الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيميلات خليجية

16 ابريل 2009 22:46
«مصيرنا واحد وشعبنا واحد يعيش يعيش، الله أكبر يا خليجنا الله أكبر». هذه هي كلمات الأغنية التي عادة ما تبث في فترة انعقاد قمة دول مجلس التعاون، وعلى الرغم من قدمها لها طابع خاص لدى الشعوب الخليجية يؤكد أننا شعب واحد وتعيدنا إلى الأيام الجـميلة. كانت ذات الأغنية تبث في التلفزيون عندما أخذت جهازي المحمول وأوصلته بشبكة الإنترنت اللاسلكي لأتصفح ما وصلني من بريد إلكتروني في أول يوم من انعقاد القمة الخليجية في مسقط. بدأت بالرسائل ذات العناوين المخزنة لديّ فكان عنوان أول رسالة «تحذير من شباب دولة....» وهي دولة خليجية ومضمون الرسالة أن شعب وشباب تلك الدولة يتعمدون دس الإيدز في الأدوات الموجودة بدورات مياه الفنادق كما أنهم يغوون الشباب الآخرين لإقامة علاقة مع فتيات يحملن المرض وذلك بغرض نشره بين شباب المنطقة، قرأت الإيميل ولم أعيره اهتماما لأني لا أعرف مدى صحته من كذبه تكرر إرسال هذا الرسالة عدة مرات من أشخاص معرفين في بريدي وبصيغ متعددة والعنوان (تحذير عاجل) وبلون أحمر بدأت أسأل عن مدى صحة الموضوع فكان رد الغالبية العظمى مجرد إيميل. في فترة كأس الخليج بدأت تأتيني هذه الإيميلات بكثرة والتحذير من الذهاب إلى البلد الفلاني الخليجي وخاصة عندما كانت تفوز عمان على واحدة من تلك الدول وكانت تأتي تحت عنوان (أرسلها لمن تحب وتهتم لأمره) أو (تحذير من الذهاب إلى البلد الفلاني) وأحياناً يسرد الأيميل قصة شباب تعرضوا لمواقف عدائية في تلك الدول، قد تكون هذه الرسائل غير صحيحة، وهي كذلك لكنها تركت أثراً لدى قرائها ومتداوليها لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يتخوفون من الذهاب إلى ذلك أو تلك البلد خوفاً من أن تصادفهم مواقف مماثلة. إن هؤلاء الأشخاص الذين يعملون خصيصاً على بث هذا النوع من الرسائل هم قاصدون ويعرفون مدى فاعليتها في بث روح الفتنة والخصام، وأن تأثيرها أكبر من أي شيء آخر وخاصة أنهم يستندون على بعض الوقائع الحقيقية التي تكون ربما شخصية أو حالة واحدة ويضيفون عليها حتى تصبح حادثة كبيرة يصدقها من يقرأها أو يستمع إليها كما أن البريد الإلكتروني يعتبر لغة المراسلة والتواصل الأولى في عصرنا هذا فبدلاً من أن تسأل شخصاً أين تسكن؟ أو كيف أتواصل معك؟ يأتي السؤال تلقائياً ما هو بريدك الإلكتروني؟ لذلك يتجه هؤلاء المغرضون لاستخدامه كوسيلة تفرقة فيتخذ كل شعب موقفا ضد الآخر دون معرفة أصل الرسالة التي مصدرها خارج دول المنطقة، لكن الضمائر السوداء ورؤيتهم هذا التلاحم الجميل بين شعوب منطقة الخليج يجعلهم يتحركون لزعزعة هذا الجو الاجتماعي الأسري من الداخل. قد يقول البعض مجرد إيميل لكن التأثير سيكون على المدى القادم والأهم من هو المصدر ولماذا يقوم بذلك؟. خولة بنت سلطان الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©