نتحدث عن شؤون الحياة اليومية، ونحن الكبارَ نشعر بسعادة بالغه بهذا التلاقي والاحتفاء بهذه الأيام المباركة، كما نتابع عبر التلفزيون وقائع صلاة المغرب والتراويح والتهجد لصلاة الحرم بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وبذلك نكون قريبين جداً من إخواننا المسلمين في كل مكان·'' ومن جهتها قالت خديجة أحمد زوجة يوسف: نحن نعيش في مجتمع منفتح توجد به مختلف الديانات، وفي خضم هذا البحر الهائج تكافح المرأة المسلمة من أجل ألا تنجرف مع الحداثة التي تخرجها عن قيمها الإسلامية، لافتةً إلى أن الدين الاسلامي كفيل بحماية المرأة والرجل والأسرة والمجتمع، لأن مجرد الالتقاء خلال المناسبات الدينية وغيرها من المناسبات تساهم بشكل كبير بأن يعلق المسلم قلبه نحو الإيمان وهو يتابع الطقوس الإسلامية من خلال عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك وموسم الحج والمناسبات الإسلامية الأخرى· وأشارت خديجة إلى أن المرأة المسلمة تعمل وتكافح من اجل تحمل أعباء الحياة اليومية وخلال هذا الشهر الكريم يحرص العاملون منهم على الحضور مع الأسرة من أجل الالتقاء قبل موعد الإفطار، لافتة إلى أن الفتيات يحرصن على الالتزام بالتعاليم الإسلامية الداعية إلى السماحة والتآخي مع بقية أفراد المجتمع· ونحن كمسلمين نحتاج من إخواننا المسلمين في بقية دول العالم وخاصة الخليج العربي للكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة التايلاندية، وكذلك بحاجة ماسَّة إلى القرآن الكريم المترجم وغير المترجم، وذلك من أجل أخذ المزيد من القيم الإسلامية وتثقيف فئة الشباب وشغل أوقاتهم في الأمور التي تساهم في بناء الأسرة الإسلامية، وتساهم بعجلة النمو والتطور لبلدنا تايلاند· مسلمو تايلاند تبلغ مساحة مملكة تايلاند 000,514 كم،2 وهي بلد في جنوب شرق آسيا، تحدها كل من لاوس وكمبوديا من الشرق، خليج تايلاند وماليزيا من الجنوب، وبحر أندمان وميانمار من الغرب· تعرف تايلاند باسم ''سيام'' قديماً، وكان اسم البلاد الرسمي حتى تاريخ 11 مايو ·1949 تعني كلمة ''تاي'' الحر في اللغة التايلاندية· اشتق من نفس اللفظ (تاي) الكلمة التي تطلق على السكان أي تايلانديون، تستعمل بعض الأقليات المتواجدة في البلاد كلمة سياميون عند الإشارة إلى سكان البلاد، واختلفت الآراء حول مسلمي تايلاند، فمنهم من يؤكد أن نسبتهم تشكل ما بين 5 بالمئة الى 10 بالمئة وعددهم 8,162,000 نسمة· ويتركز السكان المسلمون في جنوب تايلاند، وترجع أصولهم إلى التجار الأوائل العرب والحضارمة والهنود الذين قدموا إليها منذ القرن الثاني عشر، وتمركزوا بمنطقة فطاني وحكمهم السلطان مظفر شاه· وينقسم المسلمون إلى قوميات ذات أصول ملاوية يعيشون في جنوب تايلاند في أقاليم فطاني ويالا وساتون وسونغلا وناراثيوات، وهي في المنطقة الشمالية، بينما من ذوي الأصول البورية والصينية يعيشون بالمناطق الشمالية، بينما تعيش أصول هندية وباكستانية وإيرانية وعربية في الوسط·
المصدر: بانكوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©