الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق وواجبات تُدخِل الجنات

17 سبتمبر 2007 22:32
للملائكة أوقات تحب أن تجاور المسلم فيها وتلازمه تستغفر له وتكتب من الأجر ما يرضيه يوم القيامة، فوجب علينا أن نعرف هذه الأوقات حتى ندخل الجنات· هذا حق من الحقوق التي نُتم بها الحديث عن الملائكة، وهو حق مجاورة الملائكة وملازمتها، فالمسلم يعلم أن الملائكة تتشكل بغير صورها الحقيقية فيما تشاء من الصور الحسنة بأمر ربها، وتتراءى لبعض الصفوة المختارة من عباد الله، إذ إن الملائكة تشكلت في صورة بشر لإبراهيم الخليل عليه السلام، واستمع إلى ذلك في كتاب الله عز وجل (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم) [الذاريات 24-28]· وتشكلت الملائكة أيضاً لنبي الله لوط عليه السلام (ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب) [هود-77] إلى أن يتبين لوط حقيقة هؤلاء الرسل، وهم الذين يكشفون عن حقيقتهم فقالوا (قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إلينا) [هود-81]، وقد تشكل الملك لمريم عليها السلام، يقول الله تبارك وتعالى في محكم آياته وتنزيله (فتمثل لها بشراً سوياً) [ مريم-17]· وبعدما طفنا معاً وبكم- أيها الأحباب- مع حقوق الملائكة فيجب أن نفتح الأبواب بيننا وبين الملائكة حتى نكون ملازمين لهم ومعهم، وأمامنا أبواب تسعة تعالوا بنا نفتحها جميعاً· أبواب الجوار أما الباب الأول فهو طاعة الله تبارك وتعالى في ليلة القدر ، فلقد تحدث القرآن عن نزول الملائكة إلى الأرض في ليلة القدر في شهر رمضان، وهي الليلة التي بدأ فيها نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول الله تبارك وتعالى (إنَّا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي مطلع الفجر'') [القدر 1-·5 وأما الباب الثاني فهو قراءة القرآن وذكر الله تبارك وتعالى، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ''ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كلام الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده''· وهل بعد ذلك الجوار أعظم من جوار الملائكة، وهل بعد ذلك الذكر أجل من ذكرك لله، وذكر الله لك· وأما الباب الثالث فهو طلب العلم النافع الذي ينفع به المسلم غيره من المسلمين، وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده، وأهل السنن عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ''من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب''· ونعم الجوار جوار الملائكة· وأما الباب الرابع وهو المشي إلى المساجد والمكوث فيها ففي صحيح مسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ''إن الملائكة تصلي على الذي يأتي المسجد فتقول: اللهم صل عليه اللهم ارحمه ما لم يؤذ فيه وما لم يحدث فيه''، وفي رواية ''اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث'' [رواه الإمام البخاري ومسلم]، لذلك يستحب للمسلم أن يتوضأ إذا أحدث حتى يفوز بصلاة الملائكة عليه· وأما الباب الخامس فهو الصلاة في الصف الأول، فقد أخرج أبو داوود وابن ماجةوأحمد عن البراء رضي الله عنه قال: ''إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول''، وفي الترمذي قال: ''إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم''، فما أعظمه من أجر وما أحلاه من باب يقربك إلى الغفور التواب· وأما الباب السادس وهو التبكير إلى صلاة الجمعة، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ''إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر''· وأما الباب السابع فهو السحور، فقد ذكر المنذري في الترغيب والترهيب عن أحمد ''إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين'' فهل بعد هذا الخير خير، إشباع من الطعام، ومجاورة الملائكة عليهم السلام· وأما الباب الثامن فهو التصدق والإنفاق في وجوه الخير، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ''ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً''· وأخيراً الباب التاسع وهو الدعاء للمؤمنين بظهر الغيب، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، وعند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل''· فلننظر جميعاً أيها الأحباب، ونحن وقوفاً مع الملائكة على باب التواب هل نريد أن تستغفر الملائكة لنا عند الملك الوهاب، فإن كنا نريد ذلك فهيا نقتبس كل لحظة من لحظات حياتنا، ونجعل الملائكة بجوارنا، تستغفر لنا وتصلي علينا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©