الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المعرض الوطني للفنون التشكيلية في أبوظبي إطلالة على الحضارة

المعرض الوطني للفنون التشكيلية في أبوظبي إطلالة على الحضارة
17 سبتمبر 2007 22:37
يشهد المعرض الوطني الرابع للفنون التشكيلية والمقتنيات تجارب مختلفة للفنانين في مجالات الإبداع من رسم ونحت وخط عربي وتصوير فوتغرافي كما تعكس هذه الأعمال اتجاهات الفنانين التي تراوحت بين المدارس الفنية الواقعية والحديثة الى جانب استخدام التقنيات المختلفة· مستوى النوع ويستمر المعرض الذي افتتحه مساء أمس الأول سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، والمقام في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي لمدة خمسة عشر يوماً تعرض خلاله ابداعات الفنانين الذين يترقبون كل عام موعد انطلاق المعرض الوطني للفنون التشكيلية هذا، ومما لاشك فيه أن الدورة الرابعة التي انطلقت أمس الأول تشهد تطوراً ملموساً وبراعة يشهد الزائرون باختلافها عن الدورات الماضية وعلى مستوى النوع وكذلك على مستوى الكم منذ قدمت في الدورة الأولى 300 عمل فني لثمانين فناناً، تجلت أغلبها في تناول الموروث بأساليب متنوعة· أما في الدورة الثانية التي قدم فيها 500 عمل تعود الى 120 فناناً فحفلت بتنوع الاتجاهات الفنية كالسريالية والتجريد والانطباعية هذا بالإضافة الى الفوتغراف الذي دخل ساحة الفن بثقة عالية لما حققه من تطور جمالي واضح· ومنذ الدورة الثانية بدأت فكرة الأجنحة التي جمعت اتجاهات الثقافة منها جناح مركز الوثائق والبحوث وجناح المتحف العسكري وجناح المقتبسات الخاصة برئيس جمعية الصحافيين محمد يوسف· أما في الدورة الثالثة فالتنوع والتجديد كانا واضحين وذلك من خلال حرصها بدخول الجناح الخاص بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' الذي يرصد مسيرته واستقطاب الفنانين العرب والخليجيين من خارج الدولة في الاشتراك بالمعرض قد وصلا بالمعرض الى جماليتي التوجه والتجديد، وقد قدم في المعرض 650 عملا فنيا تعود الى 250 فنانا· هنا امتزجت المواهب الشابة الجديدة باعلام الفن التشكيلي من داخل وخارج الدولة عبر مفهوم الاحتكاك وتبادل الخبرة والتجربة والتحاور· إن هذا المعرض صورة من صور مبدعة كثيرة يمكن لنا أن نتعرف على واقع الفن التشكيلي الإماراتي فيه هذا بالإضافة الى ما يحمل من توثيق لكثير من أوجه الحياة والمكان بما يجعل الذاكرة حاضرة وقوية ترسخها اللحظة اللامفقودة في اللوحة والفوتغراف· في هذا العام يقام المعرض في دورته الرابعة بـ1200 عمل ابداعي بمشاركة 300 فنان مبدع قدموا أعمالهم برؤى وتجارب متنوعة ليست مختلفة ومتصارعة بل هي تعمد الى التحاور دون الانغلاق والتجاذب دون التحارب، إنها تقدم خطوطها العريضة في هذا الفن الذي لا تحده حدود، مع تنوع مستوى التجارب والابداع والامكانات التي بدا فيها التجديد واضحا والاتباع واضحا ايضا· أجنحة المعرض ضم المعرض مجموعة من الأجنحة منها جناح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وجناح مركز الوثائق والبحوث وجناح المقتنيات، وجناح جمعية الصحافيين، وجناح جامعة الإمارات، وجناح الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، ومشاركات عشرات من الفنانين يصل عددهم الى أكثر من 250 فنانا، نذكر منهم الشيخة فاطمة بنت صقر القاسمي وإبراهيم عبدالرضا حسن علي وإسماعيل الرفاعي وآمنة راشد المحرزي وآمنة راشد سعيد السويدي وأحلام محمد البناي وجويرية الخاجة ومهاب لبيب وعبير يونس ونجاة مكي وعزة القبيسي وايمان علي الخميس والمحسني وغيرهم كثيرون· ويأتي احتفاء المعرض هذا العام بجناح خاص للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس عبر مشغولاته المبتكرة والذكية ليجسد ما وصل اليه الفن التشكيلي الإماراتي عبر انشغاله بتقديم الجديد والمبتكر، حيث ميزت الأبواب أعمال الريس وعاد الماضي لينطق عبر رائحته العبقة بلغة يقدمها عبدالقادر الريس بكل شفافية والفة ووضوح وتجل· انك تشعر بحق وانت تشاهد الخشب المزخرف الذي نسجته ريشة الريس أن شيئا ما في طيات هذه التعرجات الخشبية على الأبواب يريد أن يتكلم· الحوار هو المسرود في لوحات الريس ولا يعني هذا انه مقتصر على المضمون الواقعي الذي يألفه بل قد يتجلى في استخدام الألوان المتناغمة التي تريد أن تحكي عن تناغمها، ثمة ظلال شفيفة وألوان حائلة وقوارب لاتزال على الشاطئ وثلمات في جدران طينية وظلال زرقاء وحرف الواو المنحني وبرميل الزيت الحائل والبراجيل الشامخة والصخور المكتظة، كل تلك الجزئيات هي عالم عبدالقادر الريس، الانحناءات والظلال والمائل اللوني والمتجدد الباهت هي استخداماته للون بكل دقة وبروية وبشغف أخاذ لابد أن نقترب منه لنبصر التاريخ والأشياء المسافرة خلف تلك الخطوط وضربات الفرشاة الهادئة وانحناءاتها التي تريد أن ترسم التاريخ· في هذا المعرض تقاربت لوحات الأساتذة المحترفين بكل تجاربهم وخبراتهم مع لوحات الطلبة من المشتركين لأول مرة وكأن الماضي يحتفي بالحاضر ويحتضن ويقدم له مكانا مجاورا له ليأخذ مكانته في حركة التاريخ الابداعي في الفن التشكيلي المستقبلي في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنه تواصل الابداع يتجلى في هذا المعرض·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©