الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمهوريون... وطريق الإنقاذ

17 سبتمبر 2007 22:37
''الإنقاذُ'' هو الكلمة-المفتاح هذه الأيام لوصف جهود الجمهوريين العسكرية والسياسية، وذلك في وقت ينحو فيه الرئيس بوش نحو نهاية ثماني سنوات من الحكم في ·2009 ذلك أن الهدف من الشهادات التي أدلى بها الجنرال ''ديفيد بيترايوس'' والسفير ''اريان كروكر'' أمام الكونجرس، كان إتاحة مزيد من الوقت بالنسبة لبلية الرئيس في العراق، من دون مراعاة الضرر السياسي الذي يلحقه ذلك بحزبه الجمهوري· ففي ظل تراجع مصداقية بوش التي تكاد تكون في الحضيض، صعد إلى واجهة الأحداث ''بيترايوس الجندي و''كروكر'' الدبلوماسي، كمهنييْن، وليس كشخصيتين سياسيتين، وذلك في وقت يكافح فيه بوش ويسعى جاهدا إلى إنقاذ تركة إيجابية؛ ولئن كان الرجلان قد التزما وتشبثا بدوريهما المهنيين ونأيا بنفسيهما عن التنبؤات ''البوشية'' بالانتصار والنجاح في العراق، فإنه مما لا شك فيه أنهما أنقذا الرئيس في استماتته وإصراره الاستمرار على نفس النهج في العراق، وإنْ تحت عبارة جديدة منمقة هي ''طريقة جديدة للتقدم''· ثم إن حديثهما عن عودةٍ وشيكة لثلاثين ألف جندي أميركي لبلادهم، باعتبارها تقليصا (والحال أنه لا يعدو كونه حفاظا على عدد القوات الأميركية التي كانت هناك قبل الزيادة الأخيرة) ليس سوى جزء واضح مما يصفه رئيس لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، الديمقراطي ''جو بيدن''، بـ''بالخداع والمماطلة''· أما بالنسبة للمرشحين الجمهوريين الرئاسيين، فاللافت أن جميعهم، باستثناء النائب المناوئ للحرب ''رون بول'' عالقون في حرب بوش، بالرغم من بعض التحفظات القليلة، غير أن الكثيرين من محافظي الحزب رأوا في ترشح عضو الكونجرس السابق ''فريد تومسون''، الذي طال انتظاره عملية إنقاذٍ في حد ذاتها، وهو أمر يعكس في الواقع مدى استيائهم من الجمهوريين الذين يتنافسون على الترشح للانتخابات الرئاسية باسم الحزب· فقد كان من المفترض أن يطلق دخول ''تومسون'' السباقَ شعاع ضوءٍ في عتمة الحزب الجمهوري الناجمة عن الحرب، وتضاؤل احتمال الاحتفاظ بالبيت الأبيض في ،2009 والحال أن الأيام الأولى التي تلت إعلانه عن ترشحه كانت متواضعة وباهتة، كما أن ما شابها من تباين في مواقفه المحافظة من مواضيع من قبيل الإجهاض وإصلاح حملة التمويل، أثارت الكثير من الانتقادات داخل الحزب ووسائل الإعلام· بموازاة ذلك، حافظ الجمهوريون في الكونجرس -ما عدا استثناءات قليلة- على وحدة صفهم في مواجهة المحاولات الديمقراطية الرامية إلى الضغط على بوش من أجل إنهاء الحرب؛ ويبدو أن صلاحية استعمال الفيتو الرئاسي التي يتمتع بها بوش ستكون مفصلية في استمرارها خلال ما تبقى من ولايته الرئاسية الثانية· بيد أن تطورات سياسية أخرى تشير إلى أن انتخابات عام 2008 لو أُجريت الآن، فإن النتيجة ما كانت لتقتصر على فقدان الجمهوريين للبيت الأبيض فحسب، وإنما كانت ستشمل أيضا تعزيز وإحكام قبضة الديمقراطيين على الكونجرس· وتبدو أن حظوظ استرجاع الحزب لسيطرته على الكونجرس كانت ضئيلة وهزيلة، نظرا لأن التهديد يحدق بـ22 مقعدا للجمهوريين مقابل 12 مقعدا ديمقراطيا فقط، ولأن الزمن الذي كان يحقق فيه الجمهوريون إنجازات كبيرة بخصوص جمع التبرعات في انتخابات مجلس الشيوخ مقارنة مع الديمقراطيين قد ولى· والواقع أنه عادةً حين يكون أحد الأحزاب في وضع سياسي خطير ويكافح من أجل الحفاظ على سيطرته على واحدة من غرفتي الكونجرس أو كلتيهما، فإن الولاء والوفاء للحزب عادة ما يثني المقبلين على التقاعد عن قرارهم؛ أما في حالتي عضوي الكونجرس ''جون وورنر'' من فرجينيا، و''تشاك هاجل'' من نبراسكا اللذين أعلنا اعتزامهما عدم الترشيح لانتخابات العام المقبل، كان اعتراضهما على السياسة التي يتبناها الرئيس بوش في الحرب، واحتمال عملهما ضمن أقلية الكونجرس لست سنوات أخرى، دوافع أكثر إقناعا بالنسبة لهما -على ما يبدو- من طلبات البقاء· كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة ميديا تريبيون سيرفيسز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©