الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى ( الحسيب )

أسماء الله الحسنى ( الحسيب )
17 سبتمبر 2007 22:31
الحسيب اسم جليل وصفة جمالية اختص بها الله وحده والذي له الجلال المطلق والجمال المطلق، فهو يحاسب كل مخلوق على فعله ويكافئ كل عامل بعمله بعدل يعود بالخير على العبد· ويوضح د·منيع عبدالحليم محمود -العميد السابق لكلية اصول الدين بالقاهرة- أن اسم الله الحسيب هو من أعظم الاسماء وأجل الصفات التي اتصف بها الله تعالي، فهو يوضح أن الله تعالي يتكفل بالانسان ويكون وكيله في كل شأن أو أمر من امور حياته في الدنيا أو الآخرة، وأظهر ما رأيناه في ذلك ما حدث في غزوة الأحزاب التي قال عنها الله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) أي لا خوف ما دام الله هو الحسيب، بمعنى الوكيل الذي لا يندم من يتوكل عليه ويتخذه حسيبا في السلم أو الحرب، فمن يتوكل على الله ويتخذه حسيبا فإن الله قد ضمن له الأمن فلن ينتقص أجله عما هو محدد له، كما ضمن له رزقه، فلا يأخذ اكثر أو اقل مما كتبه الله له، ومن هنا يأتي قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)· ويقول د· منيع: والحسيب هو الكافي، والله تعالي حسيب كل مخلوق وكافيه· وهذا وصف لا يتصور حقيقته لغيره تعالي، فالكفاية انما يحتاج اليها المكفي لوجوده ولدوام وجوده، ولكمال وجوده، وليس في الوجود شيء كافيا لشيء الا الله تعالي، فإنه وحده كاف لكل شيء، وهو وحده كاف لكل الاشياء، وبه يتحصل وجود الاشياء، وبه يدوم ويكمل وجودها· ولا يظن الانسان انه اذا احتاج الى طعام وشراب وأرض وسماء وشمس فقد احتاج الى غير الله تعالى الحسيب ولم يكن تعالى حسبه، بل الله تعالى كفاه بخلق هذه الاشياء له وسخرها في خدمته والكفاية تحققت بهذه الاسباب والله تعالى وحده هو المتفرد بخلقها لأجله· كذلك لا يظن الانسان ان الطفل الذي يحتاج الى أمه ترضعه وتتعهده فليس الله حسيبه وكافيه، بل الله كفاه اذ خلق أمه وخلق اللبن في ثديها وخلق له الهداية الى الرضاعة وخلق الشفقة والمودة في قلب الأم حتى مكنته من الرضاعة ودعته اليها وحملته عليها· ومن ثم فإن الله تعالي حسيب كل مخلوق، وليس في الوجود شيء وحده هو حسيب شيء سواه، بل الاشياء يتعلق بعضها ببعض وكلها تتعلق بقدرة الله تعالى الحسيب الذي تكفل بجميع مصالح الانسان التي تؤدي الى سعادته في الدنيا والآخرة،وهذا بشرط التوكل على الله لقوله عز وجل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) فإذا اتخذ الانسان الله حسبه كان له منه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من خير عميم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©