يحيى عبده يدافع عن الهوية الإسلامية بالفن التشكيلي

تتسم أعمال الفنان التشكيلي يحيى عبده بالقوة الداخلية المضيئة لعناصر اللوحة الفنية وانسجام الألوان الذي يعكس حرفية عالية تغلف إبداعاته وتظهرها في أجمل صورة، ويقول الكاتب فهمي هويدي: إن في اعمال يحيى عبده لوناً جديداً من الفن يستقي ابداعاته من الوجدان خاصة الوجدان الديني، مما يفتح آفاقاً واسعة تسعد الضمير، وتملأ الروح والبصر بهجة· ورحلة الفنان يحيى عبده مع الفن تقترب من ثلاثين عاماً أبحر خلالها في عظمة الفنون الاسلامية، وتمكن من استيعابها ليقدم فناً إسلامياً معاصراً يضيف الى القديم على مستوى الشكل والمضمون، وأعماله لا تقارن بأعمال فنية أخرى لتفردها وثرائها· وقد ساهمت العلاقة الوطيدة بين الفنان يحيى عبده والفنون الاسلامية في انجاز مئات اللوحات التي تقف شاهدة على ابداع الفنان المسلم المعاصر، وقدرته على الابتكار والبحث عن حلول جديدة من خلال تطوير عناصر الفن الاسلامي وتوظيفها لصالح العمل الفني لتتحول من أعمال زخرفية الى اعمال محكمة التكوين وغاية في الابداع الفني، ويبدو هذا واضحاً في لوحات المساجد والكعبة التي تمتلي بالوحدات الاسلامية والعناصر المختلفة كالمآذن والأهلة والقباب والعرائس والخط والعناصر الزخرفية النباتية والهندسية ويحرص الفنان على ان تحمل لوحاته مضامين لقضايا معاصرة تزيد قيمة أعماله، فهو الباحث دوماً عن القيم الرفيعة· جذور الهوية ويقول الفنان يحيى عبده: إن إعجابه البالغ بالفنون الاسلامية والرغبة في المحافظة على الهوية والجذور جعله يطور هذا الفن العظيم ويوظف عناصره ووحداته لتقديم فن اسلامي معاصر يعبر عن القضايا الروحية والمادية في مجتمعاتنا، وتمكن بشهادة النقاد والفنانين من التعبير عن القضايا المختلفة بشكل متميز، خاصة أنه دائم البحث عن حلول جديدة على مستوى شكل ومضمون ليصبح العمل متكاملاً مستوحى من الفنون الاسلامية التي كانت تتهم بأنها زخرفية فقط وبفضل الفنانين المعاصرين تحوّل الفن الاسلامي الى فن تعبيري متكامل· ويضيف أن الفنون الاسلامية غنية بالعناصر والوحدات المختلفة، وكان على الفنانين المعاصرين أن يستغلوا هذا الثراء في أعمال محملة بقضايا معاصرة تشغل بال المسلمين والفن الذي يقدمه المعاصرون ليس شكلاً فقط، ولكن به مضمون ايضاً، ونحن -كفنانين- نبرز تراثنا لنقول للعالم: إننا نتفق معه في الحضارة والتكنولوجيا، ولكننا نختلف عنه في وجود تراث اسلامي عظيم لدينا ينبغي أن نستخدمه ونطوره في الصراع الدائر بين الشرق والغرب حول الهوية· العمل والعبادة يحاول يحيى عبده في أعماله أن يعالج قضايا حاضرة في مجتمعاتنا كقضية العمل واتقانه والابتعاد عن التواكل والمزاوجة بين العمل والعبادة من خلال استخدام الفنون الاسلامية وعناصرها وزخارفها وخطوطها، ولكن بشكل يعتمد على رؤية متوازنة في الكتلة والفراغ والفكر والتقنية، وكل هذا محمل بقضايا مهمة وملحة، فالدين الاسلامي دين حياة، وعلى الفنان المسلم الجاد أن يعبر عن هذه المضامين، ويخدم مجتمعه·